العدد 4076 - الأحد 03 نوفمبر 2013م الموافق 30 ذي الحجة 1434هـ

شريف ينتقد "القوة المتهورة" للطائرات بدون طيار ويعيد تقويم العلاقات مع واشنطن

حذر رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف اليوم الاثنين (4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013) في اول خطاب منذ مقتل قائد حركة طالبان الباكستانية حكيم الله محسود اثر غارة لطائرة اميركية بدون طيار، من ان طريق السلام في باكستان لا تمر عبر "نشر قوة متهورة".

واثار مقتل زعيم طالبان الجمعة بينما كانت الحكومة تحاول اقناع الحركة بالانضمام الى مباحثات سلام، اثار غضب السلطات المدنية في اسلام اباد التي وعدت باعادة النظر في علاقاتها مع واشنطن.

وامام حشد من العسكريين في بهاء ولبور بولاية البنجاب (وسط)، انتقد رئيس الوزراء نواز شريف الاثنين تلك الغارة من دون تسميتها واحتمال شن عملية عسكرية في معاقل الاسلاميين المتطرفين، مؤكدا انه على باكستان ان "تمنح السلام فرصة".

وقال ان "حكومتي عازمة بقوة على وضع حد لدوامة المذابح واعمال العنف، لكن لا يمكن انجاز ذلك بين ليلة وضحاها ولا حتى بنشر قوة متهورة ضد مواطنينا قبل بذل جهود من اجل اعادة العناصر المضطربة والضالة في مجتمعنا الى الطريق القويم".

وحصل رئيس الوزراء الاثنين على دعم الرئيس الافغاني حميد كرزاي، المعروف مع ذلك بعلاقاته المضطربة مع جارته باكستان، حيث اعتبر ان هذه الضربة التي ادت الى مقتل محسود تاتي في "وقت غير مناسب" وعبر عن امله في الا تتاثر عملية السلام نتيجة لذلك.

ويترأس شريف مساء اليوم اجتماعا لكبار مستشاريه الامنيين لمناقشة الخطوات التي يجب اتباعها ومراجعة العلاقات مع الولايات المتحدة التي تعد المانح الرئيسي لاسلام اباد.

واثار مقتل محسود زعيم طالبان الباكستانية المسؤولة عن مقتل الاف الاشخاص في تمرد تخوضه منذ ست سنوات ضد الدولة، بضربة من طائرة اميركية بدون طيار في منطقة القبائل قرب الحدود الافغانية الجمعة ردود فعل غاضبة من اسلام اباد.

وجاء ذلك فيما تقوم الحكومة باولى خطواته لفتح محادثات مع طالبان ما دفع بوزير الداخلية الباكستاني شودري نثار الى اتهام واشنطن ب"احباط" جهود السلام.

وطالبت احزاب المعارضة بقيادة حركة الانصاف الباكستانية التي يتزعمها بطل الكريكت السابق عمران خان الذي يشغل منصب حاكم اقليم خيبر باختونخوا الاستراتيجي الحدودي مع افغانستان الحكومة بمنع قوافل الامدادات لقوات حلف شمال الاطلسي المنتشرة في افغانستان من عبور باكستان.

وكانت باكستان منعت مرور قوافل حلف الاطلسي لمدة سبعة اشهر في 2012 بعد غارة جوية اميركية اخطأت هدفها وادت الى مقتل 24 جنديا باكستانيا.

وفي اقليم بالوشيستان المضطرب، لم ينتظر مسلحون قرارا محتملا باغلاق الطرق وقاموا باحراق شاحنتين صهريج كانت متوجهتان بالامدادات الى قوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان.

لكن بعد التصريحات النارية ضد الولايات المتحدة في نهاية الاسبوع سيكون على شريف وحكومته ان يدرسوا جيدا الاعتبارات الحقيقية الاقتصادية والجيوسياسية وهم يراجعون علاقاتهم مع الولايات المتحدة.

وفي نهاية تشرين الاول/اكتوبر الماضي افرجت واشنطن عن 1,6 مليار دولار من المساعدات بما يشمل 1,38 مليارا للجيش الذي يحظى بنفوذ كبير في البلاد.

وكانت هذه المساعدات جمدت مع تدهور العلاقات بين البلدين اثر سلسلة ازمات في 2011 و 2012 مع احتجاج باكستان على العملية الاميركية التي ادت الى تصفية اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في مخبئه في ابوت اباد، شمال غرب باكستان، في ايار/مايو 2011.

كما طلبت وزارة الخارجية الاميركية رصد 1,14 مليار دولار لباكستان في ميزانيتها لعام 2014 التي ما زال يتعين ان يقرها الكونغرس وذلك في الوقت الذي تشهد فيه باكستان ازمة مالية خطيرة ارغمتها على بول خطة مساعدة بمبلغ 6,7 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.

وقال المحلل السياسي الباكستاني مشرف زايدي "لا يمكنكم مراجعة العلاقات مع الولايات المتحدة بعد اسبوعين فقط من شكرها على ما قدمته لكم من اموال ... فباكستان لا تستطيع تلقي اموالا من الولايات المتحدة وان تقول لها في الوقت نفسه ما ينبغي عليها ان تفعله".

وفي الوقت الذي تراجع فيه الحكومة الباكستانية اليوم خياراتها يعقد قادة طالبان من جهتهم "مجلس شورى" في المناطق القبلية شمال غرب البلاد لاختيار خليفة حميد الله مسعود.

واعلنت حركة طالبان الباكستانية بالفعل الاحد انها اختارت رئيس المجلس الاعلى للحركة عصمة الله شاهين بهيتاني قائدا مؤقتا للحركة الى حين اختيار زعيم دائم خلفا لمحسود.

وهوية زعيم التمرد القادم يمكن ان تكون مؤشرا رئيسيا على ما اذا كانت طالبان ترغب في المضي في عملية ام ستتراجع.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً