العدد 4142 - الأربعاء 08 يناير 2014م الموافق 06 ربيع الاول 1435هـ

علي العريض رئيس وزراء شهدت ولايته اغتيالات هزت تونس

رئيس الوزراء التونسي علي العريض الذي قدم استقالته اليوم الخميس (9 يناير/ كانون الثاني 2014) تطبيقا لاتفاق للخروج من ازمة سياسية مستمرة منذ اشهر في تونس، رجل حوار ينتمي الى التيار المعتدل في حزب النهضة الاسلامي وقد شهدت ولايته اغتيالات هزت تونس.

وقد اوقف خلال نشاطه في اطار التيار الاسلامي، وتعرض للتعذيب في عهد الرئيس زين العابدين بن علي (1987-2011).

ولد علي العريض (57 عاما) في مدينة مدنين بالجنوب الشرقي التونسي وكان تخرج مهندسا اول من مدرسة البحرية التجارية بسوسة بالساحل الشرقي التونسي.

رأس العريض مجلس شورى حركة "الاتجاه الاسلامي" من 1982 الى 1986 اثر سجن القيادات التاريخية للحركة الاسلامية في تونس وبينهم راشد الغنوشي. وتولى مع رئيس الحكومة المستقيل حمادي الجبالي ادارة قيادة الحركة الداخلية وتوثيق العلاقة مع الوسط السياسي في أجواء من الملاحقة الامنية الشديدة بين محاكمة القيادة في 1981 والانفراج السياسي في 1984.

تم توقيفه للمرة الاولى وحكم عليه بالاعدام في 1987 ضمن عدد من قياديي الحركة قبل ان يصدر بن علي بعد اطاحته بالرئيس الحبيب بورقيبة (1957-1987) في العام ذاته، عفوا عن زعماء الحركة الاسلامية في 1988.

وشغل منصب عضو المكتب التنفيذي للحركة وراس المكتب السياسي في 1988 حتى تاريخ اعتقاله في نهاية 1990. وجاء اعتقاله في سياق حملة نظام بن علي على حركة النهضة اثر الانتخابات التشريعية لعام 1989 التي حصل فيها الاسلاميون على نحو 17 بالمئة بحسب نتائج رسمية والتي اصبحت على اثرها النهضة العدو الاول للنظام الذي جعل من "الخطر الاسلامي" فزاعة والتصدي له اداة لتثبيت وجوده خصوصا لدى الغرب.

وحكم على علي العريض في 1992 بالسجن 15 عاما منها 13 عاما في الحبس الانفرادي. ووسط اجواء الحملة على الاسلاميين تعرض للضغوط والتعذيب مثل الكثير من رفاقه في النهضة. وهدد في السجن بحقنه فيروس الايدز وتمت فبركة شريط فيديو ذا طابع اباحي يصوره في علاقة مع رجل آخر بهدف ضرب مصداقيته وتحطيم معنوياته.

كما تعرضت زوجته وداد، وهي ام اطفاله الثلاثة، الى تحرش جنسي في السجن تم تصويره للضغط على زوجها، بحسب الفدرالية الدولية لحقوق الانسان.

لكن في انتخابات 23 تشرين الاول/اكتوبر 2011 وفي خضم "ثورة الحرية والكرامة" نهاية 2010 وبداية 2011، فاز حزبه باكبر عدد من مقاعد المجلس التاسيسي في اول انتخابات حرة في تاريخ تونس.

واصبح الرجل النحيف ذو الشارب والذي يضع نظارتين، وزيرا للداخلية وعلى راس الاجهزة التي كانت بين يدي جلاديه. وقال حينها "كنت قريبا جدا من الموت مرارا في زنازين وزارة الداخلية. لكني افرق بين تلك الفترة والان. الآن جاءت الثورة من اجل ان نتقدم ونرسي عدالة انتقالية وليس من اجل الانتقام".

ويعتبر العريض رجل حوار وينتمي للتيار المعتدل في حزب النهضة مثل الجبالي. ويشير قادة المعارضة التونسية الى انفتاحه مقارنة بغيره من قيادات جيله. غير ان حصيلة عمله لمدة 14 شهرا في وزارة الداخلية ليس موضع اجماع بل ان هناك من اتهمه بالتراخي في مواجهة التيار السلفي العنيف.

وتعرض العريض الى انتقادات شديدة بسبب عدم نشره قوات كافية من الامن حول السفارة الاميركية في 14 ايلول/سبتمبر حين كان السلفيون الذي هاجموها يدعون للتظاهر امام المبنى. وعمت الفوضى حينها قوات الامن في البداية وتمكن متظاهرون من الدخول الى محيط السفارة وحرق سيارات كثيرة في مرآبها وايضا المدرسة الاميركية المحاذية. وانتهى الهجوم بمقتل اربعة متظاهرين بايدي الامن.

لكن علي العريض يعتبر "بعبع" السلفيين الجهاديين وكان موضع انتقادات لاذعة من ابي عياض زعيم "انصار الشريعة" في تونس والذي يعتبر منظم الهجوم على السفارة.

وقال ابو عياض منتصف ايلول/سبتمبر اثناء حصار الامن لمسجد كان فيه بالعاصمة قبل ان يتمكن من الفرار ان العريض "يؤسس لديكتاتورية جديدة بانشاء عدو موهوم هو تيار السلفية" الجهادية، بحسب قوله.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً