العدد 4146 - الأحد 12 يناير 2014م الموافق 11 ربيع الاول 1435هـ

الرئيس التركي يلتقي اردوغان وسط ضجة حول الحد من سلطات القضاء

عقد الرئيس التركي عبد الله غول محادثات اليوم الأثنين (13 يناير/ كانون الثاني 2014) مع قادة المعارضة لمناقشة مشروع قانون مثير للجدل يرمي الى تعزيز السيطرة السياسية على القضاة، على ان يلتقي مساء رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان.

وسيلتقي غول اردوغان في اطار الاجتماعات المنفصلة التي يعقدها لمناقشة مشروع القرار والتي شملت حتى الان زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار اوغلو وزعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي واحد قادة حزب السلام والديموقراطية (المناصر للاكراد) صلاح الدين دميرتاش، بحسب قناة ان تي في الاخبارية.

ويسعى رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان، الذي يعاني من فضيحة فساد تهدد سلطته، الى الحصول على الموافقة على مشروع القانون هذا الذي يزيد من سيطرة الحكومة على تعيين القضاة والمدعين.

واعتبرت المعارضة ونقابة المحامين الاتراك والمجلس الاعلى للقضاة والمدعون مشروع القانون غير دستوري، وهو يرمي الى منح الكلمة الفصل في تعيين القضاة لوزير العدل.

وتاتي هذه المبادرة فيما لا يزال مشروع قانون الاصلاح القضائي المدعوم من حزب العدالة والتنمية بزعامة اردوغان قيد النقاش في لجنة العدل في البرلمان.

واعتبرت مساعي اردوغان محاولة لوقف التحقيق الواسع في قضايا الفساد الذي ادى الى اعتقال العديد من حلفاء اردوغان في قطاع الاعمال اضافة الى ابناء وزراء سابقين.

واعربت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي عن قلقهما البالغ بشان مساعي اردوغان.

وقال مفوض توسعة الاتحاد الاوروبي ستيفان فيول في رسالة على تويتر "لقد طلبت من السلطات مراجعة التعديلات المتعلقة بالقانون قبل تبنيها لضمان انسجامها مع مبادئ قوانين الاتحاد الاوروبي".

وامر ارودغان، الذي تحدث عن "انقلاب قضائي" باقالة مئات من مسؤولي الشرطة المشاركين في عملية التحقيق واعاد تشكيل حكومته بعد ان اجبر عدد من وزراء على الاستقالة.

وقال زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار عقب اجتماعه مع غول "قدمنا للرئيس شرطين مسبقين، الاول هو انه يجب سحب مشروع القانون. والثاني هو ان السلطة السياسية يجب ان لا تعيق التحقيق في الفساد".

واضاف "ولكن اذا قدمت لنا حكومة اردوغان التفسيرات الضرورية، فربما يتم اجراء تغيير دستوري".

واكد ان "مشروع القرار يلقي ب90 عاما من المكاسب الديموقراطية في القمامة".

وشهدت انقرة واسطنبول العديد من التظاهرات التي تدعو الى استقالة اردوغان واطلقت الشرطة الرصاص البلاستيكي والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

واندلعت اشتباكات بالايدي السبت قبل الجولة الثانية من مناقشة مشروع القرار في لجنة العدل في البرلمان، حيث تبادل النواب اللكمات وتراشقوا بزجاجات الماء والقى احدهم بجهاز لوحي.

وكشفت التوترات المتصاعدة في تركيا كذلك عن المنافسة بين اردوغان وغول الذي كان حليفه السابق، قبل الانتخابات الرئاسية في اب/اغسطس.

وذكر مراقبون ان عين اردوغان على الرئاسة، وهي منصب شرفي حالياً، على امل ان يغير الدستور بشكل يعطي للرئيس سلطات تنفيذية تشبه تلك التي يتمتع بها الرئيس الاميركي.

ويتوقع ان يعاد انتخاب غول او ان يتم اختياره رئيسا للوزراء في حال اصبح اردوغان رئيسا. وتبنى غول حتى الان نهجا تصالحيا حيال الازمة واعرب عن تاييده لاستقلال القضاء.

ويشتبه اردوغان في وجود الكثير من عناصر جمعية الداعية التركي فتح الله غولين الذي دخل معه في حرب مفتوحة، في صفوف الشرطة والقضاء، ويتهمها بالتلاعب بالتحقيق من اجل اسقاطه قبل اشهر على الانتخابات البلدية في اذار/مارس وانتخابات اب/اغسطس الرئاسية.

ويرجح المعلقون ان يعترض الرئيس، الذي يعتبر مقربا من غولين، على مشروع قرار اردوغان. ولكن ونظرا لعدم رغبته في مواجهة اردوغان علنا، يعقد غول اجتماعات لتسوية الخلافات الى حين عرض مشروع القانون عليه.

ومنذ ان بدأ البرلمان في مناقشة مشروع القانون الجمعة، التقى غول رئيس البرلمان ووزيري العدل والداخلية، ونائب رئيس الوزراء في القصر الرئاسي في انقرة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً