شدد وزير خارجية النرويج بورج بريندي على ان الأمن الإقليمي مسئولية الدول بالأساس من خلال إيجاد حل للمشكلات عن طريق المفاوضات والحوار بمساندة المجتمع الدولي , مشيرا في هذا الصدد الى ان بلاده مستعدة للقيام بكافة الجهود من اجل انجاح الجهود الدولية في حل الازمة في سوريا من خلال المفاوضات , سيما وان استخدام القوة العسكرية يجب ان يكون الملجأ الاخير لحل اي صراع .

وأعلن الوزير ان بلاده ستقوم بارسال سفينة للتخلص من السلاح الكيماوي السوري , مؤكدا دعم بلاده الكامل للقرار الأممي رقم 2118 الخاص بالتخلص من هذا السلاح الذي استخدم ضد الشعب السوري الاعزل .

وقال بريندي خلال جلسة "استقرار الشرق الأوسط .. التدخل والوساطة والتعاون العسكري "مساء اليوم السبت (7 ديسمبر / كانون الأول 2013) ضمن فعاليات مؤتمر الامن الاقليمي " حوار المنامة " الذي تستضيفه مملكة البحرين خلال الفترة من 6 الى 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري بمشاركة نظيره اليمني ابوبكر القربي والكندي جون بيرد ان الصراعات الخطيرة تكلف الدول نحو 30 عاما من خسائر النمو، مشيرا إلى أن سوريا انتقلت حاليا من الدول متوسطة الدخل إلى مرحلة الفقر نتيجة الحرب الاهلية .

ونوه الى ان منطقة الشرق الأوسط تعاني من مشكلات عديدة وهى أسلحة الدمار الشامل , والتطرف والارهاب , بالاضافة الى الهجرة غير الشرعية نحو اوروبا , لافتا الى ان النمو الاقتصادي في المنطقة يجب ان يشمل الجميع خصوصا ان تقديرات البنك الدولي يشير الى حاجة المنطقة لنحو 14 مليون وظيفة جديدة حتى العام 2020 , في ظل وجود نحو 50 في المائة من السكان تحت سن العشرين , داعيا الى اشراك النساء في عملية التحول التنموي والديمقراطي .

ونوه الى جهود بلاده في محاربة القرصنة في القرن الافريقي من خلال فرقاطة عسكرية ضمن الجهود الدولية بالاضافة الى انشاء مشاريع تنموية في الصومال كما اشار الى جهود النرويج في عملية السلام سيما وانها احتضنت اطلاق عملية السلام منذ 20 عاما والتي نتج عنها اتفاقات اوسلوا بين الفلسطينيين واسرائيل , مؤكدا استمرار جهود بلاده للوصول الى حل الدولتين , مرحبا في هذا الاطار بجهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري من اجل احلال السلام في المنطقة , قائلا ان الاشهر القادمة ستشهد تقدما على حد تعبيره .

واشاد بالشراكة بين مجلس التعاون وبلاده ضمن اتفاقية " الافتا " والتي تضم بجانب النرويج كل من ايسلندا وسويسرا وامارة ليختنشتاين , مؤكدا أهمية دول المجلس الاستراتيجية والتي تتمتع بامكانيات هائلة في ظل توجهه حاليا الى التقنية مثل انشاء " وادي السليكون " .

من جانبه قال وزير الخارجية اليمني ابوبكر القربي ان اليمن نجا من الدخول في ازمة سياسية طاحنة كادت تودي الى حرب أهلية , قائلا ان اليمن يتعرض حاليا لمحاولات بعض القوى لعرقلة مرحلته الانتقالية لحماية مصالحها غير ان الشعب اليمني لن يسمح لها بذلك وقال انه رغم الصعوبات التي تواجه اليمن غير انه يظل عنصرا مهما في المنطقة من خلال الموقع الجغرافي الذي يطل على ممرات مائية دولية , وباعتباره السياج الجنوبي للجزيرة العربية في ظل وجود نحو مليون افريقي على اراضيه بالاضافة الى وجود عناصر تنظيم القاعدة .

وأكد ان استقرار اليمن يعد مسؤولية اقليمية ودولية , مشيدا في هذا الصدد بالمبادرة الخليجية التي كانت واضحة وتشمل اليات تنفيذية وحظيت بدعم دولي عبر تشكيل حكومة ائتلافية واتمام انتخابات رئاسية واعادة هيكلة الجيش والدخول في الحوار الوطني ونوه الى ان تأخر الحوار الوطني اليمني في اصدار نتائجه خلال الفترة المبدئية له وهى 6 شهور يعود الى حرص جميع المشاركين في عدم ترك اية امور معلقة تتحول الى مشكلات في المستقبل , ومعربا عن تفائله بانتهاء جلسات هذا الحوار قبل نهاية العام الجاري .

واضاف ان العمل الإرهابي الذي شهده اليمن منذ يومين واسفر عن مقتل نحو 60 شخصا واصابة 200 اخرين لن يزيد اليمن الا اصرارا للمضي قدما الى غد افضل , مستذكرا في هذا الاطار الادانات الدولية لهذا العمل الارهابي , والتزام امريكا وبريطانيا خلال مؤتمر المنامة بضمان امن واستقرار المنطقة , داعيا الى الاهتمام بالمساعدات الاقتصادية بجانب القوى العسكرية لتجفيف منابع الارهاب .

من جهته قال وزير الخارجية الكندى جون بيرد تنظر الى ايران باعتباها عامل عدم استقرار في الشرق الاوسط حيث تمارس انتهاكات حتى خارج حدودها , قائلا انه رغم ترحيب بلاده بالاتفاق بين دول " 5+1 " مع ايران حول ملفها النووي غير انها ما زالت متشككه في نوايا طهران وتنتظر رؤية تطبيق الاتفاقية على ارض الواقع من حيث سهولة الوصول الى جميع المرافق النووية , وتوقيع ايران على البروتوكول الاضافي لمنع انتشار اسلحة الدمار الشامل .

ودعا الى ابقاء العقوبات على ايران حتى حل مشكلتها النووية بصورة كاملة , مضيفا ان دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تدرك ان اية مشكلة تتعلق بالسلامة النووية الايرانية ستؤثر على الملاحة , وتحلية المياه , والبيئة الاقليمية مشيرا الى ان كندا ليس لديها مشكلة في الاستخدام المدني والسلمي للطاقة النووية , منوها الى توقيع بلاده اتفاقية مع دولة الامارات العربية المتحدة للاستخدام السلمي للطاقة النووية في ظل الشفافية والالتزام بالمعايير الدولية في هذا المجال .

واردف قائلا ان بلاده تتعاون مع دول مجلس التعاون في مكافحة الارهاب , منوها الى ان كندا تعتبر ما يسمى ب "حزب الله " منظمة ارهابية .

وفي الشأن المصري اوضح ان الوساطة يجب ان تحث جميع الاطراف على عدم استخدام العنف واللجوء الى الحوار , مؤيدا في هذا الاطار ما جاء في كلمة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي خلال جلسة صباح اليوم في أهمية اتمام المرحلة الانتقالية في مصر .

وحول جهود بلاده لحل الازمة السورية طالب بمسائلة الرئيس السوري بشار الاسد , عن المأساة الكبيرة التي يعيشها الشعب السوري الذي تعرض للقصف بالسلاح الكيماوي , مشيرا الى ان كندا تبرعت بنحو 62 مليون دولار في اطار دعم المساعدات الاغاثية بالاضافة الى دفع نحو 100 مليون دولار من اجل التخلص من اسلحة سوريا الكيماوية , محذرا من ان استمرار الصراع سيجل نحو 35 مليون سوري لاجئين .

كما دعا الى تسوية لهذه الازمة عبر الجهود الدولية , مؤكدا ان مجرد تدمير الاسلحة الكيماوية للنظام غير كاف في حد ذاته .

وعن عملية السلام دعا الى استمرار المفاوضات حتى الوصول الى حل الدولتين مشيدا بجهود وزير الخارجية الامريكي جون كيري في دفع عملية السلام ونوه الى ان بلاده لديها برنامج تنموي في الضفة الغربية بالاضافة الى تعزيز قدرات النظام الامني للسلطة الفلسطينية , مشيرا الى الدعم الانساني في الضفة وقطاع غزة .