العدد 4135 - الأربعاء 01 يناير 2014م الموافق 28 صفر 1435هـ

الأمم المتحدة: القطاع الصحي في غزة يعاني من نكسات كبيرة بسبب الحصار المفروض منذ عام 2007

نيويورك – إذاعة الأمم المتحدة 

تحديث: 12 مايو 2017

تعددت آثار الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة لتشمل كافة قطاعات حياة السكان وبالذات القطاع الصحي الذي تعرض لنكسات كبيرة ما أدى إلى تفاقم الوضع الصحي لأكثر من مليون وسبعة من عشرة مليون فلسطيني فيما يفتقر القطاع المحاصر إلى الكوادر المؤهلة والأدوية اللازمة لعلاج الكثير من الأمراض، المستعصية منها بالذات. التفاصيل في تقرير مراسلتنا في غزة علا ياسين.

بلال بركه، أحد المرضى من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، يعاني من مرض في الأعصاب لا علاج له في القطاع، بدت عليه ملامح الإرهاق والتعب وهو يتحدث مع إذاعة الأمم المتحدة عن معاناته ويقول:

"منذ خمسة عشر عاما وأنا أعاني، وحولوني على جمهورية مصر العربية للعلاج بالخارج وتقريبا من شهر سبتمبر وأنا أجري وأعاني، وآتي إلى هنا، "مكتب التحويلات" من خانيونس بالأسبوع مرتين، فأعاني، حولوني على إسرائيل ولكن طلبتني المخابرات الإسرائيلية أن أذهب مقابلة ولكن رفضت الذهاب خوفا من الاعتقال، وأنا أعاني كثيرا، لا أنام سوى ساعة أو ساعتين من الأربع وعشرين ساعة بسبب مرضي، مضطر انتظر فتح معبر رفح لأسافر إلى مصر من أجل العلاج، إن شاء الله خير".

أما المواطنة سعاد الخولي والتي يعاني والدها من مرض السرطان فتتحدث عن معاناتها الشديدة في الحصول على التصارح اللازمة لعلاج والدها خارج القطاع نظرا لانعدام الإمكانيات المتاحة في غزة لمعالجة هذا المرض واضطرار المصابين به للسفر إما لمصر أو إسرائيل

وتقول:

"والدي مريض بالسرطان في الرئة والكلى وهو مريض ووضعه صعب جدا، لا يوجد له علاج هنا لأن المعابر مغلقة، لا استطيع تحويله للعلاج بالخارج والأمور صعبة في البلد بالنسبة للمعابر والعلاج في المستشفيات لا يتوفر أبدأ، ونحن نجري من أجل تحويله للخارج ولا نستطيع، والأمور صعبة جدا، والوضع صعب جدا، وأنا منذ أسبوع أحاول الحصول له على تحويلة علاج بالخارج دون نجاح، المريض يقترب من الموت و لا أحد يرد علينا".

الأمم المتحدة حذرت مرارا وتكرارا من الآثار السلبية لاستمرار حصار غزة وإغلاق المعابر على كافة القطاعات الحياتية وبالذات الصحية، والتي تتفاقم يوما بعد يوم، مطالبة برفع الحصار الإسرائيلي وتحسين ظروف سكان غزة الصحية والاجتماعية والاقتصادية.

عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي للأونروا يتحدث لإذاعة الأمم المتحدة عن آثار الحصار الإسرائيلي على الوضع الصحي في غزة ويقول:

"لاحظنا في عيادات الأونروا أن هناك العديد من الأطفال الذين يولدون قصار القامة ووزنهم أقل من الوزن المعتاد، كل ذلك بسبب سوء التغذية الناتج عن الحصار لأن هناك مئات آلاف العاطلين عن العمل الذين لا يستطيعون أن يوفروا لأبنائهم عيشا كريما أو نسبة من الكالوريز "السعرات الحرارية" التي تستخدم من أجل نمو هؤلاء الأطفال، الوضع الصحي في غزة متدهور، مع وجود العديد من الأمراض وعدم توفر الكادر المهني الطبي الذي يستطيع علاج هذه الأمراض مما يضطر العديد منهم للسفر للخارج ولكن للأسف الشديد هناك قيود صارمة الآن على السفر والخروج من قطاع غزة من كافة معابره".

محمود ضاهر مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في القدس يتحدث لإذاعة الأمم المتحدة عن التأثيرات المباشرة للحصار الإسرائيلي على صحة سكان القطاع في غزة ويقول:

"القطاع الصحي في غزة يعاني الكثير من الأزمات، هناك العديد من الفئات التي تعاني من أجل الحصول على الخدمات الصحية وهي عادة الفئات المهمشة، والأقل قدرة على تحمل الضغوط المحيطة بها، في قطاع غزة حوالي خمسة عشر ألف مريض يتوجهون سنويا إلى خارج غزة للحصول على الرعاية الصحية ولكن الحصار المفروض على غزة منذ 2007 يؤثر على مجمل نواحي الحياة في غزة وهي المؤثرات الاجتماعية للصحة فتزداد حالة الفقر وحالة البطالة".

جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار حذر من جانبه من التأثيرات الخطيرة للحصار المفروض على غزة على عمل المشافي والحضانات والوضع الصحي بصفة عامة. وقال:

"حسب ما أعلنت وزارة الصحة أكثر من خمسة وثلاثين في المائة من الأدوية رصيدها صفر في المستشفيات وهناك حوالي أربعين في المائة من المستهلكات الطبية رصيدها صفر وهذا أمر خطير جدا، الواقع الصحي الذي يعيشه شعبنا غزة يزداد صعوبة يوما بعد يوما، مرضى السرطان والكلى دائما يعانون معاناة شديدة بسبب عدم توفر الأدوية ونقصها وعدم تمكنهم من المغادرة وأخذ الجرعات في موعدها المناسب وهذا يعرض حياتهم للخطر الشديد جدا، لا بد أن يكون هناك حلول جذرية، وأنا أعتقد أن هذه القضية قضية إنسانية بحتة يجب أن نجنبها أي حسابات سياسية ويجب أن يكون هناك مبادرات على كل المستويات من أجل إنقاذ الوضع الصحي في قطاع غزة".

استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق معابر غزة يحرم سكانها من الحصول على خدمات صحية جيدة فيما تتضافر عوامل عديدة كتلوث المياه وانقطاع التيار الكهربائي وعدم القدرة على السفر لتجعل من حياة غالبية سكان القطاع جحيما لا يطاق.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً