العدد 4129 - الخميس 26 ديسمبر 2013م الموافق 23 صفر 1435هـ

التنس.. من "عدم التصديق" في 2013 إلى "اللامعقول" في 2014

كان تخيل رافاييل نادال في صدارة تصنيف لاعبي التنس المحترفين ، وروجيه فيدرر مثخن الجراح في الملاعب ، أمرا غير قابل للتصديق قبل 12 شهرا مضت ، في الوقت الذي يعد فيه 2014 بمزيد من الغرابة بعودة غير منتظرة لنجوم كبار مثل بوريس بيكر وشتيفان إدبرج.ولكن هذا هو ماحدث بالفعل.

فقد شهد 2013 عودة متميزة للأسباني نادال إلى قمة التنس بعد سبعة أشهر من الغياب بسبب إصابة مزدوجة في الركبة ، فيما لم ينل السويسري فيدرر، الكبير بين الكبار ، سوى لقبا صغيرا وغرق في التصنيف العالمي حتى المركز السابع.

أما رقم واحد خلال عامي 2011 و2012 ، الصربي نوفاك ديوكوفيتش، فقد أحرز لقب أستراليا، إلا أنه أخفق في مواقف كبرى مثل نهائي ويمبلدون وأمريكا المفتوحة.

لهذا يحمل 2014 احتمال حدوث "إعادة توزيع" واسع النطاق للنجوم.

ففيدرر، اللاعب الذي يتمتع حاليا بثقة محدودة، فيما يمكن أن يضيفه إليه مدرب ما ، سيعمل مع السويدي إدبرج ، معشوق شبابه.

أما ديوكوفيتش الذي استوعب أن أداءه يحتاج إلى جرعة زائدة من الهجوم ، "فتعاقد" مع الألماني بيكر.

ومن بين المثلث المهيمن على العقد الأخير ، سيكون نادال هو الوحيد المحافظ على طريقة عمله في وجود عمه توني كمدرب ، ليبقى الرجل في الموقع الذي يشغله منذ كان ابن شقيقه في الخامسة من العمر.تلك الطريقة عادت لتؤكد نجاعتها ، شبه السحرية ، لأن ما فعله نادال في 2013 ليس له سابقة في عالم التنس. فبعد سقوطه في الدور الثاني لبطولة ويمبلدون عام 2012 أمام التشيكي لوكاس روسول ، كان عليه أن ينتظر 223 يوما حتى شباط/فبراير 2013 من أجل العودة في بطولة سانتياجو التشيلية.

عانى النجم الأسباني من صعوبات للتحرك في هذه البطولة ، التي شهدت فوزا لن ينساه الأرجنتيني هوراسيو زيبايوس عليه في النهائي ، لكن بعد ذلك اللقاء حث نادال الخطى ليعود كما كان.

وقال نادال في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في مونت كارلو ، ردا على سؤال حول حالة ركبتيه : "بالطبع أشعر بالخوف".

وسواء كان ذلك الخوف حقيقيا أم لا ، أنهى الأسباني العام متوجا بعشرة ألقاب ، بينها رولان جاروس وأمريكا المفتوحة ، ومستعيدا صدارة التصنيف العالمي.

يختلف ذلك الخوف عما حدث لفيدرر، فما عاشه السويسري في عام 2013 كان أشبه بإحساس ملح بالحيرة: كان يشعر بأنه يلعب جيدا ، بأنه في مستوى أفضل اللاعبين ، لكنه كان يتعرض للهزيمة تلو الأخرى ، وبعضها كان بنتائج مخجلة ، فيما كان يغير ويعود إلى تغيير نوع مضربه.

واعترف النجم السويسري نهاية الموسم في مقابلة مع مجلة (كريدي سويس) أحد رعاته الرئيسيين "كان عاما صعبا للغاية".

وأضاف "في آذار/مارس بدأت مشكلاتي في الظهر ، التي كلفتني وقتا طويلا".

عام ضائع؟ يجيب فيدرر بالنفي ويتطلع من الآن إلى 2014. فقد تدرب مع إدبرج في حر دبي ، ويحلم بلقبه الثامن عشر في بطولات (الجراند سلام) الأربع الكبرى : "أود الفوز على الأقل بخمس بطولات والعودة إلى خوض مباريات نهائية كبيرة".

هذا هو نفسه هدف ديوكوفيتش ، الذي سيضع في 2014 بيكر على قمة فريقه المعاون على حساب مدربه منذ سنوات ماريان فايدا ، الذي لن يغادر منصبه رغم ذلك.

ويعترف بيكر بأنه منقطع الصلة بالملاعب منذ فترة طويلة ، لكنه يؤكد معرفته جيدا بما يجب عليه أن يحسن فيه من أداء تلميذه النجيب : "بالطبع ، لن أعلن ذلك على الملأ".

وشهد 2013 كذلك نهاية "لعنة"، لأنه بعد 77 عاما أعاد آندي موراي إلى البريطانيين لقب ويمبلدون. فضلا عن ذلك ، فتح العام باب احتمالية العودة إلى المنافسة على ألقاب كبيرة في السنة المقبلة أمام الأرجنتيني خوان مارتين دل بوترو.

وإذا كان تنس العام الذي يوشك على الانتهاء قدم في منافسات السيدات هيمنة ساحقة للأمريكية سيرينا ويليامز ، وفتح باب اللغز في عام 2014 حول الحافز الذي تتمتع به المصنفة الأولى عالميا ، هناك قدر أكبر من التنوع بين الرجال.

فالموسم الذي يبدأ بعد أيام ، قد يحدد مستقبل اللعبة البيضاء لأعوام طويلة قادمة.رقماه المميزان هما 13 و17.

فالأول عدد ألقاب نادال في الجراند سلام ، مقابل الثاني الذي يصنع الرقم القياسي المسجل باسم فيدرر. وتحديد لاعب التنس الأفضل على مر التاريخ يمثل جدلا يراه الكثيرون بلا معنى ، حيث يفضلون أكثر الحديث عن الأفضل لكل حقبة.

لكن نادال وفيدرر حقبتهما واحدة تقريبا ، الأمر الذي يجعل الجدل شيقا.

فلو فاز نادال بلقبه التاسع في رولان جاروس خلال عقد - الإنجاز الذي لن يستغربه الكثيرون - سيرفع رصيده إلى 14 لقبا.

ولو تفوق أيضا في أحد الألقاب الأخرى الكبرى ، فسيصل إلى رقم 15.

وإذا فشل فيدرر في الظفر بلقبه الثامن عشر ، سيتحول ذلك الرقم القياسي الذي كان يبدو عصيا على المعادلة ببساطة إلى الهدف الجديد للأسباني.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً