العدد 4096 - السبت 23 نوفمبر 2013م الموافق 19 محرم 1435هـ

تقرير «بسيوني»... وانتهاكات لم تنتهِ في البحرين

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

بعد مرور عامين من إعلان تقرير اللجنة البحرينية المستقلة لتقصّي الحقائق فإن المشهد السياسي في البحرين مازال لم يتقدم نحو تحقيق جميع ما جاء في هذا التقرير الذي كان حديث العالم في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011. إن التنفيذ الجاد لتوصيات التقرير يتطلب الاعتراف بالممارسات التي تسببت إمّا في قتل أو تعذيب أو فصل أو ملاحقة قضائية أو تشهير أو تهديد المواطنين وتعريضهم لصنوف مختلفة من الممارسات التي أساءت لسمعة البحرين وقسمت المجتمع بصورة تهدد الأمن والاستقرار.

إن قضية التعبير عن الرأي مازالت قضية مترنحة داخل مجتمعاتنا العربية، والمواطن لايزال يمنع بصورة عامة من التحدث بلغة مختلفة عن الطرح الرسمي، ولكن الزمان قد تغير، ومحاولة حرف القضية من مطالب إصلاحية إلى تخندق طائفي لن ينفع أحداً في شيء. ويكفي أن نقرأ ما قاله عضو اللجنة البحرينية المستقلة لتقصّي الحقائق السير نايجل رودلي في حديثه مع صحيفة «الوسط» في عددها الصادر أمس (السبت) إذ أشار إلى أنه لا يخفي خيبة أمله في عدم تنفيذ توصيات هذا التقرير والوضع الذي وصل إليه المشهد الحالي في البحرين، موضحاً أنه لا يوجد شيء يدعو إلى تغيير وجهة نظره خاصة فيما يتعلق بملف تحسين حقوق الإنسان من خلال تنفيذ التوصيات التي كانت ستمهد إلى عملية مصالحة وطنية التي بدورها قد تستبعد الشعور بالظلم إلى شعور يتسم بالعدالة.

كلام السير رودلي جاء في صميم الواقع الذي نعيشه في مشهد لا يخلو من الاضطراب والتحسس والانقسام بين أفراد المجتمع الواحد، والذي تحوّل على مدى ثلاثة أعوام تقريباً إلى مجموعات فاقدة الثقة من بعضها البعض بسبب السياسة التي استغلت الظروف وسعت إلى خلق عوالم متناقضة داخل مجتمع البحرين... إذ أن هناك عالم المؤتمرات والمعارض والفعاليات الثقافية وهناك عالم انتهاكات وسجن وأحكام ومطاردات ومولوتوف وغازات مسيلة للدموع وتواجد أمني كثيف ونقاط تفتيش... الخ.

هكذا وصل حال المشهد في البحرين ولم يتغير بعد عامين من صدور تقرير تقصّي الحقائق، لم يتغير شيء سوى تكرار التصريحات التي تؤكد تنفيذ التوصيات رغم أن الواقع يقول شيئاً آخر، كما أن الممارسات في الشارع مختلفة كلياً؛ ولهذا فإن الشعور بالظلم يتنامى مع تنامي ثقافة الإفلات من العقاب بحجة «الولاء والطاعة» وهو مفهوم يتعارض كلياً مع مفهوم حقوق المواطنة السياسية والمدنية التي تأتي من منطلق احترام حقوق الإنسان التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

جميع ما ذكره السير نايجل رودلي يحتاج إلى التمعُّن، ونحن نحتاج إلى الإرادة السياسية الحقيقية لتحقيق الشعور بالعدل ونحتاج إلى الجرأة والشجاعة الكافية للاعتراف بقائمة طويلة من الأخطاء وفاقمت روح الانتقام والكراهية بدعم رسمي واضح كوضوح الشمس، مع استمرار حملات التحريض عبر وسائل الإعلام بصورة ممنهجة.

مرة أخرى، فإن الوضع يحتاج إلى مراجعة جادّة لتنفيذ توصيات تقصّي الحقائق بصورة لا لبس فيها، كما ويجب الاعتراف بالأخطاء والدفع باتجاه يحقق العدالة الانتقالية وإنهاء ثقافة الإفلات من العقاب وعدم المراهنة على الانقسام والتناحر الذي يؤدي في النهاية إلى مشهد سياسي موتور لا يُفرح أحداً.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 4096 - السبت 23 نوفمبر 2013م الموافق 19 محرم 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 7:25 ص

      الحل سياسي

      بدون حل سياسي لم ولن تتوقف الانتهاكات ...

    • زائر 8 | 6:56 ص

      الحقيقه

      هل الخروج في المسيرات بدون إذن واشعال الحرائق والمتفجرات وغلق الشوارع من الديمقراطيه التي تبونها .. ماذا تريدون ان يقابلوكم به .. هل بالورود .. عطوكم وجه ايام الدوار لحد ما زودتوها ووصلتم الخيام الى المرفأ المالي ....

    • زائر 7 | 3:50 ص

      با با game is over

      البعض يقرأه بعين عوره و ويفكر بشكل اعوج . وين كنا ووين صرنا ؟ العالم أدرك ولو متأخراً حجم الفبركات والكذب ! أبيات شئ ، مئات القتلى في الشوارع ، الخ .. بابا حبل الكذب دائما قصير game is over

    • زائر 5 | 1:40 ص

      الثقة غير موجودة بسبب التحريض الطائفي

      الاستاذة ريم تنفيذ التوصيات يعني تقاسم فرص العمل و الخير و المال بين المجتمع البحرين بالتساوي و هذا الكلام مستحيل لان الطرف الاخر يعتبروننا كفار و حسب اعتقادهم لا نستاهل حتى العيش في بلدنا فكيف تطلبين منهم التقاسم وقبول التوصيات ؟؟؟

    • زائر 4 | 12:04 ص

      كلكم كتبتم وتكلمتم عن التقرير ولكن

      لكي نعرف ان السلطة لم تهتم لهذا التقرير وان مفعوله انتهى بانتهاء طلب المحاسبة الدولية فهم لا يعيرون له اي اهتمام وكأنه لم يوجد فالتعذيب والقمع في ازدياد وتصاعد

    • زائر 3 | 11:48 م

      استاذة ريم صبحك الله بالخير

      فماذا بعد التنفيذ لتلك التوصيات جميعا ! فهل نعيد الكرة بعد حين لعقد جديد من التأزيم فملفنا العاطلين هو لب المعضل والذي ثار الشباب من اجله كي يكنس الفساد برمته من جذوره سياسيا واقتصاديا واجتماعيا - برأيي ان المعارضة تعول على الملف الحقوقي والذي اعلم انه المدخل لوضع اساس الحل لكنى اري ان الاتجاه المسلط عليه اكثر اهمية من المطلب السياسي وهو لب المعضل يراودني اننا نحتاج بعدها لصولات وجولات ربما بعد عقد من الزمن وهلماجرى

    • زائر 2 | 10:41 م

      لن يحصل

      مثل هذه الأنظمة من المستحيل إعادة تأهيلها فالإنتهاكات للحقوق الإنسان في تزايد بصورة مطردة

    • زائر 1 | 10:10 م

      تغيير ولكن

      لا تقتل تحت التعذيب اقتل سحلا او برصاصة مجهولة لألا تسأل عنها لا تعتقل الا و تهمة الخلية و الارهاب جاهزة حتى لا تكون قضية رأي

اقرأ ايضاً