العدد 4119 - الإثنين 16 ديسمبر 2013م الموافق 13 صفر 1435هـ

الصحافة في الموصل كابوس يطارد أحلام العاملين فيها

تحولت مهنة الصحافة في الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، إلى كابوس يطارد العاملين فيها، بعدما قتل خمسة إعلاميين منذ أكتوبر في المدينة الغارقة في دوامة من العنف اليومي.

وتلقى الصحافيون والإعلاميون في الموصل (350 كيلومتراً شمال بغداد) مؤخراً تهديدات بالقتل والتصفية، بحسب ما أكد صحافيون لوكالة «فرانس برس»، ما يدفع بالعديد منهم إلى ترك عملهم او التفكير في المغادرة.

ويقول الصحافي سليم فاضل (30 عاماً) لـ «فرانس برس»: «اضطررت إلى تغيير مكان سكني في الموصل وملازمة بيتي دون مغادرته بعد عمليات القتل التي طالت عدداً من زملائي مؤخراً».

ويضيف «لقد غادر زملاء لي الموصل نحو إقليم كردستان مع عائلاتهم أو نحو خارج العراق هرباً من استهدافهم المحتمل وخاصة أن هناك شائعة في الموصل تقول إن الجماعات المسلحة أصدرت قائمة بأسماء 40 صحافياً ستتم تصفيتهم من قبلها».

واغتال مسلحون مجهولون الأحد صحافية عراقية قرب منزلها في الموصل.

وأعلنت قناة «الموصلية» في خبر عاجل «استشهاد مقدمة البرامج (...) نورس النعيمي بإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين قرب منزلها في حي الجزائر» في شرق مدينة الموصل.

ومنذ تشرين أكتوبر الماضي، قتل خمسة صحافيين في العراق إلى جانب نورس النعيمي المولودة في العام 1994، بينهم أربعة في الموصل أحدهم يعمل في قناة «الموصلية» ايضاً.

ولم يعلن عن اعتقال أي من المتورطين في عمليات اغتيال هؤلاء الصحافيين.

ودور الجهات الحكومية حيال الصحافة والإعلام في محافظة نينوى محدود نوعاً ما في الدفاع عن حقوق العاملين في هذا المجال ومحاولة تأمين الحماية لهم.

وتقول ممثلة الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحافيين في نينوى بأن العبيدي «للأسف الشديد فإن جهودنا لا تتعدى إصدار البيانات والشجب والاستنكار عند حدوث اعتداء أو تجاوز على أي صحافي في الموصل وذلك بسبب عدم اهتمام الجهات الحكومية المعنية بالأمر».

وتضيف أن «50 صحافياً وإعلامياً لقوا مصرعهم في محافظة نينوى على أيدي مجهولين منذ العام 2003، إضافة إلى سقوط جرحى وإصابة آخرين بإعاقات جسدية».

وتشير منظمة «مراسلون بلا حدود» إلى أن «العديد من الصحافيين العراقيين يتعرضون يوميا للتهديدات، ومحاولات القتل، والاعتداءات، والمعاناة من أجل الحصول على تراخيص، والمنع من الدخول، ومصادرة أدوات عملهم».

وتوضح أن الصحافيين في العراق الذي يشهد أعمال عنف متواصلة منذ 2003، «يعيشون في مناخ شديد التوتر، تتفاقم فيه الضغوط السياسية والطائفية».

ويشهد العراق بصورة عامة منذ شهر أبريل الماضي تصاعداً في أعمال العنف بينها تلك التي تحمل طابعا طائفياً بين السنة والشيعة في بلاد عاشت نزاعاً دامياً بين الجانبين قتل فيه الآلاف بين العامين 2006 و2008 وتسبب بهجرة عشرات الآلاف من مناطق سكنهم.

والموصل، ثاني آكبر مدن العراق، أحد أكثر المناطق التي شهدت تدهوراً امنياً على مدى الأشهر الأخيرة، حيث ارتفعت معدلات حوادث التفجير بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة والاعتداءات الانتحارية، إضافة إلى الاغتيالات وخصوصاً تلك التي استهدفت مسئولين محليين.

وفي السادس من تشرين أكتوبر هاجم انتحاريان مدرسة ابتدائية ومركزاً للشرطة في قضاء تلعفر القريب من الموصل ما أدى إلى مقتل 15 شخصاً بينهم عشرة أطفال، وذلك بعد يوم من قتل صحافيين اثنين بدم بارد في وسط الموصل على أيدي مسلحين مجهولين.

وقتل 12 شخصا بينهم ست نساء في هجوم مسلح على باص لنقل الركاب في غرب المدينة.

ورغم انتشار القوات العراقية في أنحاء الموصل ومحافظة نينوى، في عمليات أمنية ترصد لها الحكومة المركزية إمكانيات مادية عالية، تمكنت المجموعات المسلحة المتطرفة من بسط نفوذها في عدد من المناطق القريبة من الموصل.

وغالباً ما توزع في الموصل ومناطق أخرى في نينوى منشورات تحمل تواقيع هذه المجموعات وبينها تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» المنتمي الى تنظيم «القاعدة»، داعية الأهالي إلى سحب أبنائهم من الشرطة والجيش وضمهم إلى المجاميع المسلحة التي تقاتل القوات الحكومية.

ويقول فاضل «نستغرب ضعف القوات الأمنية والحكومة المحلية التي تبدو عاجزة أمام ما يجري من قتل واستهداف للصحافيين من دون أن تحرك ساكناً لتوفير الحماية لهم أو على الأقل اعتقال بعض من يقوم بأعمال القتل لمعرفة الجهات التي تقف وراءها».

وفي مقابل ذلك، تقر لجنة الثقافة في مجلس محافظة نينوى بعجزها عن تأمين الحماية اللازمة للصحافيين.

وقال عضو اللجنة أضحوي الصعيب لـ «فرانس برس»: «نعترف بعجزنا عن فعل ما بشأنه تأمين حماية للصحافيين في الموصل، بل إننا لا نتمكن حتى من حماية أنفسنا تجاه ما يتعرض له الجميع من استهداف منظم».

العدد 4119 - الإثنين 16 ديسمبر 2013م الموافق 13 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً