العدد 4136 - الخميس 02 يناير 2014م الموافق 29 صفر 1435هـ

ستة قتلى في مواجهات بين الامن ومتظاهرين اسلاميين في مصر

قتل ستة اشخاص واصيب اكثر من ثلاثين اخرين في مواجهات اندلعت اليوم الجمعة (3 يناير / كانون الثاني 2014) بين الامن المصري ومتظاهرين اسلاميين مؤيدين للرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي في عدة مدن عبر البلاد، في اكبر تصعيد للعنف منذ اسابيع.

واشتبك المتظاهرون الاسلاميون من جهة والامن والاهالي من جهة اخرى في مناطق متفرقة في القاهرة وفي عدد من المدن عبر البلاد، حيث اطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع واتهمت المتظاهرين المناصرين لجماعة الاخوان المسلمين التي اعتبرتها الحكومة "تنظيما ارهابيا" باستخدام اسلحة نارية.

وقالت وزارة الصحة المصرية ان ستة اشخاص قتلوا واصيب اكثر من 30 اخرين في اشتباكات عبر البلاد.

وقتل ثلاثة اشخاص في القاهرة وشخص واحد في كل من مدينة الاسماعيلية شرق البلاد ومدينة الفيوم جنوب البلاد والاسكندرية شمال البلاد.

ولم توضح وزارة الصحة المصرية اماكن مقتل الاشخاص الثلاثة في القاهرة او اسباب الوفاة على وجه الدقة.

وقتل خمسة اشخاص الجمعة الفائتة في مواجهات عبر البلاد، وهو ما كان الحصيلة الاكبر منذ سقوط 57 شخصا في تظاهرات للاسلاميين في السادس من تشرين الاول/اكتوبر الفائت.

وفي وقت سابق، قال مسؤول طبي لفرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه ان ثلاثة اشخاص قتلوا في مواجهات عنيفة في ثلاث مدن مصرية غير القاهرة.

فقد قتل شخص بطلق ناري في الصدر في مواجهات بين المتظاهرين الاسلاميين من جهة والامن والاهالي من جهة اخرى في مدينة الاسماعيلية، كما اصيب ثمانية اخرون بينهم ضابط، حسبما افادت مصادر طبية.

وفي مدينة الفيوم جنوب غرب القاهرة، قتل شخص بطلق ناري في الراس واصيب ثلاثة اخرون، حسب ما قالت مصادر امنية.

وفي مدينة الاسكندرية افاد مصدر طبي ان شخصا قتل من دون تقديم تفاصيل اضافية.

وقالت الداخلية المصرية انها القت القبض على 122 من المتظاهرين الاسلاميين عبر البلاد.

ومع بداية التظاهرات التي دعا اليها تحالف اسلامي مؤيد للاخوان، احرق متظاهرون اسلاميون سيارة للشرطة.

وقال مصدر امني ان أنصار جماعة الإخوان احرقوا سيارة للشرطة أثناء مرورها في منطقة الطالبية في حي الهرم (غرب القاهرة) باستخدام زجاجات حارقة.

وفي حي مدينة نصر شرق القاهرة، اطلقت الشرطة المصرية الغاز المسيل للدموع لتفريق الالاف من انصار مرسي والاخوان المسلمين تظاهروا في تحد جديد لقرار الحكومة المصرية اعتبار جماعة الاخوان المسلمين "تنظيما ارهابيا"، ولقانون التظاهر الجديد الذي يحظر تنظيم التظاهرات والمسيرات دون اذن مسبق من وزارة الداخلية.

واثر تدخل الامن، تفرق المتظاهرون في الشوارع الجانبية حيث اشعلوا النيران في اطارات السيارات لتخفيف اثر الغاز، بحسب مراسلة لوكالة فرانس برس تحدثت عن سماع اطلاق نار.

وهتف المتظاهرون "يسقط يسقط حكم العسكر" و"السيسي باطل.. دستوره باطل"، في اشارة للفريق اول عبد الفتاح السيسي قائد الجيش المصري الذي قاد عملية عزل مرسي مطلع تموز/يوليو الفائت اثر احتجاجات شعبية واسعة طالبت برحيله.

وشهدت التظاهرة مشاركة كبيرة للسيدات والفتيات.

وفي حي مدينة نصر ايضا، اطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لمنع طلاب مؤيدين للاخوان من الخروج من سكن الطلاب الخاص بجامعة الازهر الساحة الرئيسية لتظاهرات الاسلاميين مؤخرا، ذلك حسب ما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية.

وفي ضاحية المعادي الراقية (جنوب القاهرة)، اشتبكت الشرطة مع متظاهرين اسلاميين بالقرب من مستشفى المعادي العسكري حيث اطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين ردوا باطلاق الالعاب النارية، بحسب صحافي في فرانس برس.

وتناثرت الحجارة وقطع خشبية محروقة على الارض حيث جرت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الامن المركزي (مكافحة الشغب) التي طاردت المتظاهرين الذين هتفوا "البلطجية اهُم" في اشارة للشرطة.

وجرت مواجهات مماثلة في احياء الزيتون شرق القاهرة.

ولم تقتصر المواجهات الجمعة على القاهرة وحدها.

ففي مدينة السويس، فرق الامن بقنابل الغاز المسيل للدموع مسيرة لانصار الاخوان، بحسب وكالة انباء الشرق الاوسط.

واشعل متظاهرون اسلاميون النيران في سيارة شرطة في محافظة بني سويف جنوب البلاد، حسبما قال مصدر امني.

واظهرت مقاطع بثها التلفزيون الرسمي مواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين الاسلاميين الذين اشعلوا النيران في اطارات السيارات في مدينة الاسكندرية حيث قتل شخص.

واستعدادا لتظاهرات الجمعة، اغلقت قوات الامن المصري الميادين الرئيسية امام حركة المرور، وتمركزت مدرعات للجيش والشرطة حول ميادين التحرير والنهضة ورابعة العدوية في القاهرة، حسبما ذكر التلفزيون الرسمي.

وقبل نحو اسبوعين، اعلنت الحكومة المصرية جماعة الاخوان "تنظيما ارهابيا" بعد تفجير انتحاري استهدف مديرية امن الدقهلية في دلتا النيل وخلف 15 قتيلا معظمهم من افراد الامن.

من جانبها، استنكرت جماعة الاخوان اعتبارها تنظيما ارهابيا وتعهدت بمواصلة تنظيم تظاهرات سلمية.

وقررت الحكومة كذلك حظر تظاهرات جماعة الاخوان. واوضحت وزارة الداخلية ان عقوبة الحبس خمس سنوات ستطبق على المشاركين في هذه التظاهرات وعلى كل من يروج للجماعة.

لكن تلك التحذيرات لم يمنع انصار الجماعة من التظاهر في تحد للحكومة للاسبوع الثاني على التوالي في فعاليات شهدت سقوط قتلى وجرحي.

ويأتي اشتعال العنف مرة اخرى في مصر قبل اقل من اسبوعين من تنظيم الاستفتاء على مشروع الدستور المصري الجديد المقرر في 14 و15 من كانون الثاني/يناير المقبل.

ويعد الاستفتاء اول استحقاق انتخابي منذ اطاحة الجيش بالرئيس الاسلامي محمد مرسي. واعلنت جماعة الاخوان المسلمين مقاطعة الاستفتاء على الدستور قبل نحو اسبوعين.

وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب المؤيد لجماعة الاخوان المسلمين دعا انصاره للتظاهر مجددا بدءا من الجمعة تحت عنوان "الشعب يشعل ثورته".

وخاطب التحالف في بيان له الخميس انصاره قائلا "واصلوا أيام الغضب وإجراءات المقاومة السلمية" ذلك استعدادا للتظاهر تحت عنوان "الشعب يدافع عن رئيسه" الاربعاء القادم موعد الجلسة القادمة لمحاكمة مرسي.

والاربعاء القادم، تستأنف محاكمة الرئيس الاسلامي المعزول مرسي في قضية قتل متظاهرين يواجه فيها اتهامات بالتحريض على العنف وب"التواطؤ" في قتل متظاهرين امام قصر الرئاسة اثناء توليه السلطة في كانون الاول/ديسمبر 2012.

ومنذ عزل مرسي في الثالث من تموز/يوليو الفائت، ينظم انصاره تظاهرات شبه يومية للتنديد بما وصفوه "الانقلاب على الشرعية".

ومنذ ذلك الحين، قتل نحو الف شخص معظمهم من الاسلاميين واعتقل نحو الفين آخرين على راسهم قيادات الصف الاول في الجماعة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً