العدد 4132 - الأحد 29 ديسمبر 2013م الموافق 25 صفر 1435هـ

سعادة الوزير... أغلق أم سيغلق!

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

يجبرنا دائماً المسئولون والوزراء في الدولة، على الوقوف أمام تصريحاتهم والتأمل فيها، كما يجبروننا دائماً على مقارنتها بما قالوه من قبل.

الوزراء يجبروننا للحديث عنهم من باب مسئولياتهم، ويجبروننا في الكثير من الأحيان على ذكر أخطائهم، علهم يصوبونها أو يتراجعوا عنها.

وزير العمل جميل حميدان، أشار في الحفل السنوي الـ 29 لتكريم العمال المجدين والمتفوقين والمنشآت المتميزة في القطاع الأهلي، يوم الخميس (26 ديسمبر/ كانون الأول 2013) بفندق كراون بلازا، إلى «قرب إغلاق ملف المفصولين بشكل نهائي، الذي شكل نقطة من نقاط الانفراج والتعافي التي شهدها المجتمع».

وزير العمل يقرّ مؤخراً بأن ملف المفصولين عن العمل لم يغلق نهائياً بعد، وسيغلق قريباً.

في مقال سابق (السبت 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2013) بعنوان «سعادة الوزير... لو دامت لغيرك ما وصلت إليك»، تحدثت فيه عن تصريحات الوزير المتناقضة، وغير المنطقية والعقلانية والتي من شأنها أن تربك عمله، دون أن يكون لها جدوى أو قيمة يمكن تلمسها.

رأى وزير العمل جميل حميدان، في مؤتمر صحافي على هامش اجتماع مجلس الوزراء الاعتيادي الأحد (24 نوفمبر 2013) أن ملف الموظفين البحرينيين المفصولين من وظائفهم على خلفية الأحداث التي شهدتها البحرين خلال شهري فبراير/ شباط ومارس/ آذار من العام 2011، «لم يعد يشكل أية أهمية»، معتبراً في الوقت ذاته أن هذا الملف لم يعد قائماً، خصوصاً بعد الإنجاز الذي تحقّق فيه، والذي تصل نسبته إلى 98 في المئة.

بالمقارنة بين التصريحين سنجد تراجعاً واضحاً من سعادة الوزير في رؤيته لملف المفصولين على إثر الأحداث السياسية التي شهدتها البحرين في العام 2011، ولازالت عالقة حتى الآن.

صحيح أن وزير العمل في التصريح الأول أخفق سياسياً، في فهم حقيقة المشكلة وتداعياتها على الساحة السياسية المتأزمة والمتأججة، وجر وراء ذلك سلسلة من الاحتجاجات كان أبرزها اعتصام المفصولين أمام مبنى الوزارة استنكاراً وشجباً لتصريحات الوزير، وليقولوا له «نحن هنا»، ومشكلتنا لازالت عالقة ولم تنتهِ كما قلت سعادة الوزير.

إنسانياً، أكدنا من قبل أن وزير العمل حمّل نفسه بتصريحه الأخير وزر معاناة مفصولين عن العمل بسبب مواقفهم وتوجهاتهم السياسية، وقبِل أن يضع في عنقه تبعات قطع أرزاقهم، وحرمان عوائلهم من حقوقهم، وفي تراجعه يوم الخميس الماضي عن تلك التصريحات، فقط خفّف من وطأة تلك الأحمال التي كان سيحملها.

ملف المفصولين عن العمل يحتاج إلى الوضوح فيه، بعيداً عن المبالغة السياسية، أو حتى البهرجة الإعلامية، فهو ملف يشكل حقيقة معاناة عمّال وأسرهم، ولن ينتهي بمجرد قول الوزير أن الملف «لم يعد قائماً»، فقد أُجبِر الوزير على التراجع عن تصريحاته ومراجعة ذاته، بسبب ثقل الملف وتبعاته، والتأكيد من جديد أن الملف قائم فعلاً وحقيقي وواقعٌ ملموسٌ لوجود المفصولين، ولن يزول حتى يعود آخر مفصول إلى عمله وبكامل حقوقه التي يرتضيها.

في الجانب الآخر، ابتعد الوزير أيضاً عن لعبة الأرقام وتحدّث بالعموم والكلمات، بعد أن أشار إلى أن «الغالبية العظمى من المفصولين على خلفية الأحداث المؤسفة التي شهدتها البلاد خلال شهري فبراير ومارس 2011 عادوا إلى أعمالهم»، مبتعداً عن الرقم الذي كان يذكره طوال العام الماضي وهو 98 في المئة.

تراجع وزير العمل عن حديثه بانتهاء ملف المفصولين، له الكثير من المسببات أهمها ما ينتظره في مارس 2014 في جنيف، وجلسة مجلس إدارة منظمة العمل الدولية الذي ينتظر خطوات فعلية من الحكومة لإنهاء ملف المفصولين، في مقابل إسقاط الشكوى العمالية المقدمة من 12 منظمة عمالية دولية ضد حكومة البحرين بدلاً من قبولها.

من الواجب علينا شكر وزير العمل على الاعتراف بـ «الخطأ» والتراجع عنه، حتى لو لم يكن ذلك الاعتراف مباشراً وصريحاً، إلا أن مجرد الحديث بشكل معاكس لتصريحاته السابقة دليلٌ على فهم الوزير مدى الإرباك الذي أوقع نفسه فيه.

سنشكر الوزير، لو تفضل بالإجابة علينا بخصوص التناقض الكبير، بين تصريحه الأخير بشأن عدم غلق ملف المفصولين بعد، وبين ما ورد في تقرير متابعة توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق والتي بالتأكيد استمدت معلوماتها وتأكيداتها من الجهة المسئولة عن الملف وهي وزارة العمل.

جاء في التقرير أن نسبة الإنجاز في ملف المفصولين بالشركات الكبرى أنجز بنسبة 100 في المئة في جميع الشركات باستثناء شركتين، كما بقيت بعض الحالات الفردية وعددها 12 حالة تفضل إدارات الشركات لأسباب إدارية وقانونية حسمها عن طريق القضاء، مع وجود 45 حالة متبقية لدى شركة كبرى بسبب عدم التوافق حول الوظائف المعروضة على المفصولين.

كيف يفسر لنا الوزير، إنجاز 100 في المئة، ووجود 57 مفصولاً في بعض الشركات الكبرى؟

ما هو تفسير الوزير، لما جاء في التقرير، من أن توصيات بسيوني بخصوص عودة المفصولين «تم تنفيذها بالكامل»، وهو لايزال حتى الآن يتحدث عن أن الملف لم يغلق بعد؟

نتمنى من سعادة الوزير أن يخرج الرأي العام من زوبعات التصريحات المتناقضة، بين «إغلاق الملف» وأنه «سيغلق قريباً»؛ وبين ما يقوله، وما ورد في تقرير متابعة توصيات اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق من تنفيذ توصيات بسيوني بهذا الخصوص كاملة.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4132 - الأحد 29 ديسمبر 2013م الموافق 25 صفر 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 26 | 2:19 م

      سيغلق لن يغلق

      يوم يصرح ان ملف المفصولين اغلق نهائيا ويوم يقول سنتهي من ملف المفصولين قريبا ولا نعلم متي سينهي هذا الوزير ملف المفصولين عن العمل المثل يقول ياوزير اللي يده في النار غير اللي يده في الماء انت مو هامنك شئ نهاية الشهر تستلم والمفصولين ماعندهم خبز في بيوتهم

    • زائر 25 | 10:40 ص

      أشكرك أستاذ هاني

      ألا نخاف الله في نفستا و اهالينا وذرارينا من الإصرار على ظلم هؤلاء المفصولين و سلبهم حقوقهم المكتسبة و عدم إرجاعهم الى أعمالهم سواء في القطاع الخاص او العام؟ حيث تم فصلهم ليس لأسباب مهنية بل على الأساس الطائفي او التوجه السياسي او معهما معا ولا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم

    • زائر 22 | 8:55 ص

      لا

      لا تقولون الوزير مجبور ينفد الا وامر الله عطى الانسان عقل ولايجبر نفسه تنفيد اوامر الظلام خله اصون كرامته عشان الناس تدكره ابخير مو يستمر فى ظلم الناس ويستقيل اشرف ليه والله هو الرازق والله ياخد الحق

    • زائر 21 | 6:28 ص

      سياسة

      لا توجد سياسة متوازنة في البلد و لا خطة عمل وطنية. الخوف على البحرين من التدهور و الانهيار.

    • زائر 20 | 5:49 ص

      يعني بس وزير العمل ؟

      ليش بس حاطين على وزير العمل؟ يعني بقية الوزراء راضين عنهم؟لو لأنه بحراني هاي مشكلتنا نحن نبحث عن الطوفه الهبيطه

    • زائر 19 | 4:10 ص

      بلاد اللا شكر ولا حمد

      ياريت كان وزير غيره كان رأيتم ما سيحل بملف المفصولين وعرفتم قيمة الجهد الذي قام به هذا الوزير..لكن هذه حال البحرين للاسف لا يشكر فيها مخلص

    • زائر 18 | 3:47 ص

      زائر رقم 4

      ركز على المضمون ... وبلا فلسفة

    • زائر 17 | 3:23 ص

      العمل وما العمل ووزارة العمل لكن

      يقال الشعب مصدر السلطات بينما الأصح القانون مصدرها! فلا سلطة لأحد بدون تخويل من السلطه العليا أي الدستور عبر المحكمه الدستوريه- يعني قرار من مجموعة من الخبراء وليس من المحتالين على القانون مستشارون ويدعون أنهم مطلعون ويعملون بالقانون وأن لديهم شرعيه ولكنهم اليوم من خارج الشعب وخرجوا خارج إطار القانون ولا يعملون بما جاء في الدستور.

    • زائر 16 | 2:50 ص

      شكرا استاد هاني

      مشكور على المقال لو سمحت ممكن تكتب عن تكتب عن اللي فصلوهم واعطوهم القليل وتكتب عن اللي رجعوهم الى وظائف غير وظائفهم

    • زائر 14 | 2:07 ص

      هاي حالتنا دام هاي الوزير جاثم على هالوزارة

      ماذا عساني اقول بح الصوت وجفت الاقلام واضحي المرء معهم لاينفع به سوي الا ان يشتم ووو وهيهات ان نسلك سلوكا لم نتربي عليه ولم نعهده بحياتنا فلا حياة لمن تنادي كون قلوبهم مقفله وعقولهم ترمي للجاه والسلطة والمال ومحاباة القريب وتدليل البعيد هذا ديدنهم فماذا لو فتحت استاذ هاني ملفنا مجموعة الجامعين 1912 الذي انا احدهم واحمل ماجستير وعاطل من 7سنوات ولم يختشي احدا حتى لمقابلتى ولا الرد على رسائلي العديدة "لمعالي" الوزير ومطنش ولكن هناك قريبي لهم توظفوا ولكن من يملك شهادة وخبرة عاطل فجها به هاني

    • زائر 13 | 1:55 ص

      فاقد الشيء لا يعطيه لكن ويش إتسوي؟

      ليس بسر ولكن لا تنتحر كما إنتحاري في سبيل شيطاني ويقول إستشهادي ويؤمن بالرحمن بينما كثير من المسئولين لم يسألو ولم يحاسبوا ولا يقال يشهدوا إلا بالزور أو الكذب! فقد وجدت العلاقه الوطيده بين جماعات الإرهاب والجماعات السلفيه المتأسلمه ولكن تأخذ من الإسلام صفته وليس فعله! ما هي إلا أسماء يسمونها مثل قاضي أو صاحب عظمه أو صاحب الفخامه أو صاحب السعاده. وهنا يقال كيف أنتحل القاضي كما إنتحل غيره أسماء الله عزوجل. فالملك القدوس جل جلاله (...) كما قاضى الله الأمور كلها. فهل قاضي منصب أو معين كما وزراء؟

    • زائر 12 | 1:35 ص

      وبكامل حقوقه التي يرتضيها

      أنا لست مفصولا. لكني لست راضيا. سياسة الحكومة المتمثله في الفصل استبدلت بالنقل و سلب الحقوق. معهد البحرين للتدريب انموذجا.
      موظف بمعهد البحرين للتدريب، تم نقلي بحسب المزاج الى وظيفة دون مؤهلاتي و خبراتي. و نعم، لازالت حقوقي مسلوبه

    • زائر 11 | 1:09 ص

      أبوعلاء

      الوزير لا يملك قرار نفسه فهو مسير وليس مخير ولا يمكن أن يفعل أو يقول خلاف سياسة الدولة وإن كانت هذه السياسة ظالمة ومجحفة بحق المواطن.

    • زائر 9 | 12:42 ص

      الصدق واحد والكذب ألوان

      دائماً المسئولون والوزراء في الدولة، على الوقوف أمام تصريحاتهم والتأمل فيها، كما يجبروننا دائماً على مقارنتها بما قالوه من قبل.
      مجرد الحديث بشكل معاكس لتصريحاته السابقة دليلٌ على فهم الوزير مدى الإرباك الذي أوقع نفسه فيه.

    • زائر 8 | 12:29 ص

      ولد الديره

      شكرًا علي هذا الموضوع كما نرجوا منك يا أخ محمد كتابة موضوع عن الموظفين الذين تم إرجاعهم ولكن الي وظائف اقل مستوي من وطائفهم السابقة بكثير وبعضهم تم إرجاعهم ولكن ما زالوا بدون وطيفه خاصة في وزارة الصحة إدارة الموارد البشرية. وشكرا جزيلا

    • زائر 7 | 12:17 ص

      ليس بيده اكثر وان كان يستطيع نظريا ارجع المفصولين

      الرجل طيب ويحس بمعاناة العاطلين نصحه الوزير العلوي فقط بإيقاف معاملات كل الشركات التي فصلت العمال وسيرجعونهم غصبا بس هذه الورقة سحبت من يده بأوامر فوقيه فكان لديه حلين الاستقالة اومواصلة المشوار ببطء لعله يحرز تقدما استطاع تحقيق نسبة كبيرة يبقى شخص واحد مفصول الملف يجب أن لايغلق

    • زائر 6 | 12:00 ص

      وزير طاش ماطاش

      وزير في عهدت حكومة غير منتخبة من قبل الشعب يعد وزيرا عبوديا ولايستطيع ان ينطق بالحقيقة

    • زائر 4 | 11:22 م

      الماثور العربي خخخخخخ

      "ما اتصلت اليك" وليس "ما وصلت اليك" يا ولد الفردان

    • زائر 3 | 11:22 م

      ولا بد لسعادة الوزير ان يعلم

      بأن هناك فئة وربما فئات فُصلو بطرق تحايلية وغير مشروعة (ومثال على ذلك : البعض تم فصله وتم تعويضه لكي يهدأ ولا يثير قضيته،بالرغم أن بعض من فصلوا بهذه الطريقة لم يكن راض بالتعويض وانما التجويع أجبر ه على أخذه) وسعادة الوزير لا بد ان يعرف من هم المقصودون بهذا الكلام ولذلك لا بد ان نضع ونحسب هذه الفئة من فئة المفصولين.

    • زائر 5 زائر 3 | 11:58 م

      مفصولون طيران الخليج

      هم صحايا التحايل المدعوم من قبل قانون العمل الجديد.

    • زائر 2 | 11:14 م

      وزير

      هذا الوزير وكل يوم تصريح متناقض مايعرف يتخذ قرار ويتصرف صح

    • زائر 10 زائر 2 | 12:54 ص

      أبنائنا

      وماذا عن أبنائنا وبناتنا الذين لا يزالون يتعرضون للتمييز والتهميش في أعمالهم لارغامهم على الاستقالة

    • زائر 1 | 8:46 م

      ينشال.

      يسلم فمك يا الفردان . لكن اعلم عززى لو الوزير يصرح وقول الحقيقه الت يريدها المواطن جان يوم ثانى طاير بشته.

اقرأ ايضاً