العدد 4111 - الأحد 08 ديسمبر 2013م الموافق 05 صفر 1435هـ

الخلافات الخليجية ليست سراً

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

تستضيف دولة الكويت القمة الخليجية الـ 34 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي (الثلثاء) و(الأربعاء) المقبلين.

تنعقد القمة في ظل أجواء «ملتبسة»، وفي ظل أوضاع وظروف وصفها الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني، بـ «قاسية بالغة الحساسية والدقة». وهذه حقيقة واضحة للعيان، وإن اختلفت التفاسير حول مفهوم «الحساسية»، وهل هي حساسية «خليجية - خليجية» أم «خليجية - إقليمية» أو «خليجية - غربية»؟

على الصعيد الإقليمي والدولي، ليس خافياً على أحد أن هذه الظروف هي الأكثر تعقيداً، والتي تمر على دول مجلس التعاون الخليجي «سياسياً»، في ظل تقارب «إيراني - غربي» باتت ملامحه بارزة منذ أن انتخب الشيخ حسن روحاني رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتغير السياسة الإيرانية من الاصطدام المباشر مع الغرب إلى التقارب والتفاهم.

ليس خافياً على أحد حجم القلق الكبير الذي يراود ساسة دول مجلس التعاون من الاتفاق «النووي الإيراني» والمفاوضات الإيرانية مع مجموعة «5+1»، حتى ذهبت دول الخليج للمطالبة بإشراكهم في الاتفاق.

هذه المطالبات الخليجية، لم تلقَ أي صدى من قبل الدول الكبرى، خصوصاً وأن هذه المطالبة ليست جديدة بل قديمة، انتقد وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة استبعاد دول الخليج من المفاوضات بين إيران والدول الست الكبرى، حول البرنامج النووي الإيراني في منتدى «حوار المنامة» السادس (2009).

قبل العام 2009 ودول مجلس التعاون الخليجي «تحاول» بوصف وزير الخارجية البحريني أن تكون طرفاً في المحادثات بين المجتمع الدولي وإيران، إلا أنه لم يُسمع لها أبداً أو لم يُسمح لها بذلك، وها هي تعيد المحاولة في العام 2013، ولا أعتقد أنها ستنال مبتغاها.

أضف إلى ذلك حجم الخلافات «الخليجية – الخليجية» على فكرة «الاتحاد الخليجي»، وكيف كانت ردة فعل وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، الذي أكد أن بلاده ليست مع الاتحاد الخليجي إطلاقاً، وإن حصل فإن سلطنة عُمان لن تكون منه، ولن تقف موقفاً سلبياً منه في حال تشكيله، ولكنها أيضاً لن تنضم إليه.

ردة الفعل التي يمكن أن نصفها بـ «العنيفة» من الجانب العماني، والتي تم تلمسها بشكل واضح من قبل الوزير بن علوي، وهو يصرح على هامش «حوار المنامة»، جاءت تعقيباً صريحاً وواضحاً ومباشراً منه على كلمة وزير الدولة للشئون الخارجية في السعودية نزار مدني، في الجلسة التي تناولت موضوع «هندسة الأمن الإقليمي المتنامية والصراعات والقوى الخارجية»، ضمن جلسات منتدى «حوار المنامة»، والذي قال فيها: «الدعوة إلى الاتحاد الخليجي ليست ترفاً أو نزعة فرضتها ظروف خاصة أو مؤقتة، وإنما جاءت لتعبر عن حاجة وضرورة أمنية وسياسية واقتصادية واستراتيجية ملحة يترتب عليها مجلس التعاون، كما تترتب عليها قدرة مواطنيه في المحافظة على المكتسبات التي استطاعوا تحقيقها».

الحديث السعودي قابله رد عماني مباشر من العاصمة البحرينية (المنامة)، التي لازالت ترأس دورة مجلس التعاون الخليجي الـ 33 برفض الفكرة، والتهديد بالانسحاب من مجلس التعاون الخليجي، في حال أقر مشروع إقامة اتحاد بين دول مجلس التعاون الخليجي، والذي من المفترض أن تناقش في قمة دول المجلس غداً (الثلثاء) في الكويت.

الرد العماني «العنيف»، قابله من جديد رد سعودي «أعنف» على لسان الأمير تركي الفيصل، بأن «سواء انضمت عمان أم لم تنضم، نحن متجهون نحو الاتحاد».

عُمان «الصريحة» كشفت قبل «قمة الكويت» عن جملة من «لاءاتها»: لا للاتحاد الخليجي، لا للعملة الموحدة، لا لتوسعة قاعدة درع الجزيرة.

حجم التباينات والخلافات الخليجية كثيرة وكبيرة، سواء على الملفات الخليجية كـ «الاتحاد» أو «العملة الموحدة»، أو على صعيد حل القضايا الإقليمية كسورية ومصر واليمن، أضف إلى ذلك الأزمة البحرينية.

ليست عمان وحدها من تحمل «لاءات»، فدولة الإمارات هي أيضاً ترفض العملة الخليجية الموحدة حتى «تكتمل مكونات السوق الخليجية المشتركة قبل الدخول إلى الاتحاد النقدي»، من وجهة نظرها.

كما سارع المجلس النقدي الخليجي مطلع شهر ديسمبر/ كانون الأول الجاري لنفي صحة ما أوردته بعض الصحف والمواقع الإعلامية بشأن موعد إصدار العملة الخليجية الموحدة.

في العام الماضي، وبعد الحديث عن الاتحاد الخليجي، كشف مستشار الملك للشئون الإعلامية أن «الموقف الخليجي من الاتحاد كالتالي: البحرين والسعودية وقطر دعم كامل، الكويت ودولة الإمارات تحفّظ على بعض النقاط سيتم معالجتها، وعمان تحفّظ كامل».

تأتي هذه الخلافات الخليجية، مواكبة لتوصل إيران (العدو في نظر دول خليجية) لاتفاق مع مجموعة «5+1» بشأن النووي الإيراني، والمطالبة الخليجية بتطمينات وضمانات، وإشراكها في الاتفاق وفق قاعدة «5+2»، غير أن ما كشف عنه مؤخراً، وأكده وزير الخارجية العماني أيضاً، أن الاتفاق الإيراني الغربي كان بوساطة عمانية (أي خليجية)، وهو الأمر الذي زاد أو سيزيد من حدة التباينات.

وزير الدولة للشئون الخارجية السعودي نزار مدني، يرى أن «القواعد الدولية للعبة السياسة يجب أن تتغير، ومن سيغرها هم الخليجيون أنفسهم»، وهو تصريح يجافي المنطق والعقل، فاللعبة واقعاً غيَّرتها «السياسية الإيرانية»، والاتفاق «الإيراني - الغربي» أبرم من وراء ظهور الخليجيين أنفسهم، الذين أصبحوا مجبرين حالياً على التعاطي معه.

في ظل كل تلك المعطيات والمتغيرات، ذهب بعض المحللين الخليجيين للتعبير عن قلقهم من أن تكون «قمة الكويت» المقبلة، هي القمة التي سينفرط فيها العقد الخليجي.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4111 - الأحد 08 ديسمبر 2013م الموافق 05 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 25 | 6:17 ص

      قناص

      عندما اعلن المرحوم باذن الله الشيخ زايد عن اتحاد الامارات العربية المتحدة رفضت بعض الامارات الدخول في الاتحاد لأسباب لا داع لذكرها الان واقيم الاتحاد برآسة الشيخ زايد ابو خليفة وبنى دولة الامارات بشغبهاالخليجي العربي الاصيل ...واصبحت من الدول الرائدة على مستوى العالم .

    • زائر 24 | 6:08 ص

      قناص

      تم تأسيس مجلس التعاون الخليجي عام 1981وحتى يومنا هذا أي حوالي33 سنة ماذا جنى شعب دول هذا المجلس من هذا التعاون عمركم يا عرب مما راح تتفقون على شيء اعطوا شعوبكم حقوقهم وهم سندكم وحماتكم وليس المنافقين المستعربة .

    • زائر 23 | 2:27 ص

      أمريكا ومشكلتها ديونها لكن مصادرها من الخليج لكن

      قد لا يكون تغيير الوجوه أو تغيير الكراسي ومن يجلس عليها مثل ما حدث في تونس واليمن والسودان وغيرها من دول المستعمرات القديمه فيه من الصحة شيء لكن حدث! هنا يقال إعادة الإستمار في منطقه حوض الخليج مقابل أوراق نقديه أو ماليه لا تساوي إلا قيمة طباعتها. وهذا يعني كما أمريكا أفلست دول الخليج كذلك. متى يعلن الإفلاس العالمي فهذه مسألة وقت! فمسألة الديون والقروض مشكلة عالميه وليست محلية الصنع لكن على الحلفاء حلها. اليس كذلك مضبوط؟

    • زائر 22 | 2:26 ص

      سنابسيون

      المستتر تحت هذا الاسم الابتلاع ولا يوجد اسم آخر غليره

    • زائر 20 | 2:15 ص

      الباب يوسع جمل

      الباب يوسع جمل .. هم يرفضون الاتحاد لأسباب طائفية .. هم اختاروا الإيرانيين علينا ..

    • زائر 19 | 2:07 ص

      وجود أمريكي وشركات غربيه لا تدفع لا يقال من الغرائب!

      يقال هنا البحرين وخلافات لا أخلاقيه عدوانيه وإنما الأمم الأخلاق ما بقية لكن وين؟
      اليوم من الأخبار يمكن قراءة التقارير المعده في البيت البيض ويتم إقرارها في المجالس التي تعقد – يعني شكليات بروتكوليه لرد الرماد في العين ولكن الحقيقه الخفيه أن قد يكون من الحكام من لا يلم ولا يدري ما يجول ويدور حوله لكونه معزول. يعني واحد ما يعرف قدر نفس ويبيع ويشتري في أرض الله ويقول ملكه إشلون قال جحا تجار عقار بينما الأرض أرض الله؟

    • زائر 16 | 12:29 ص

      شوف

      من الاساس اقرء اعلام هنا والاخر بالمنطقة وتعرف السبب من الخوف والجزع اللي سببوه لانفسهم

    • زائر 14 | 12:07 ص

      اهم شي هي

      اهم كلمة في المقال سينفرط العقد

    • زائر 11 | 11:45 م

      ما فائدة الاتحاد ، أفيدونا

      تمنيت أن تكون للبحرين سياسة واضحة وضوح الشمس مثل عمان خاصة مع شعبها ومع الآخرين ومع العالم أجمع، ولكن سياستنا مع الأسف هي دعهم يقولون ما يشاؤون وسوف نعمل ما نريد . ولا أدري ما الفائدة التي ستعود على الخليج أو البحرينيين بالذات من هذا الاتحاد ، تمنيت أن أسمع الفوائد التي سنجنيها من هذا الاتحاد ، يعني لو فيه فائدة للشعوب الخليجية لما رفضته عمان وتمسكت به البحرين ، لكن يبدوا أن في الأمر شيئ خفي من هذا الاتحاد.

    • زائر 18 زائر 11 | 1:04 ص

      | ما فائدة الاتحاد ، أفيدونا

      الفائدة هي تذويب الاغلبية الشعبية في البحرين

    • زائر 9 | 11:42 م

      مجرد رأي

      أختلف معك استاذ هاني في تغيير خطة (5+1) إلي خطة (5+2) ، ولو سلمنا جدلاً بقبول الطرف الخليجي في المباحثات فستكون الخطة الجديدة (5+1+1) ، ولو أنني ارجح خطة (5+1) + (1) ... اي مجرد احتياط ، وفي الغالب ما يلعب.

    • زائر 5 | 11:21 م

      خليجنا واحد وشعبنا واحد وديننا واح

      الله واكبر يالخليج يحفظك ربى ..... انا الخليجى انا الخليجى وافتخر انى خليجى والخليج كله طريجى

    • زائر 10 زائر 5 | 11:43 م

      بس أعرف خليجيين لا يرغبون في سماع (أنا الكليدي)

      بسبب الكوكتيل في البحرين.. فالآسيوي الذي يحلم بالحصول على تأشيرة دخول دولة خليجية (أو بعض الجنسيات ممنوعة) ستدخلها رافعة الجواز الأحمر وصارخة (أنا الكليدي)..

    • زائر 4 | 11:09 م

      الاتحاد

      كلمة الاتحاد تصيب البعض بالهلوسه لانها بالنسة لهم كابوس

    • زائر 7 زائر 4 | 11:31 م

      الاتحاد

      اتحد العرب على ان لايتحدون

    • زائر 13 زائر 4 | 11:56 م

      هلوسة الحريم بالأخص بمنعهم من السياقة

      إسأل ما حواليك إن قابلين بالقوانين على النساء بعد الاتحاد

    • زائر 2 | 10:21 م

      انكسر ماجز الخوف

      وماهي مقومات الاتحاد هل هي هيمنة هل سيكون للدولة الأكبر دستورا هل ستكون ديمقراطيتها كدينقراطية البحرين العريقة كحد أذني كلها أسئلة برسم الإجابة ومن يرغب بالاتحاد من دول مجلس التعاون الخليجي هي البحرين فقط والسبب الهروب من الاستحقاقات الشعبية واغلبص الشعب البحريني يرفض ايضا الاتحاد

    • زائر 1 | 10:17 م

      dudes!

      واذا بليتم فاستتروا

اقرأ ايضاً