العدد 4135 - الأربعاء 01 يناير 2014م الموافق 28 صفر 1435هـ

محادثات بين حكومة جنوب السودان والمتمردين في اثيوبيا من اجل وقف القتال

يلتقي وفدا ممثلي رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار الذي يتزعم حركة تمرد تتواجه مع الجيش منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر، في اديس ابابا اليوم الخميس(2يناير/كانون الثاني2014) مفاوضات لوقف ثلاثة اسابيع من القتال في هذا البلد الفتي.

وتجمع اعضاء الوفدين في فندق فخم في اديس ابابا بينما يحذر العاملون في قطاع العمل الانساني من تفاقم الازمة الانسانية للمدنيين الذين يؤثر عليهم النزاع المستمر.

وقال عضو في وفد المتمردين لوكالة فرانس برس "نحن مستعدون للمحادثات"، مشيرا في الوقت نفسه الى انه من غير الواضح متى بالضبط ستبدأ الاجتماعات وكيف سيكون شكلها.

ولم يعرف ما اذا كان كل اعضاء الوفدين وصلوا، مما يوحي بان المحادثات المباشرة قد لا تفتتح اليوم الخميس.

وكان وزير الخارجية الاثيوبي تادروس ادانوم الذي تشارك بلاده في وساطة اقليمية منذ بداية الازمة صرح انه يفترض ان يعقد الجانبان محادثات غير رسمية اليوم الخميس، لكن المفاوضات الرسمية لن تبدأ قبل ايام.

ورأت ممثلة الامم المتحدة هيلدي جونسون امام الصحافيين الاربعاء ان مجرد ارسال الوفود امر "ايجابي"، لكن سيتعين ان تترافق المفاوضات مع عملية "اعمق تتركز على المصالحة الوطنية بين الاطراف" بعدما اجبرت اعمال العنف اكثر من مئتي الف شخص على مغادرة منازلهم.

واضافت "شهدنا اعمال عنف رهيبة في الاسبوعين الماضيين (...) وكما نعرف، اذا لم يحاسب احد فسيكون هناك خطر كبير بان يستمر العنف".

ويشهد جنوب السودان منذ 15 كانون الاول/ديسمبر معارك عنيفة على خلفية الخصومة بين سلفا كير ورياك مشار الذي اقيل من منصبه في تموز/يوليو.

واتهم رئيس جنوب السودان مشار بالقيام بمحاولة انقلاب عسكري، لكن الاخير نفى ذلك مؤكدا ان سلفا كير يسعى الى تصفية خصومه.

واكد المتحدث باسم حكومة جنوب السودان سقوط مدينة بور الاستراتيجية عاصمة ولاية جونقلي (شرق) الثلاثاء في ايدي المتمردين من جديد، الا انه قال ان الجيش ما زال موجودا "في الجوار".

وهي المرة الثالثة منذ بدء المعارك في 15 كانون الاول/اكتوبر تنتقل فيها المدينة من سيطرة فريق الى اخر.

وكان رياك مشار رفض اي وقف لاطلاق النار واي لقاء وجها لوجه مع سلفا كير في الوقت الحاضر. وقال الثلاثاء ان حركة التمرد تزحف ايضا نحو جوبا عاصمة جنوب السودان.

وقال مسؤولون في الامم المتحدة ان النزاع اسفر عن سقوط الاف القتلى ونزوح نحو مئتي الف شخص.

وذكرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان عشرات الاف الاشخاص فروا بصورة خاصة من ولاية جونقلي وعبروا النيل الابيض ليلجأوا الى ولاية البحيرات المجاورة.

كما وردت معلومات حول حصول عمليات اغتصاب وقتل ومجازر ذات طابع قبلي.

وفضلا عن الخصومة السياسية القديمة، يتخذ النزاع الاخير ايضا بعدا قبليا اذ ان الخصومة بين كير ومشار تاتي تندرج ضمن العداء بين قبيلة الدينكا التي ينتمي اليها كير وقبيلة النوير التي ينتمي اليها مشار، وتزيد من حدة هذه الخصومة.

ونددت بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان الثلاثاء ب"الفظائع" المرتكبة من قبل الطرفين في البلاد، مشيرة الى امكانية فتح تحقيق.

واشارت هيلدي جونسون الى عمليات قتل مدنيين واسر جنود في جوبا وبور وايضا في ملكال عاصمة ولاية النيل الاعلى (شمال شرق).

ورغم انذار وجهته الدول الاعضاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا (ايغاد) الى طرفي النزاع لوقف الاعمال الحربية قبل 31 كانون الاول/ديسمبر، ما زالت المعارك مستمرة على الارض.

ومع ذلك، وصفت الولايات المتحدة راعية استقلال جنوب السودان وداعمه الرئيسي، مسبقا بدء هذه المحادثات ب"خطوة اولى مهمة".

وقالت "ايغاد" المنظمة الاقليمية التي ستشرف على المفاوضات بين الجانبين ان هذه المحادثات ستتناول في مرحلة اولى طريقة تنفيذ وقف لاطلاق النار ثم طريقة حل الخلافات السياسية التي "قادت الى (...) المواجهة الحالية".

واخيرا، عبر الاتحاد الافريقي "حزن افريقيا وخيبة املها لرؤية أحدث دولة في القارة تنحدر بسرعة كبيرة الى اتون النزاعات الداخلية"، وحذر من "حرب اهلية شاملة تكون عواقبها وخيمة على السلام والامن والاستقرار الاقليمي".

وهدد مجلس السلم والامن في الاتحاد الافريقي بفرض "عقوبات محددة الاهداف" على جميع من "يحرضون على العنف" او "يرتكبون اعمال عنف ضد المدنيين والمقاتلين المجردين من السلاح".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً