العدد 4120 - الثلثاء 17 ديسمبر 2013م الموافق 14 صفر 1435هـ

اليونسكو تقيم حفل اليوم العالمي للغة العربية

نيويورك - الأمم المتحدة 

تحديث: 12 مايو 2017

للسنة الثانية على التوالي، تحيي اليونسكو اليوم العالمي للغة العربية في مقرها الدائم في باريس، برعاية الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية (أرابيا) التابعة لليونسكو، وذلك بمشاركة وحضور حشد كبير من مندوبي الدول الأعضاء وممثلي وسائل الإعلام المختلفة. وقد تخلل الاحتفال ندوات مختلفة تتمحور حول دور الإعلام في تقوية أو إضعاف اللغة العربية.

"السلام عليكم، أنا مسرورة جدا لافتتاح الدورة الثانية لليوم العالمي للغة العربية وكنت آمل في أن ألقي كل خطابي اليوم بالعربية، ولكن هذا ليس ممكنا هذا المرة.. ربما في السنة المقبلة.." علا التصفيق في قاعة اليونسكو تقديرا للسيدة أيرينا بوكوفا، المديرة العامة لمنظمة اليونسكو، وهي تفتتح الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية أمام حشد كبير من السفراء والدبلوماسيين والإعلاميين، باللغة العربية!

بوكوفا تابعت بالفرنسية متحدثة عما يمثله اليوم العالمي للغة العربية من مناسبة للاعتراف بالمساهمة الهائلة للغة العربية في الثقافة العالمية ولتجديد تمسك اليونسكو بالتعدد اللغوي، مشيرة إلى أن التنوع اللغوي جزء أساسي من التنوع الثقافي، يعكس غنى الوجود الإنساني، ويتيح الانتفاع بموارد غير محدودة لنتحاور ونتعلم ونتطور ونعيش بسلام:"اللغة العربية تكتنز ثقافة إسلامية ألفية. فباللغة العربية كتبت معظم المخطوطات في الأقبية والسندرات في تمبكتو بمالي، التي تم الحفاظ عليها خلال الحرب، والتي تسعى اليونسكو إلى حمايتها. وباللغة العربية كتب ابن سينا كتابه "القانون" في الطب، الذي كان المرجع الطبي والعلمي في الشرق والغرب لعدة قرون، والذي نحتفل بذكرى مرور ألف عام على تأليفه. اللغة العربية كنز، ويمكننا حشد هذه القوة لنشر المعرفة، وتشجيع التفاهم وبناء مجالات التعاون من أجل تحقيق التنمية وإحلال السلام."

بوكوفا أثنت على جهود السفير السعودي الدائم لدى اليونسكو ورئيس الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية "أرابيا"، زياد الدريس، على الجهود التي قام بها من أجل إنجاح هذا البرنامج، قائلة إن اللغة العربية هي أيضاً حليفة اليونسكو في تحسين محو الأمية وبناء مجتمعات المعرفة في 22 دولة من الدول الأعضاء في اليونسكو.

بدوره تحدث السفير السعودي عن "عشق" العرب للغتهم، ولكنه تحدث أيضا عن إساءتهم في التعبير عن هذا العشق. "المديح والإطراء الخطابي للغتنا العربية، لا يجدي كثيرا لا في اكتساب المزيد من الناطقين بغيرها ولا في استرجاع المارقين منها. وقد تكون آثاره عكسية خصوصا عندما يتم بناء زخارف المديح للغتنا على ركام النيل من اللغات الأخرى واستصغارها. المدخل الحقيقي والفعال لرفع مكانة اللغة العربية هو ليس في كثرة مديحها... بل في كثرة استخدامها."

وقال السفير السعودي إن اللغة والهوية توأم، مشيرا إلى أن اللغات مسار أساسي وفذ لتفكيك الهويات المتوترة، التي وصفها الكاتب اللبناني أمين معلوف ب"الهويات القاتلة".

وتحدث الدريس عن إمكانية موت اللغة وإصابتها بالهزال والضعف، إما بسبب عدم تغذيتها أو بسبب تركها مقعدة وخاملة في مكان مغلق. وتساءل السفير السعودي عن إمكانية انقراض اللغات لنفس العلتين، قائلا إن "العلة الأولى مؤكدة، فاللغة عندما تعجز أو تضعف، لعجز أهلها وفنائهم، فإنها تفنى بالمثل. أما العلة الأخرى فهي مدار تأمل ونظر!"

وفي هذا الإطار شدد من جديد على أهمية ممارسة اللغة العربية والافتخار بها لحمايتها من الاندثار:"حسنا لن تنقرض اللغة العربية لأن الله عز وجل قد ضمن حفظها بحفظ القرآن الكريم. لكن هذا الوعد الرباني لا يشمل ضمانة عدم تهميش اللغة العربية إذا أهملها أهلها العرب من المسلمين وغير المسلمين. كيف نحفظ لغتنا العربية من التهميش؟ بشيء واحد فقط، أكرره واختم به كلمتي، وهو بكل بساطة: أن نتكلمها ونتباهى بذلك لا أن نتباهى بالحديث بغيرها."

وتشدد اليونسكو في هذا العام بوجه خاص على دور وسائل الإعلام في إشعاع اللغة العربية وتعزيزها، فوسائل الإعلام فاعل محوري في التعبير عن الرأي العام. كما تحرص اليونسكو على دعم وسائل الإعلام العربية بوصفها قوة للحوار والإعلام والمواطَنة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً