العدد 4121 - الأربعاء 18 ديسمبر 2013م الموافق 15 صفر 1435هـ

جنوب السودان يقترب من حرب أهلية بحسب محللين

قال محللون ان جنوب السودان يمكن ان ينزلق الى حرب اهلية واسعة بينما هدأت المعارك بين فصائل متناحرة في الجيش في جوبا لكنها تمتد الى مناطق اخرى على ما يبدو.

واوقعت المعارك التي اندلعت بحسب السلطات بسبب محاولة انقلاب خطط لها النائب السابق للرئيس رياك مشار الخصم السياسي للرئيس سالفا كير، اكثر من 500 قتيل بين مساء الاحد ومساء الثلاثاء في جوبا وباتت تهدد بالاتساع الى مناطق اخرى في البلاد التي تشهد توترات اتنية.

وسلطت هذه المواجهات الضوء على الخصومات السياسية العميقة واحيانا الاتنية داخل النظام التي تعود الى عقود من التمرد الجنوبي ضد الخرطوم (1983-2005) وافضت في تموز/يوليو 2011 الى استقلال جنوب السودان.

وذكر مركز ساد للدراسات ومقره جوبا "انه على الارجح اخطر حدث ذا طابع سياسي منذ 2005" تاريخ توقيع اتفاق السلام مع الخرطوم الذي انهى حربا اهلية ومنح الجنوب في مرحلة اولى الحكم الذاتي.

وترى مجموعة الازمات الدولية ان "السيناريو الذي كان يخشاه كثيرون لكنهم كانوا يحاولون ابعاده، بات ممكنا وهو ان جنوب السودان الدولة الفتية في العالم باتت على شفير حرب اهلية".

واضافت ان "العنف اتسع خارج العاصمة خصوصا في المناطق التي تشهد توترات اتنية خصوصا ولاية جونقلي التي قد تكون الحكومة فقدت السيطرة عليها".

وقال جيش جنوب السودان الخميس ان بور عاصمة ولاية جونقلي (شرق) التي تعج بالمجموعات المسلحة سقطت بايدي القوات الموالية لمشار.

وتبقى بور في ذاكرة جنوب السودان رمزا داميا في المنافسة بين كير ومشار.

وفي 1991 كانت القوات التابعة لاتنية النوير التي ينتمي اليها مشار وانشقت عن الجيش الشعبي لتحرير السودان، التمرد الجنوبي، قتلت فيها الفي مدني من قبيلة الدينكا التي ينتمي اليها كير.

ويتوخى محللون اخرون الحذر لكنهم يقرون بان تسوية النزاع يمكن ان تكون بعيدة.

وقال احمد سليمان من مركز شاتهام هاوس البريطاني ان "الاثار السياسية لاحداث الاسبوع الحالي غير معروفة رغم انه من المحتمل ان تطول المواجهة بين الرئيس ومعارضيه".

ويرى الجميع انه من الضروري ان تجلس الاطراف المتخاصمة الى طاولة المفاوضات في اسرع وقت لوقف اتساع رقعة المعارك.

وذكر مركز ساد "على الحكومة وكافة القادة السياسيين على جانبي خط الشرخ السياسي التحاور سريعا لوضع حد لتصاعد اعمال العنف".

واقترح ايضا "بان يلتقي القادة السياسيون ومن المجتمع المدني بالمجموعات الاكثر تضررا من المعارك وايجاد طريقة للسماح لهذا البلد بتجاوز هذه الاحداث المؤسفة".

وقال احمد سليمان ان "اطرافا اجنبية قد تكون ضرورية" لتسهيل مصالحة في حين يتوقع ان تصل الخميس الى جوبا وساطة من شرق افريقيا تضم وزراء ودبلوماسيين من كينيا واوغندا واثيوبيا بتفويض من الاتحاد الافريقي.

من جهتها دعت مجموعة الازمات الدولية لندن واوسلو والولايات المتحدة -- اعضاء الترويكا التي ساهمت في التوصل الى اتفاق السلام في 2005 -- الى دعم خطوات السلام. وقد تقوم الصين المستورد الرئيسي للنفط من جنوب السودان ايضا بدور.

ويبدو ان التحدي بمستوى التهديد في بلد تنتشر فيه الاسلحة والمقاتلين السابقين جراء عقود من الحرب الاهلية وحيث يتهم المسؤولون باختلاس لاغراض شخصية ملايين الدولارات من الايرادات النفطية.

ومشاعر الحقد الموروثة من الحرب الاهلية لا تزال تبقي الشرخ على طول الخطوط الاتنية داخل الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي اصبح الجيش الوطني لجنوب السودان.

وقالت مجموعة الازمات انه "تم الاستثمار الكثير في جنوب السودان منذ استقلاله في تموز/يوليو 2011 ليفشل ذلك بهذه السرعة مع هذا القدر من اعمال العنف الفظيعة".

واضافت "حتى وان تم التوصل الى وقف العنف والى حوار سياسي سيكون من الصعب بلسمة الجروح التي اعيد فتحها داخل الجيش الشعبي لتحرير السودان. واذا استمرت المعارك فان الهوة ستتسع وتغرق البلاد باسرها في حرب جديدة".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:07 م

      محرقي بحريني

      معروف أن أغلب دول أفريقيا حكامها لصوص وهم بعيدين عن الديمقراطية نهائياً فجنوب السودان الان صراع على الثروات وأغلب رؤساء الافارقة يملكون أمرطورية من الثروات وجنوب السودان أحدى هذه الدول

اقرأ ايضاً