العدد 4109 - الجمعة 06 ديسمبر 2013م الموافق 03 صفر 1435هـ

الجيش الفرنسي يستعرض قوته في بانغي ويحظى باستقبال الابطال في بوار

استقبل الجيش الفرنسي اليوم السبت (7 ديسمبر / كانون الأول 2013) في بوار غرب افريقيا الوسطى استقبال الابطال، كما انتشر ايضا في عاصمتها بانغي تفاديا لوقوع مزيد من المجازر.

وعبرت قافلة من الجيش الفرنسي تعد نحو 200 جندي قادمة من الكاميرون، حدود افريقيا الوسطى في الساعة 07,15 بالتوقيت المحلي ووصلت الى بوار (370 كلم شمال غرب بانغي) وسط هتافات الفرح التي ترحب ب"المحررين".

وتجمعت الحشود على جانبي الطريق وضمت اطفالا ونساء يرقصون ويهتفون مهللين بالجنود الفرنسيين.

ورفع الرجال شارات النصر وصاح احدهم "تفضلوا انكم في منزلكم" وقال اخر "انقذونا، اننا عانينا كثيرا!" في اشارة الى تجاوزات عناصر حركة التمرد السابقة سيليكا بحق السكان.

واستقبلت بوار لفترة طويلة احدى اكبر القواعد الفرنسية في افريقيا وكانت مركزا استراتيجيا في غرب البلاد. وشهدت منطقة بوسانغو المجاورة خلال الاسابيع الاخيرة اعمال عنف على نطاق واسع بين مقاتلي سيليكا (الحاكمة حاليا) والسكان المحليين ومعظمهم من المسيحيين.

وفي العاصمة بانغي وبعد يومين من المجازر التي شهدتها المدينة واسفرت عن سقوط نحو 300 قتيل حسب الصليب الاحمر المحلي، انتشر الجنود الفرنسيون السبت في المحاور الاساسية لبانغي.

وانتشرت مدرعات القوات الفرنسية على مفارق الطرق وسيرت دوريات راجلة في حين كانت طائرات مقاتلات تحلق على ارتفاع منخفض، وبعد ان اخفقوا الخميس في تفادي وقوع مجازر، استعرض الجنود الفرنسيون السبت قوتهم في اطار عملية "سنغاري" (اسم فراشة حمراء محلية).

وفي وسط المدينة وعلى بعد بضعة امتار من آلية مدرعة قال ادولف بائع البنزين ان "الفرنسيين يطمئنوننا، ننتظر تحرير سكان افريقيا الوسطى".

واكتفى مقاتلو سيليكا الذين تلقوا الجمعة اوامر من السلطات للبقاء في ثكناتهم، بمراقبة الفرنسيين ينتشرون دون الرد ودون استعمال السلاح.

وما زال بعض القتلى في الاحياء في حين يواصل العاملون في الصليب الاحمر رفع الجثث الممدة في الشوارع بعد مجازر الخميس الكبيرة وما تلاها من عمليات انتقام.

ومع مرور الوقت عادت الحياة الى بانغي بعد ايام الرعب وبدأت المتاجر الصغيرة في جادات المدينة تفتح مجددا ابوابها المتعددة الالوان في حين يقطع السكان كيلومترات عدة على الاقدام نظرا لغياب سيارات الاجرة، بحثا عن اخبار اقاربهم في المدينة.

واعلنت قيادة الاركان الفرنسية ظهر السبت انه مع وصول القافلة الى بوار، تكون فرنسا قد نشرت كافة جنودها ال1200 الذين قالت انها سترسلهم الى افريقيا الوسطى وذلك قبل "24 ساعة من الموعد المحدد".

وانطلقت عملية "سنغاري" الفرنسية في سياق قرار صادقت عليه الامم المتحدة مساء الخميس، بناء على امر من الرئيس فرنسوا هولاند لدعم القوة الافريقية المنتشرة في افريقيا الوسطى.

وانتشرت خمس سرايا مقاتلة في افريقيا الوسطى مدعومة باربع مروحيات من طراز بوما واثنتين من طراز غازيل ودعم جوي من طائرات رافال ومقرها في تشاد المجاورة.

وافاد بعض سكان بانغي انهم لم يسمعوا سوى ثلاث عيارات متقطعة من اسلحة رشاشة ليل الجمعة السبت، بما لا يقارن بتاتا مع الليالي السابقة.

وانتشر عناصر من القوات الافريقية لضمان امن كنيستين في مدينة عاش سكانها طيلة 48 ساعة حالة رعب في منازلهم خوفا من هجمات المسلحين الذين كانوا يجوبون الشوارع المحيطة بهم.

وما زال الاف الاشخاص الذين قدموا من احياء بوينغ وبوي رابي لاجئين قرب قاعدة المطار الفرنسية خوفا من اعمال عنف المتمردين السابقين.

كذلك تبين ان عدد المسلحين ومعظمهم من عناصر سيليكا سابقا، باتوا اقل عددا من الايام الاخيرة في شوارع المدينة.

وافاد بعض السكان ان المسلحين باشروا منذ مساء الجمعة الانسحاب من الاحياء. وقال احدهم "هذا واضح انهم اقل عددا" مضيفا ان "حضور الفرنسيين يدفع الى الاطمئنان".

وبعد ان تعرضوا طيلة شهر الى تجاوزات عناصر سيليكا سابقا الذين قدم معظمهم من شمال البلاد حيث اغلبية السكان من المسلمين، اصبح العديد من السكان وخصوصا المسيحيين يريدون الانتقام، وتحول غضب السكان على سيليكا تدريجيا الى استهداف المدنيين المسلمين ما قد يسفر عن مجازر ودوامة جهنمية من عمليات الانتقام.

وشنت مجموعات مسلحة مناهضة لسيليكا تسللت الى بانغي فجر الخميس هجوما على العديد من الاحياء وبدأت تلك العمليات قبل ساعات من تصويت في الامم المتحدة على منح القوة الافريقية المنتشرة تفويضا مع الجيش الفرنسي لفرض الامن في افريقيا الوسطى.

واعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان ان تدخل الجنود الفرنسيين يدعم القوة الافريقية، ويهدف الى اعادة "حد ادنى من الامن" من اجل افساح المجال امام مساعدات انسانية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً