أدى اكثر من مليوني حاج صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم بمسجد نمرة، كما فعل ذلك النبي محمد قبيل 1400 عام في حجة الوداع .

واكتسى المسجد اليوم الاثنين(14 أكتوبر/تشرين الأول2013) حلة بيضاء كأنه قطعة إحرام منسوجة في رداء واحد بالتصاق والتئام الحجاج بعضهم ببعض، الذين توافدوا إليه منذ وقت مبكر من صباح الي.

واكتسب المسجد أهمية كبرى من الناحية الدينية والتاريخية ، ففي موقعه خطب النبي محمد خطبته الشهيرة في حجة الوداع .

ومسجد نمرة بفتح النون ، وكسر الميم، من المواقع التاريخية المهمة في الحضارة الإسلامية، ومن أهم معالم مشعر عرفات وهو يتسع لمئات الآلف من الحجاج الذي أتوا إلى خالقهم تائبين مطيعين منيبين إليه .

ويقع المسجد إلى الغرب من مشعر عرفات ، إلا أن جزءا منه في وادي عرنة وهو أحد أودية مكة المكرمة الذي نهى النبي محمد من الوقوف فيه حيث قال "وقفت ها هنا وعرفات كلها موقف إلا بطن عرنة" ، وبطن وادي عرنة ليس من عرفة ، ولكنه قريب منه.

وبني المسجد في الموضع الذي خطب فيه الرسول في حجة الوداع وذلك في أول عهد الخلافة العباسية ، منتصف القرن الثاني الهجري.

رجحت مصادر تاريخية أن يكون مسجد نمرة شيد في المرة الأولى منتصف القرن الثاني الهجري على الأرجح، وحظي باهتمام خلفاء وسلاطين وأمراء المسلمين ، حيث عمره "الجواد الأصفهاني" عام 559هـ ، وأجريت له في العصر المملوكي عمارتان مهمتان الأولى بأمر الملك "المظفر سيف الدين" عام 843هـ ، والثانية بأمر "السلطان قايتباي" عام 884هـ ، وتعد الأفخم والأكثر جمالا واتقانا في ذلك الحين، ثم جددت عمارته في العهد العثماني عام 1272هـ ، إلا أنه شهد في عهد الدولة السعودية أضخم توسعاته، ليصبح بذلك ثاني أكبر مسجد بمنطقة مكة المكرمة من ناحية المساحة بعد المسجد الحرام.