العدد 4119 - الإثنين 16 ديسمبر 2013م الموافق 13 صفر 1435هـ

روسيا:أمريكا تجاهلت طلبات تقديم دليل على تورط سوريا في هجمات كيماوية

اتهمت روسيا الولايات المتحدة أمس الاثنين (16 ديسمبر / كانون الأول 2013) بتجاهل طلب موسكو تقديم دليل على تورط الحكومة السورية في هجمات كيماوية أثناء الحرب الأهلية السورية.

وتأتي مزاعم موسكو بشأن واشنطن بينما تقول الدولتان انهما تشجعان محادثات السلام التي تأمل القوى الغربية ودول الخليج العربية ان تفضي الى رحيل الرئيس السوري بشار الأسد وتشكيل حكومة انتقالية.

وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين للصحفيين عقب اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي بخصوص التقرير النهائي لرئيس فريق الأمم المتحدة للتحقيق في مزاعم الهجمات الكيماوية في سوريا أكي سيلستروم "تجاهلت واشنطن طلبنا معلومات اضافية تثبت تورط الحكومة السورية في استخدام أسلحة كيماوية."

وقال تشوركين إن مزاعم تورط الحكومة السورية في هجمات كيماوية بما في ذلك هجوم بغاز السارين أودى بحياة المئات يوم 21 من أغسطس اب "غير مقنعة" مضيفا ان موسكو تعتبر هجوم 21 من أغسطس اب استفزازا من جانب المعارضة المسلحة.

وأشار السفير الروسي الى ما قال انه معلومات سربها المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكي ادوارد سنودن.

وتوترت العلاقات الأمريكية مع روسيا في الشهور الأخيرة بسبب قرار موسكو منح اللجوء المؤقت لسنودن الذي سرب وثائق عن مراقبة أمريكية واسعة النطاق للاتصالات.

وقال تشوركين "عدم وجود أي دليل (على استخدام الحكومة السورية أسلحة كيماوية) أمر غريب للغاية لأنه كما علم الناس من التقارير الاعلامية المستندة لمواد إدوارد سنودن كان للولايات المتحدة موارد استخبارات قوية في سوريا."

ووصف تلك الموارد بأنها "أجهزة استشعار قادرة على توفير معلومات آنية بشأن أي عمليات مزج للمركبات تقوم بها القوات السورية لإنتاج السارين وقت حدوثها...فالسارين لا يعيش طويلا."

وقد اقتصر تحقيق سيلستروم على مسألة هل تم استخدام أسلحة كيماية أم لا وليس على من الذي استخدمها.

واتهمت الحكومة والمعارضة بعضهما بعضا بالتورط في استخدام اسلحة كيماوية ونفى الجانبان كلاهما الاتهام.

وقال السفير البريطاني مارك ليال جرانت للصحفيين ان كل تقارير سيلستروم المكتوبة والشفوية لا تدع مجالا للشك في أن الحكومة السورية مسؤولة عن الهجمات الكيماوية المتعددة على الشعب السوري.

ودفع هجوم 21 من أغسطس اب الذي تقول واشنطن انه قتل ما يزيد على 1400 شخص كثير منهم أطفال الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى التهديد بشن غارات جوية على منشآت عسكرية سورية لأن دمشق تجاوزت "الخط الأحمر" الذي حدده للتدخل.

ووافقت الحكومة السورية على تفكيك برنامج الأسلحة الكيماوية والتخلص من ترسانتها. وقال تشوركين "لماذا تستخدم الحكومة السورية أسلحة كيماوية يوم 21 من أغسطس اب. ألتتجاوز الخط الأحمر الذي حددته واشنطن وتتسبب في هجوم صاروخي عليها؟" وأضاف "لماذا تستخدم المعارضة أسلحة كيماوية؟ بسبب هذا الخط الأحمر تحديدا. لتستدعي تدخلا عسكريا خارجيا في الصراع السوري. واضح تماما انه في 21 من أغسطس وقع استفزاز واسع النطاق."

ولم ترد البعثة الأمريكية على الفور على تصريحات تشوركين لكن دبلوماسيين قالوا ان السفيرة الامريكية سامانتا باور أبلغته خلال الاجتماع المغلق ان "عطلة عيد الميلاد قد تحسن حالة السفير الروسي" وذلك نقلا عن دبلوماسي حضر الاجتماع.

وقال تشوركين لرويترز انه "تعليق يفتقر إلى كثير من اللياقة."

وأضاف الدبلوماسي الذي حضر الاجتماع مشترطا عدم نشر اسمه ان باور قالت ايضا لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة ان "النظام الروسي لديه ثقة ملحوظة في حكومة تطلق الصواريخ والقنابل على شعبها."

وقال تشوركين للصحفيين ان روسيا لا تثق في سوريا وإنما تنظر في الحقائق للوصول إلى تقييمها للأمور.

وقال تقرير سيلستروم الذي صدر يوم الخميس إن الغاز السام استخدم على الأرجح في خمسة من سبع حوادث قام خبراء الأمم المتحدة بالتحقيق فيها في سوريا. وقال أيضا ان غاز السارين استخدم على الأرجح في أربع هجمات.

وقال الائتلاف الوطني السوري المعارض ان تقرير سيلستروم يثبت تورط حكومة بشار الأسد ويظهر "انه يجب اتخاذ إجراءات عاجلة منها إحالة الملف السوري الى المحكمة الجنائية الدولية لضمان محاسبة المسؤولين عن تلك الفظائع."

وقال دبلوماسيون إن من أهم التفاصيل التي تضمنها تقرير سيلستروم حقيقة أنه من المحتمل أن طائرات هليكوبتر استخدمت في بعض الهجمات. وأضافوا قولهم إنه لو صح ذلك فإنه يعني تورط الحكومة لأن مقاتلي المعارضة لا يملكون طائرات هليكوبتر.

ويقول التقرير انه حدثت "طلعات بطائرات هليكوبتر حربية أو طائرات" في الوقت الذي تقول واشنطن أنه وقع فيه هجوم كيماوي على حلب في 13 من ابريل نيسان.

واشار أيضا إلى تقارير تفيد ان هجوما محتملا بالغاز في سراقب في 29 من أبريل نيسان ربما تضمن استخدام طائرات هليكوبتر.

وقال بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة في وقت سابق يوم الاثنين انه يجب توقف القتال في سوريا قبل بدء المفاوضات السياسية بشأن حكومة انتقالية.

وأضاف بان للصحفيين في نيويورك "يتعين وقف الأعمال القتالية قبل ان نبدأ الحوار السياسي بشأن سوريا في جنيف. هذا القتال لا بد من توقفه."

ومن المقرر ان يجتمع ممثلون عن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة مع وسيط السلام الأخضر الابراهيمي في سويسرا يوم 22 من يناير كانون الثاني لبحث سبل انهاء الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف العام. ولم يجب تشوركين على سؤال بشأن ما اذا كانت روسيا الحليف القوي للأسد ستدعم وقف القتال.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً