العدد 4109 - الجمعة 06 ديسمبر 2013م الموافق 03 صفر 1435هـ

وزير الدفاع الافغاني يعلن ان الاتفاق الامني سيوقع في "مهلة معقولة"

اكد وزير الدفاع الافغاني باسم الله محمدي في اليوم الاول من زيارة وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل الى كابول اليوم السبت (7 ديسمبر / كانون الأول 2013) ، ان السلطات الافغانية ستوقع في "مهلة معقولة" الاتفاق الثنائي الامني الذي ينظم بقاء جنود اميركيين في البلاد بعد 2014.

وقد قام هيغل بعد ظهر السبت بزيارة مفاجئة الى افغانستان على خلفية توترات بين واشنطن وكابول التي ترفض توقيع اتفاق ينظم وجودا عسكريا غربيا في البلاد بعد انتهاء المهمة الحالية للحلف الاطلسي في 2014.

وليس من المقرر عقد لقاء بين الوزير الاميركي والرئيس حميد كرزاي، كما ذكر مسؤولون اميركيون، ما يؤكد وجود خلافات بين واشنطن وكابول، فيما تحدث الناطق باسم الرئاسة الافغانية خلال النهار عن لقاء بين هيغل وكرزاي، ثم تراجع عما قاله في المساء.

لكن الوزير هيغل التقى وزير الدفاع الافغاني باسم الله محمدي. وقال هيغل ان محمدي "اكد لي ان الاتفاق الامني سيوقع خلال مهلة معقولة" الا انه لم يحدد تاريخ التوقيع على هذا الاتفاق محور خلاف بين السلطات الافغانية والاميركية.

وبصفتها الداعم الاكبر على الصعيدين العسكري والمالي للحكومة الافغانية الضعيفة، دعت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون الرئيس الافغاني الى توقيع الاتفاق الامني الثنائي الذي اجرى البلدان مفاوضات حثيثة في شأنه.

وسيحدد الاتفاق الامني الثنائي شروط وجود الجنود الاميركيين بعد 2014، وهو الموعد المحدد لانسحاب قوات الحلف الاطلسي التي تتألف في الوقت الراهن من 73 الف جندي (46 الف اميركي و27 الفا من البلدان الحليفة) لمؤازرة الحكومة الافغانية التي تواجه منذ اكثر من عقد تمرد حركة طالبان.

ويرفض كرزاي الذي لا يخفي ارتيابه بواشنطن توقيع هذا الاتفاق على الفور، معتبرا ان هذه المهمة تقع على عاتق الرئيس الذي سيخلفه بعد الانتخابات الرئاسية في نيسان/ابريل المقبل التي لا يستطيع المشاركة فيها، لان الدستور يمنعه من الترشح لولاية ثالثة.

ويعتبر الاميركيون من جانبهم ان هذه المهلة لن تتيح لهم الوقت الكافي لتحضير المهمة العسكرية بعد 2014 التي تتمحور حول تدريب القوات الافغانية والقضاء على التهديد الذي يشكله المتمردون وحلفاؤهم من تنظيم القاعدة.

وفي هذه المناسبة، لوح البيت الابيض بتهديد "الخيار الصفر" الذي يقضي بسحب جميع الجنود الاميركيين في غضون سنة، لدى انتهاء المهمة القتالية لقوة الحلف الاطلسي (ايساف)، والغاء مليارات الدولارات من المساعدة العسكرية الموعودة لكابول.

ومن شأن انسحاب اميركي شامل ان يترك الحكومة الافغانية تحت رحمة طالبان والمجموعات المتمردة الاخرى التي احرزت تقدما في السنوات الاخيرة، وان يمحو التقدم الهزيل في بلد يعيش على المساعدة الدولية. وتقترح واشنطن ان تترك في افغانستان بعد 2014 قوة يناهز عديدها 12 الف جندي يشكل الاميركيون القسم الاكبر منهم، في اطار عدد كبير من الشروط، ولاسيما منع القيام بعمليات دهم للمنازل الافغانية الا في حالات استثنائية. وتؤجج هذه الممارسة شعورا بالعداء الشديد حيال الاميركيين في البلاد.

واعلن رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي الجمعة انه لم يتلق امرا بعد للبدء بتحضير "الخيار الصفر".

لكنه اضاف "اعرف ان هذه الامكانية مطروحة في الظروف الراهنة"، معتبرا ان تمديد فترة توقيع الاتفاق الامني الثنائي من شأنه ان يؤثر على معنويات 345 الف شرطي وجندي افغاني وحلفائهم في حلف شمال الاطلسي.

واكد الجنرال الاميركي جوزف دانفورد الذي يقود مهمة الحلف الاطلسي في افغانستان السبت انه لم يبدأ بالتخطيط "للخيار الصفر" لكنه سينصرف الى هذه المهمة اذا لم يوقع الاتفاق "خلال الاسابيع المقبلة". وتشكل هذه الطريقة زيادة للضغوط على الرئيس الافغاني.

وفي كابول، طرح المراقبون عددا كبيرا من الاسباب التي تحمل كرزاي على رفض توقيع الاتفاق الامني الثنائي إبان رئاسته.

ويعتبر البعض انه لا يريد ان يبقى في التاريخ الافغاني الرئيس الذي وافق على وجود قوات اجنبية لفترة طويلة. ويقول آخرون انه سيوقع الاتفاق في النهاية لكنه يسعى قبل ذلك للحصول على ضمانات تتيح له ان يؤثر على انتخابات نيسان/ابريل ويبقى بذلك في قلب المسرح السياسي الافغاني، وعلى التزامات حول مستقبله الامني ومستقبل عائلته.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً