العدد 4121 - الأربعاء 18 ديسمبر 2013م الموافق 15 صفر 1435هـ

مسئولة أميركية في بانغي وألف قتيل في أعمال العنف في افريقيا

وصلت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سامنتا باور اليوم الخميس (19 ديسمبر/ كانون الأول 2013) الى بانغي في زيارة مفاجئة لدعوة المسؤولين في افريقيا الوسطى على انهاء اعمال العنف في البلاد حيث سقط حوالى الف قتيل في الاسبوعين الماضيين في اعمال العنف بين المسلمين والمسيحيين ، كما منظمتان مدافعتان عن حقوق الانسان.

وفي مؤتمر صحافي هاتفي نظم للصحافة في واشنطن، اكدت سامنتا باور ارفع مسؤول اميركي يزور افريقيا الوسطى التي تسودها الفوضى منذ اشهر ان "السكان في جمهورية افريقيا الوسطى يواجهون خطرا كبيرا ومن مسؤوليتنا جميعا ابعادهم عن الهاوية".

واضافت باور التي كانت تتحدث من ابوجا حيث قامت بزيارة لاجراء محادثات مع الرئيس النيجيري غودلاك جوناتان. "على جميع الاقطاب في جمهورية افريقيا الوسطى الذين يتمتعون بالنفوذ ان يستخدموه لتهدئة المخاوف واحلال الامن".

وترافق باور اكبر مسؤولة في الخارجية الاميركية للشؤون الافريقية، مساعدة وزير الخارجية ليندا توماس غرينفيلد.

وستلتقي السفيرة الاميركية في الامم المتحدة ومساعدة وزير الخارجية للشؤون الافريقية الرئيس الانتقالي لافريقيا الوسطى والزعيم السابق لتمرد سيليكا ميشال دجوتوديا وكبار المسؤولين المسيحيين والمسلمين.

وتحذر الادارة الاميركية منذ اسابيع من وضع "يسبق الابادة" في جمهورية افريقيا الوسطى ومن الطابع "الذي يزداد طائفية" لأعمال العنف "الوحشية" التي تستهدف المدنيين.

وفي الوقت نفسه، قالت منظمة العفو في بيان ان الميليشيات لقروية المسيحية التي تطلق على نفسها اسم "ضد السواطير" (انتي-بالاكا) تسللت الى بعض احياء العاصمة "وقتلت حوالى ستين رجلا مسلما في منازلهم".

واضافت ان قوات سيليكا السابقة "قامت بعمليات انتقامية واسعة النطاق ضد المسيحيين فقتلت حوالى الف رجل خلال يومين ونهبت منازل المدنيين".

واوضح البيان ان "عددا قليلا من النساء والاطفال قتلوا ايضا".

وقال كريستيان موكوسا الخبير في منظمة العفو الدولية على اثر تحقيق على الارض قام به ثلاثة محققين من المنظمة التي تدافع عن حقوق الانسان "ابحاثنا على الارض خلال الاسبوعين الماضيين لم تترك اي مجال للشك: هناك جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ارتكبها طرفا النزاع".

واضاف ان "هذه الجرائم تضمنت اعدامات عشوائية وعمليات بتر اعضاء وتدمير مراكز دينية كالمساجد وتهجير عدد كبير من السكان".

تحدثت اخر حصيلة لاعمال العنف هذه عن 600 قتيل بينهم 450 في بانغي، بحسب الامم المتحدة.

وقالت منظمة العفو انه "على الرغم من وجود قوات فرنسية وافريقيا يفترض ان تحمي السكان، ما زال مدنيون يقتلون يوميا وسجل سقوط تسعين قتيلا على الاقل منذ الثامن من كانون الاول/ديسمبر، بعضهم اعدموا بالرصاص وهاجمت حشود غاضبة آخرين او قتلوا بسواطير".

من جهتها اكدت منظمة هيومن رايتس ووتش ان "اعمال العنف الدينية هذه تتكثف".

وتحدثت في تقرير نشر اليوم الخميس عن "مئات القتلى"، مشددة على الوضع في بوسانغوا خصوصا التي تعد من بؤر العنف في شمال غرب افريقيا الوسطى.

وقالت هيومن رايتس ووتش ان محققيها لاحظوا منذ ايلول/سبتمبر الماضي "تصاعدا في العنف من قبل ميليشيا +ضد السواطير+" التي "قتلت مئات المسلمين واحرقت منازلهم وسرقت ماشيتهم"، مما ادى الى اعمال انتقامية من قبل مقاتلي حركة سيليكا "وارتكاب جرائم جديدة ضد المسيحيين".

وقال معد التقرير بيتر بوكيرت ان "هذه الفظائع تؤدي الى عمليات قتل واعمال انتقامية تهدد بدوامة عنف لا يمكن السيطرة عليها".

واضاف التقرير ان "مقاتلي ضد السواطير يعرفون عن انفسهم بانهم قوات لدفاع عن النفس (...) لكن افعالهم واقوالهم هي ضد المسلمين وعنيفة في اغلب الاحيان"، وتترجم "بوحشية كبيرة".

وذكرت المنظمة مثالا على ذلك راعية اغنام مسلحة من الرحل "اجبرت على مشاهدة ابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات وصبيين في العاشرة والرابعة عشرة من العمر واحد افراد عائلتها الراشدين يذبحون.

كما تحدثت عن رجل نجح في الافلات من الميليشيا المسيحية تابع من مخبئه عمليات قتل بالسواطير راح ضحيتها زوجتاه وابناؤه العشرة وحفيد له ومسلمون آخرون.

وقالت هيومن رايتس ووتش انه "بعد هذه الهجمات تراجع مقاتلو سيليكا الى بوسانغوا وقاموا باعمال انتقامية ضد المسيحيين المقيمين فيها"، وعلى ما يبدو "بموافقة كبار قادتهم".

وقد امر الكولونيل صالح زبادي نائب القائد العسكري في بوسانغوا "باغراق سبعة مزارعين متهمين زورا بانهم ينتمون الى الميليشيا المسيحية". وقد تم ربط ايديهم والقائهم في البحر.

واضافت المنظمة ان "كل هذه الجرائم الاخيرة لا تشكل سوى جزءا صغيرا من ممارسات خطيرة ارتكبت ضد المدنيين منذ استيلاء سيليكا على السلطة في آذار/مارس الماضي".

وتابعت ان "انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان ما زالت ترتكب في شمال البلاد وفي بانغي"، مؤكدة ان "خطر وقوع اعمال عنف جديدة ما زال كبيرا جدا".

واكدت هيومن رايتس ووتش انه "على الدول القلقة من الوضع تعزيز" القوة الافريقية "فورا (...) ودعم جهود فرنسا لحماية المدنيين".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً