العدد 4119 - الإثنين 16 ديسمبر 2013م الموافق 13 صفر 1435هـ

مسيرات في تونس في ذكرى انطلاق الثورة

بعد ثلاث سنوات من الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي ما زالت تونس تعاني مشاكل الصراع على الزعامة وضعف الاقتصاد والخلاف المتزايد على دور الإسلام في الدولة.

وأحيا أهالي سيدي بوزيد يوم الثلاثاء (17 ديسمبر) الذكرى الثالثة لانطلاق الانتفاضة التي بدأت من عندهم وأطاحت بنظام الحكم السابق. وكان البائع المتجول محمد البوعزيزي قد أشعل النار في نفسه في مثل هذا الوقت قبل ثلاث سنوات في سيدي بوزيد احتجاجا على الأوضاع المعيشية وقمع الشرطة في عهد بن علي.

وخرجت عدة مسيرات إلى شوارع سيدي بوزيد لإحياء ذكرى الثورة لكن الأهالي قالوا إن أوضاع الناس لم يطرأ عليها تغير يذكر. وكان من المقرر أن يزور الرئيس التونسي المنصف المرزوقي سيدي بوزيد يوم الثلاثاء لحضور احتفال رسمي بذكرى قيام الثورة لكن الاحتفال ألغي في آخر لحطة.

وقال شاب من أهالي سيدي بوزيد "يعرف (المرزوقي) أنه ما عندوش أي شرعية ثورية ونحن في سيدي بوزيد نحن اللي عملنا الثورة. هو ما كانش يسمع بها سيدي بوزيد وتونس بصفة عامة. هو كان برة.. جاء.. شد رئيس.. العام الأول قال إنه نعمل مشاريع وجاءنا لهنا. والعام الثاني كيف كيف وسامحني. السنة علاش ما جاش.. على خاطر يعرف أنه ما عمل حتى حاجة زائدة إلى سيدي بوزيد. هذاك علاش ما جاش."

وشهدت سيدي بوزيد يوم الثلاثاء بعد إلغاء الاحتفال الرسمي عدة مسيرات نظمت إحداها جماعة حزب التحرير الإسلامية المتشددة المحظورة في العديد من البلاد العربية.

وذكر رجل من الأهالي يدعى فيصل عيساوي أن تعدد الأحزاب والفصائل المنظمة للمسيرات في ذكرى الثورة يسلط الضوء على الخلاف السياسي المستمر. وقال "الحايس له زوج لجان تنظيمية. تفرقوا وخلوا الشارع الرئيسي كيما تشوف فيه. العباد ماشية جاية ماشية جاية وما ثمة شيء. هذا أنا اللي حبيت نوصل له. لو كان جاءت لجنة واحدة وتفاهموا على حاجة وتفاهموا على برنامج راهي الناس كلها شايخة وعاملة." لكن كل المسيرات كانت سلمية رغم اختلاف انتماءات المشاركين فيها.

وذكر طاهر البادري عضو حزب التحرير في سيدي بوزيد خلال مسيرة جماعته أن الدولة الإسلامية هي الحل لمشاكل تونس. وقال "البوعزيزي لو كان جاء هناك دولة إسلامية ترعى في شئونه ما كان البوعزيزي يحرق نفسه. ليش حرق نفسه؟ هو علاش حرق نفسه؟ خاطر هو لقى الوصع مزري. هو ما لقاش حل. شنوه الحل متاعه مسكين؟ نظرا ما عندوش فكرة إسلامية. كان جاءت عنده فكرة إسلامية وعلى العقيدة الإسلامية ما كان يحرق نفسه. خاطر نحن المسلمين لا يجوز لنا هذا." لكن محمد الجلالي رئيس هيئة احتفالات ذكرى الثورة عبر عن رضاه عن المسيرات باختلاف توجهاتها. وقال الجلالي "شيء جميل أنه يكون اليساري.. نهضة.. يسار.. حزب التحرير.. السلفيين. كل واحد يعبر عن رأيه لكن لا أحد يعتدي على الآخر."

وسلط أول تفجير انتحاري في تونس منذ عشر سنوات في وقت سابق من العام الجاري الضوء على تزايد خطر المتشددين الإسلاميين الذين تمكنوا من انتهاز فرصة الفوضى في ليبيا المجاورة ليتدربوا على الأعمال العسكرية ويسلحوا أنفسهم. وعلاوة على الاضطراب السياسي ومشاكل الاقتصاد تعاني تونس مشكلة بطالة خطيرة حيث وصلت نسبة العاطلين إلى 15.6 في المئة. فوزية غربي التي تعيش في سيدي بوزيد كانت تعمل في البلدية حتى عام 2010 ثم تم الاستغناء عنها. وقالت فوزية خلال مسيرة اتحاد العاطلين عن العمل في سيدي بوزيد "عندي زوج أولاد معاقين ودخلت من 2010 ونحوني. يجيني الوالي ما يخلينيش نقابله ونجي نقابل المعتمد ما يخلينيش نقابله. يقول لك اخرج. جئت المرة اللي فاتت قال لي ما نقابل كان واحدة قدرية (ليست فقيرة)."

ويقول محللون إن ما من مؤشرات على ثورة جديدة في تونس لكن طول الأزمة السياسية يجعل من الصعب على أي حكومة قادمة أن توازن بين التقشف الضروري لتقليص عجز الموازنة وبين علاج الاستياء العام من ارتفاع كلفة المعيشة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً