العدد 4139 - الأحد 05 يناير 2014م الموافق 03 ربيع الاول 1435هـ

جامعة الخليج العربي تسعى لتطوير ضوابط وآليات تحمي حقوق المرضى المتطوعين في البحوث الإكلينيكية

المنامة ـ جامعة الخليج العربي 

تحديث: 12 مايو 2017

قال رئيس جامعة الخليج العربي خالد عبد الرحمن العوهلي إن أجراء الأبحاث والدراسات الطبية المرتبطة باحتياجات دول مجلس التعاون الخليجي و استقطاب التخصصات العلمية النادرة هي أولوية في إستراتيجية الجامعة وأهدافها منذ إنشاء الجامعة قبل أكثر من ثلاثة عقود، مؤكدا سعي الجامعة وعملها الدائم على تطوير النضج في التعاطي مع الرعاية الصحية من خلال التحول من من الاقتصار على توفير الرعاية الصحية، إلى تطويرها وإنتاجها.

وقال العوهلي خلال حفل افتتاح ورشة عمل "أخلاقيات الأبحاث السريرية"، التي حضرها وكيل وزارة الصحة عائشة مبارك بوعنق وسفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى مملكة البحرين توماس كراجيسكي ، أن تنظيم هذه الورشة المتقدمة لبحث أخلاقيات الأبحاث السريرية وحماية حقوق المرضى المتطوعين في إجراء الأبحاث وبهذه المشاركة الخليجية الفاعلة من دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، ودولة الكويت ومملكة البحرين، يتماشى مع أهداف الجامعة الساعية إلى تعميق العمل المشترك من اجل الانتقال بالخدمات الصحية من مرحلة توفير الخدمة إلى مرحلة تطويرها سعيا نحو إنتاج متطلبات الخدمات الصحية في دول الخليج العربي.

موضحا أن هدف الورشة التي هي بمثابة منتدى علمي خليجي يترجم رؤية الجامعة الساعية إلى تعزيز الشراكة الإقليمية والدولية مع المؤسسات التعليمية الطبية، ويأتي تنظيمها ليكون خطوة إلى الأمام لوضع ضوابط وآليات تحمي حقوق المرضى المتطوعين في إجراء البحوث الإكلينيكية، وتحمي مصالحهم وخصوصيتهم في العلاج، وتأتي الورشة انطلاقاً من مساعي الجامعة للنهوض بالتعليم الطبي، وتطوير خدمة الأبحاث السريرية الهادفة لعلاج العديد من الأمراض المستعصية والمنتشرة في دول مجلس التعاون الخليجي، في خطوة لصوغ وثيقة توضح حقوق المريض المتطوع وتعريف المسؤولين بحقوق المريض كاملة وفق أخلاقيات البحث العلمي من المنظور الدولي.

ومن جانبه، قال سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى مملكة البحرين، توماس كراجيسكي، إن الأخلاق قيمة إنسانية عميقة، تشمل جميع المهن والمستويات الإنسانية، سواء في العمل الدبلوماسي أو الصحفي أو الطبي أو أي مهنة إنسانية أخرى. مثمنا جهود جامعة الخليج العربي لما تقوم به من جهود تنويرية ترتقي بالخدمات الطبية وتعرف المسئولين بما عليهم من واجبات خلال إجراء البحوث السريرية للأمراض المختلفة، وقال مخاطبا رئيس الجامعة " إننا نضع حياة أسرنا بين أيديكم".

وعلى صعيد متصل، أكد كراجيسكي إن الدبلوماسية الأمريكية تتمتع بعلاقة شراكة وطيدة مع البحرين، قائمة على التشارك والتعاون، إذ قال: "تعمل السفارة على توطيد الشراكة مع جامعة الخليج العربي لما لها من ثقل علمي إقليمي ودور متعاظم في نشر ثقافة البحث العلمي وأخلاقياته على مستوى دول المنطقة، وكذلك التعاون البناء مع باقي المؤسسات العلمية في البحرين.

ومن جانبه، قال المشرف على مركز الأبحاث الإكلينيكية بجامعة الخليج العربي عادل مذكور إن الورشة التي تستمر لمدة ثلاثة أيام متواصلة، ما هي إلا نواه لتشكيل قوانين لأخلاقيات الأبحاث السريرية في دول الخليج العربي في المستقبل وصياغة دليل ينظم ويحمي المرضى، إذ تناقش طول أيامها الثلاث آلية تطوير النظم وإدارة الجودة لحماية خصوصية ومصلحة المرضى المشاركين في الأبحاث الإكلينيكية، كمرضى السكري والسكلر والمتطوعين في أبحاث الخلايا الجذعية. وأضاف: "تسعى الورشة إلى تطوير معارف الباحثين، والاطلاع على البرتوكولات المنظمة للأبحاث، والاطلاع على احدث الطرق لحماية المبحوثين".

واستعرض مذكور خلال الورشة أهداف مركز الأبحاث بالجامعة ومساعيه الرامية إلى أن يكون مركزاً إقليميا رائداً في الأبحاث الإكلينيكية، يأخذ على عاتقه تطوير الدراسات والأبحاث الإكلينيكية لعلاج العديد من الأمراض المستعصية في المنطقة، موضحا أن المركز يقيم هذه الورشة في إطار جهده لتأسيس وتطوير جهود الأبحاث الإكلينيكية في المنطقة، والتي تشكل نواة صياغة الضوابط والتشريعات الأخلاقية لممارستها كجزء رئيسي من نجاح تلك الممارسات والابحاث واستمرارها وكسب ثقة الجمهور بها.

وقال إن مركز الأبحاث يواجه عدد من التحديات التي يتمثل أبرزها في حماية حقوق المبحوثين والحفاظ على صحتهم وخصوصيتهم، بالإضافة إلى تطوير مهارات الباحثين وهو البعد الذي لا يقل أهمية عن البعد الأول، مبيناً أن هذه المسؤولية تقع على عاتق حلقة أوسع من الشركاء والمسؤولين لتشمل: الهيئة الوطنية للتشريعات، ولجنة الأخلاق بالجامعة، و الباحثين أنفسهم.

بدوره قدم أستاذ الطب في كلية الطب بجامعة ميرلاند الأميركية هنري سيلفرمان إحصاءات أوضحت تنامي التجارب الإكلينيكية في المنطقة، وقال: "هذا النمو يجعل على عاتقنا مسؤولية وضع ضوابط أخلاقية واضحة لحماية حقوق المبحوثين والحفاظ على صحتهم من أي انتهاكات قد تضر بهم"

وفي المقابل، لفت سيلفرمان الى إن الدراسات تبين إن العديد من الدول لا تمتلك حتى الآن تشريعات وضوابط تنظم إجراء الأبحاث السريرية، وهو ما يستدعي العمل بجد للموازنة بين تطوير العلوم من جانب، وحماية المبحوثين من الإساءة من جانب آخر. مشيرا إلى أن الهدف النهائي يتمثل في حماية حقوق الإنسان، وضمان سلامة صحته، وتقليل الأضرار الصحية، وتوفير العدالة، مشددا في الوقت ذاته على إن هذا كله يصب في اكتساب ثقة الناس في الجهد البحثي.

إلى ذلك، استعرض مدير الأبحاث الإكلينيكية في الهيئة السعودية للغذاء والدواء خالد الشهوان جهود الهيئة السعودية في وضع التشريعات وآليات الرقابة المتعلقة بآلية إجراء البحوث السريرية، مؤكداً أن الهيئة اعتمدت على أسس عالمية واضحة لأخلاقيات البحث العلمي، سعت الهيئة من خلالها لتأسيس التشريعات في المملكة العربية السعودية، بناء على خطة إستراتيجية بدأت الهيئة بنشرها على جميع المستويات.

وعن أهم ما تقوم عليه هذه القوانين المنظمة قال الشهوان: "إن الهدف الأساسي يتمثل في تبصير المريض ليكون واعياً بنوعية التجارب العلمية التي يخضع لها، عارفا بحقوقه وواجباته، وموافقاً على الاشتراك بها دون أي ضغوط أو إغراءات، وهو ما يترتب عليه ضمان حقه في الانسحاب من تلك التجارب متى ما أراد. وفي ذات الوقت يجب ان تضمن الأبحاث السريرية ان لا تشكل تلك التجارب أي نوع من المخاطر على حياته، وهو الأمر الذي دفع الهيئة إلى تولي عملية التدريب على كيفية العمل وفق هذه النظم، ومن ثم مباشرة الرقابة على المنشئات للتأكد من تطبيقها لتلك الضوابط والتشريعات.

من جانبه قدم عميد كلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي خلدون الرومي لمحة عن كلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي، مبيناً انها مركزاً تعليمياً معتمداً من قبل منظمة الصحة العالمية. مشيرا على جانب متصل إلى أن جامعة الخليج العربي تشهد حراك أكاديمي على صعيد الأبحاث الإكلينيكية، وتكثف مساعي نقل التجارب والتقنيات العالمية المتطورة في الدول المتقدمة في علاج الأمراض المختلفة إلى دول الخليج، إذ دشنت الجامعة مركز الأبحاث الإكلينيكية بداية العام 2013 ليكون المركز واحداً من أهم المشاريع البحثية المتخصصة، في دراسة وعلاج العديد من الأمراض المستعصية، وبدأ المركز مشاريعه الأولى فور إنشائه عبر دراسات متخصصة في علاج مرض السكري والسكلر بالتعاون مع فريق بحثي ميداني بمركز مستشفى قوة دفاع البحرين، والمركز الطبي الجامعي لمدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الطبية.

إلى ذلك تمنى عميد كلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي خلدون الرومي نجاح هذه الورشة، والعمل المستقبلي مع البرامج الثقافية التابعة للسفارة الأمريكية في المنامة من اجل تطوير العلوم الطبية في المنطقة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً