العدد 4129 - الخميس 26 ديسمبر 2013م الموافق 23 صفر 1435هـ

الموسوي: «قلبي في رقبتك» أول عمل أدبي يتناول مرض السكلر

يُبدع ككاتب لا يسكنه أحد ولا يهاب أحداً ويطرد الجميع من أفكاره

المنامة - غفران علي

يعتبر القاص والروائي عبدالعزيز الموسوي مؤسساً وإدارياً في موقع المتكأ الثقافي، كما أنه رئيس تحرير مجلة «نجايل» الإلكترونية. وله العديد من المشاركات في الأمسيات والأنشطة الثقافية والمسابقات الخاصة بالهيكل التعليمي التابع لوزارة التربية والتعليم. صدرت له أربع إصدارات أولها المجموعة القصصية «أرواح قابلة للاشتعال»، وثانيها المجموعة القصصية «طلقات»، يليها رواية «القّبار الأعرج»، وأخيراً رواية «قلبي في رقبتك» التي نُشرت مؤخراً، فكان لنا معه هذا اللقاء:

منذ متى بدأت في الكتابة؟

- من الصعب تحديد الفترة الزمنية تحديداً دقيقاً، فقد بدأت في الكتابة حين كنتُ طالباً في المرحلة الثانوية وانقطعت عنها بعد أن أنهيت الدراسة، وعدت إليها بعد ذلك بعد أن عمقتها من خلال قراءاتي واطلاعاتي، وفي العام 2008 بدأت أظهر في المشهد الثقافي بشكل مباشر من خلال إصداري الأول «أرواح قابلة للاشتعال».

من هو الأب الروحي لعبدالعزيز الموسوي في عالم الكتابة؟

- قد لا يكون أباً روحياً واحداً بل آباء، فمن الصعب أن أحدد مَن هو الكاتب الذي استفدت منه، وأياً من الكتب أضافت إلى خبراتي بشكل مباشر أو غير مباشر، فأنا أقرأ عامةً لكُثر من كتاب الوطن العربي أمثال عبدالرحمن منيف، حسن العلوان، بثينة العيسى، وواسيني الأعرج... إلخ، كما أقرأ الكتب المترجمة لكتاب من الغرب أمثال هيغو، باولو، ومارغيس... إلخ.

في قائمة مقروءاتك الطويلة لم تذكر اسماً بحرينياً، فهل تقرأ لروائيين بحرينيين؟

- يطرح عليّ سؤاله متعجباً: كم عدد الروائيين في البحرين؟

ثم يُجيب: أساساً الكتاب في البحرين قليلون جداً ويُعدون على الأصابع، محمد عبدالملك، أمين صالح، فريد رمضان، حسين المحروس، أحمد المؤذن، ورسول درويش.

كُل كاتب لابد أن يتأثر بكاتب آخر من دون أن يشعر، لابد أن يحمل مع أطباق كتاباته بهارات من صنع كاتب آخر. فيا ترى بمن تأثرت في كتاباتك؟

- في الحقيقة أنا أجهل بمن تأثرت، ولا أستطيع أن أجزم بمن تأثرت بالفعل، وقد أكون تأثرت حتى بكاتب سيء بشكل إيجابي. لا أعلم، ولست أنا من أحدد هذا الأمر، فالقارئ هو من يستطيع أن يحدد ذلك من خلال خبراته القرائية.

كي تكون كاتباً جيداً لابد أن تمتاز بسمات معينة أو تكتسب أموراً محددة، فمن وجهة نظرك ما هي المميزات التي يجب أن تتوافر في القاص أو الكاتب الجيد؟

- بشكل عام ميزة الكاتب أن يكون فريداً لا يشبه سوى نفسه، وألا يكون نسخة عن أفكار الآخرين أو أساليبهم بل يجب أن تكون له نظرته الخاصة وأفكاره الخاصة وطريقته الخاصة في الكتابة. فما يميز الفرد دائماً هو تميزه عن الآخرين.

مهنة الكتابة كأية مهنة أخرى، فالكاتب يتطور شيئاً فشيئاً أثناء مزاولته لها. المجموعة القصصية «أرواح قابلة للاشتعال» عندما تقرأها الآن بعد خمس سنوات من إصدارها هل تشعر أنها ركيكة الأسلوب أو أنها تحتاج إلى إعادة صياغة؟

- لا، لأنني أضع كل نص في سياقه الزمني، فحين كتبت قصص مجموعة «أرواح قابلة للاشتعال» كانت الأفكار المحشوة داخلها مختلفة والعفوية في أسلوبها مختلفة، فوقتها أنا لم احتك بالقراء ولا بالنقاد ولا ببيئة الكتاب ولم أسمع أية ملاحظات. لو لم أصدر الكتاب إلى الآن قد لا أشعر بالرضا عنه، وقد أضيف عليه بعض التعديلات، لكنني في الحقبة الزمنية التي أصدرته فيها كنت راضياً عنه تمام الرضا.

التطرق إلى موضوع الإعاقة لازمك في الثلاثة إصدارات الأولى، فهل ارتبطت في حياتك بفرد من ذوي الاحتياجات الخاصة وهو الأمر الذي خلق داخلك هاجساً من الإعاقة؟

- نعم، فعمتي تعاني من شلل أطفال من صغرها، ولك أن تتخيل نفسك وأنت طفل تحبو معك شخص آخر يحبو، فتكبر أنت وتخطو وتزداد سرعة خطواتك وهو مازال يحبو ويحبو، هكذا كان حال عمتي أو هكذا كنت أراه، ولذا أنا أهديت المجموعة القصصية الأولى لها وأسميتها «ضيفة الله»، وقد تناولت فيه طريقة تعاملنا مع المعوق، فالمعوق حين نتعامل معه عن بعد قد نشفق عليه، ولكن حين نتعامل معه بشكل أكبر قد نمُل من خدمته، من حمله، من مساعدته، ومن تقديم العون له.

المجموعة القصصية الثانية «طلقات» ضمت فصلين، كل فصل ضم عدداً من القصص، إلا أنه في الفصل الأول تُركت القصص من دون عناوين، فما الغرض من هذه الفكرة؟

- بما أن «طلقات» هو إصداري الثاني، فقد قلت نسبة العفوية به لأنني أخذت من بعض الملاحظات التي وجهت لي نتيجة العمل الأول، ولذلك أحببت أن أظهر بشكل مختلف.

وللعلم أن الفكرة التي أود القيام بها ليس فقط قصصاً قصيرة غير معنونة بل حتى المجموعة القصصية كنت سأتركها من دون عنوان، والهدف من ذلك أنني كنت أود لفت أنظار النقاد إلى نقطة مهمة، هم يعتقدون أنه لابد من وجود تناسب بين العنوان والنص أو أن العنوان يمثل النص. بينما أنا أجد الأمر مغاير جداً، فالعنوان هو مُكمل للنص، وإذا لم يكمل النص إذاً لا داعي من وجوده.

ألم يكن القصد منه لفت انتباه القارئ أيضاً؟

- قد يكون فكرة لجذب انتباه القارئ، ولكن هو أيضاً طريقة تُمكن القارئ من وضع أي عنوان يراه هو ملائماً، وقد يكون أفضل من العنوان الذي قد اختاره أنا.

في رواية «القبار الأعرج» نبشت عن الذكريات، فهل كنت تريد التخلص من ملاحقتها إياك؟

- فعلياً رواية «القبار الأعرج» هي أول كتاباتي المكتملة، لكنني لم أكن مقتنعاً فيها في البداية، وحين أتيت لأظهرها للناس حذفت وأضفت وغيرت بحيث تتناسب مع المخزون الذي اكتسبته من خلال إطلاقي مجموعتين قصصيتين. وهو حقيقةً لا يتناول قضية الذكريات بل إنني وظفت به أحداثاً كثيرة (أحداثاً من خيالي، أحداثاً من قريتي، أحداثاً من محيط عملي، أحداثاً من كل ما حولي). لقد وظفتها بما يخدم الحدث والسياق.

ما الجديد الذي قدمته في روايتك الأخيرة «قلبي في رقبتك»؟

- كتبت إلى القارئ العام، وخاطبت قلبه بشكل مباشر باعتبار أن القلب هو الذي يبصر، وعلاوة على ذلك اللفتة إلى مرض السكلر، وهو أول عمل أدبي يتناول هذا المرض.

تم الترويج لرواية «قلبي في رقبتك» على أنها رواية تتكلم عن مرضى السكلر بشكل خاص، إلا أنها تناولت مرض السكلر كفكرة عابرة ولم يكن موضوعاً أساسياً.

- لا يمكن أن نعتبر الفكرة فكرة عابرة باعتبار أن بطل الرواية يحمل هذا المرض، وعلى العكس لاقت الرواية تشجيعاً وترحيباً من مرضى السكلر أنفسهم لأن الرواية لامستهم بشكل أو بآخر.

بما أنك تعيش في مجتمع خليجي محافظ، وتحيط بك بيئة ملتزمة ومحافظة، ألم تخف من ردة فعل الجمهور عامةً والأهل خاصةً حين تطرح أفكاراً جريئة كالأفكار المطروحة في أعمالك؟

- حين أكون محاطاً ببيئة كهذه البيئة، وأفكر قبل أن أكتب أي نص أن «أمي ستقرأ هذه القصة وأختي ستقرأ هذه القصة وجدي سيقرأ هذه القصة وأهلي سيقرأون هذه القصة، وماذا سيقولون لو كتبت عن هذا أو طرحت هذا، وكيف ستكون ردة فعلهم»، بالتالي لن أكتب بشكل جيد وسأفشل فشلاً ذريعاً. ولكنني حين أكتب أطردهم جميعاً من فكري وأكتب ككاتب لا يسكنه أحد ولا يهاب أحداً، أكتب مني إلى القارئ فقط.

ما هي الدوافع التي ترتجيها من وراء الكتابة؟

- دوافع إنسانية بحتة، لأنه لا يوجد أي دافع مادي ولا دافع شخصي، فأنا كاتب اجتماعي بالدرجة الأولى.

ما هي طموحاتك وتطلعاتك في عالم الكتابة؟

- طموحاتي متواضعة جداً. أتمنى أن أقدم أعمالاً أدبية تسعدني، وتلقى صدىً واسعاً بين الجمهور. وأن تساهم مملكة البحرين في الاعتناء بالقاص البحريني بشكل خاص والكاتب بشكل عام، وتعمل على تعريف الجماهير بأدبائها والتسويق لأعمالهم، وأن يرعى الإعلام البحريني الأعمال الأدبية البحرينية ويُبرزها.

العدد 4129 - الخميس 26 ديسمبر 2013م الموافق 23 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً