العدد 4111 - الأحد 08 ديسمبر 2013م الموافق 05 صفر 1435هـ

القبس: قمة الكويت الخليجية الاهم منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي

أفادت صحيفة كويتية اليوم الاثنين(9ديسمبر/كانون الأول2013) بأن القمة الخليجية رقم 34 التي تستضيفها البلاد غدا الثلثاء، " مؤشر آخر على أن الكويت قد تعافت من صدمة الغزو العراقي وآثاره، وخرجت نهائيا من حال الانكفاء الى العمل في الفضاء الأوسع العربي والاقليمي كجزء لا يتجزأ منه وعضو فاعل فيه، بموازاة نشاطها الفاعل في رحاب العمل الخليجي الذي استمرت فيه عضوا اساسيا حتى في عز المحنة".

وقالت صحيفة "القبس" الكويتية في مقال اليوم بعنوان "الخلاف مسموح .. الاختلاف ممنوع " إن ذلك تجسد في مبادرات خليجية وعربية وعلى مستوى الدول النامية قدمتها الكويت، فاستضافت في أقل من عام القمة العربية - الأفريقية مؤخرا، والقمة الخليجية الآن، ومؤتمر الدول المانحة من أجل سورية قريبا، ما يعني أن الكويت عادت الى دورها في قلب الأحداث والمستجدات من حولها.

وهذا إنجاز يعكس رؤية واقعية ثاقبة، ويسجل لأمير البلاد الشيخ صباح الاحمد".

وأضافت الصحيفة: " واليوم يقع على الكويت، عبر رئاستها للقمة الخليجية، كما على بقية دول التعاون، الكثير من الأعباء، والمساهمة مع شقيقاتها الخليجيات في ترتيب البيت الخليجي أولا ليكون أكثر منعة وفاعلية، والبيت العربي تاليا ليأتي ترتيبه المنتظر كما ترغب الشعوب العربية الطامحة الى الحرية والعدل والكرامة، حتى يكون لمجلس التعاون، مجتمعا، دور واضح وفاعل ضمن الإطار الاقليمي الأوسع وهو يعيش تغيرات جذرية قائمة وقادمة، وقد اضيف الى عناوينها الكثيرة الاتفاق بين الجار الايراني والغرب".

"ولعل قمة الغد هي الأهم بين قمم مجلس التعاون الخليجي بعد قمة تأسيسه، وستكون أمام تحديات كبيرة على الصعيد الداخلي، وفي مواجهة عواصف المنطقة والاقليم".

وقالت الصحيفة إن "واجب الصراحة يقتضي القول إن تباينات ظهرت على المستوى الداخلي الخليجي حول ترتيب أوضاع المجلس، وصيغته، كما في الرؤية الى تطورات الاقليم والمنطقة من مصر وسورية الى الاتفاق بشأن النووي الايراني اخيرا.

وأضافت "تباين نجده طبيعيا، فالتطورات عميقة وسريعة.. لعل أبرز عناصرها التحول في العالم العربي، وتفكك النظام العربي السائد منذ خمسينات القرن الماضي، وهو يتهاوى بقوة، والنظام الجديد لما يولد بعد، ما فرض على دول الخليج ما لم تكن مستعدة له - والارجح انها لم تكن راغبة فيه اصلا - فجعلها اللاعب الاول او الأساس، الذي على كتفيه العبء الاكبر في اعادة صياغة النظام العربي المفترض ان يولد كي لا تبقى المنطقة في ضياع وفوضى، رغم ان النظام المنتظر لا تزال معالمه تائهة وآفاقه ضبابية، فيما الرؤية الخليجية ليست موحدة بالكامل حوله، كما هي بشأن مجريات اخرى في الواقع العربي الراهن".

وقالت إن "التباين في مسيرة الدول الخليجية، وهو احتمال واقعي دائما، لم يفسد التعاون الذي استمر متصاعدا رغم الرؤى والاجتهادات المختلفة حول هذه القضية أو تلك، كما هو الأمر الآن حول الاتحاد بين الدول الست، أو مصر، أو سورية، وأخيرا الاتفاق النووي، فالخلاف مسموح لكن الاختلاف ممنوع".

واستطردت "أمامنا في العالم تجارب اتحادية نجحت وان اختلف المنخرطون فيها وتباينت آراؤهم، والواضح فيها ان مستقبل الدول في تفاهمها والتقريب بين مستوياتها اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وصحياً وتعليميا مع نبذ الخلافات دائماً.. ونحن نعلم جيدا ان مستقبل المنطقة على المحك، وان التطورات المتلاحقة والمتسارعة تنذر بأسوأ السيناريوهات، فيما المسيرة الخليجية اثبتت نجاحها حتى اصبحت مصدر اعتزاز للدول والشعوب المنخرطة فيها، ومحط اعجاب العالم اجمع".

وتابعت "لذلك ستكون خسارة استراتيجية فادحة ان نركز على التباينات ونغفل الانجازات، او لا نتقدم فيها خطوة اخرى. وبالتالي نكون كمن يعمل من حيث لا يدري على تصدع مسيرة المجلس وتعثرها، بينما طموح كل مواطن في البلدان الستة هو المزيد من التقارب والتعاون والتلاحم".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً