العدد 4119 - الإثنين 16 ديسمبر 2013م الموافق 13 صفر 1435هـ

خبراء يحذرون من قيام ديكتاتورية في جنوب السودان

اتفق خبراء في شئون جنوب السودان على أن المحاولة الانقلابية التي شهدتها جوبا ليلة الأحد الإثنين تكشف عن عدم قدرة هذا البلد على تجاوز فترة الحرب الأهلية التي شابها تغيير الولاءات. وحذر الخبراء من امكانية قيام ديكتاتورية في جنوب السودان مستقبلاً.

وقال نائب رئيس برنامج الدراسات الإفريقية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ريتشارد داوني إن المواجهات العسكرية في جنوب السودان كانت متوقعة رغم أنها تعطي مؤشراً على المستقبل الصعب الذي ينتظر هذا البلد.

وبعد انتشار أخبار الإنقلاب العسكري على وسائل التواصل الاجتماعي أشار مواطنون من جنوب السودان إلى إنهم كانوا يتوقعون مثل هذا التحرك خصوصا وأن هناك شعوراً بأن أخوة السلاح في الأمس سرعان ما سيسوون مشاكلهم بالسلاح حالما تنتهي مواجهة العدو المشترك.

طريق طويل وصعب

ويقول داوني إن هذه الفكرة كانت وراء الصعوبات التي واجهت بناء جيش في جنوب السودان في مرحلة ما بعد الإستقلال. ويضيف "الجيش مازال يعاني من مسألة إعادة دمج العديد من المجموعات المتحاربة في صفوفه من جديد، والأمر لم يكن سهلاً طوال السنتين الماضيتين. ما يحدث الآن يشير إلى أن هناك طريقا طويلاً أمام جنوب السودان قبل أن يرى هذا البلد جيشا محترفا يحمي الدولة بدل الانقسام ومواجهة وحداته لبعضها البعض".

ويقول الخبير في الشؤون الإفريقية بمركز ودرو ويلسون للباحثين الدوليين ستيف ماكدونالد إن "كل شيء حصل في جنوب السودان منذ استقلاله قبل عامين كان يشير إلى أن هذا البلد يتجه نحو كارثة ما. الحكومة لم تكن فاعلة وتفتقر للشفافية وهناك مستوى عال من الفساد".

ويواجه هذا البلد المولود حديثا العديد من التحديات، منها الأعباء الاقتصادية التي يتركها بلد معزول داخلياً من دون نافذة على البحر، ومازال يخوض العديد من المواجهات العسكرية على مناطق حدودية وأخرى داخلية.

وما زاد الأمور سوءاً هو الخلافات السياسية التي أوصلت جوبا إلى أسوأ لياليها حينما لم ينم العديد من مواطنيها جراء تبادل اطلاق النار والقصف المدفعي. يقول ستيف ماكدونالد إن "الناس في جنوب السودان يشعرون بالغضب تجاه حكومة بلادهم ويشعرون أن القضايا الاساسية في هذا البلد لم يتم حلها حتى الآن كالحرب في جانغليه وقضية الحدود مع السودان ومسألة العائدات النفطية العالقة بين البلدين".

ويضاف إلى هذا كله مخاوف من الرئيس سيلفا كير الذي يحاول جمع السلطات في يديه وهو الأمر الذي حذر منه نائب الرئيس المقال ريك ماشار الذي اتهمته وسائل الإعلام الرسمية بالوقوف وراء العملية الانقلابية.

جنوب السودان على خطى أريتريا؟

يقول ماكدونالد إن سيلفا كير تصرف خارج إطار الدستور المؤقت في العديد من المناسبات، ويتابع: أتوقع أن الرئيس سيلفا كير يسير في الإتجاه نفسه الذي سارت عليه أرتيريا حين تحولت حركة التحرير الى ديكتاتورية. ربما ليس بالقوة نفسها. لكن هناك اشارات تدل على أنه يسير على الخط نفسه كاستبدال الحكومة وإعادة تشكيل حركة التحرير بالاضافة إلى عدد من القرارات المالية التي حصل بموجبها على قروض كلفت بلاده الكثير. وسيحين موعد دفعها".

ويشير ريتشارد باوني إلى أن الأزمة السياسية تعود إلى الدستور المؤقت وليس إلى الرئيس ميرديت، ويقول "وفق الدستور المؤقت فإن الرئيس يملك سلطات هائلة وكان ذلك واضحاً حينما قرر في تموز/يوليو الماضي استبدال الحكومة وإنهاء خدمات نائب الرئيس ريك ماشار. الأخير كان محقاً حين قال إن الرئيس سيلفا كير يحاول توسيع نفوذه لكن رئيس جنوب السودان يتحرك ضمن سلطاته الدستورية”.

بينما يقول السفير البريطاني السابق في السودان الن غولتي لراديو سوا إن الرئيس ميرديت ابدى في عدة مناسبات انفتاحه على معارضيه مقللا من المخاوف من قيام ديكتاتورية في جوبا.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً