العدد 4154 - الإثنين 20 يناير 2014م الموافق 19 ربيع الاول 1435هـ

الرئيس اللبناني يدعو الى مواجهة ظاهرة "الإرهاب"

أدان الرئيس اللبناني ميشال سليمان، التفجير الإنتحاري الذي استهدف اليوم الثلثاء (21 يناير / كانون الثاني 2014) الضاحية الجنوبية لبيروت وادى الى مقتل 4 أشخاص وإصابة 40 آخرين بجروح.

ورأى سليمان الذي كان يتحدث أمام أعضاء السلك القنصلي في لبنان لمناسبة حلول العام الجديد، إن "مواجهة ظاهرة الإرهاب تكون بوعي اللبنانيين مصيرهم ونظامهم وعيشهم المشترك".

وقال ان "الوحدة الوطنية من شأنها الحد من احتمالات الإرهاب الذي يجب أن يحارب بشدة وبلا هوادة".

وأضاف "إننا نعيش المخاض الذي لا يزال مستمرا، إذ إن المشهد العالمي كله أصبح في حالة انقسام بين متطرف يرفض الآخر ومنعزل يرفض الآخر".

وتابع "ان بروز هذين الإتجاهين يدعو الدول الكبرى للتفكير بالنظام العالمي الذي يرعى العالم مستقبلا.. فالعولمة اجتاحت الجميع، وأما أن نرفضها وإما أن نتماشى معها لتحويل العلم الى خير للبشرية، وهذا يحتم إعادة النظر في الانظمة، ولا سيما النظام الأكثري".

وقال سليمان إن "المخاض العربي ما زال مستمرا، وأدى الى بروز مظاهر العنف والتطرف، وكان له تداعيات منها التفجير الإرهابي الذي حصل اليوم، والإغتيالات عادت من جديد، كما أن جرح طرابلس ما زال ينزف".

وأضاف "ان هذه التداعيات السلبية رافقتها مؤشرات إيجابية، منها الملف النووي الإيراني الذي بدأ تنفيذ الإتفاق في شأنه والإستفتاء على الدستور المصري، وهو أمر مهم يؤسس لنمط سياسي في الدول يمنعها من الإتجاه نحو التطرف. ومؤتمر جنيف 2 ( حول سوريا)هو مؤشر جيد، صحيح انه لن تحصل الحلول غدا، إنما هو تهيئة للحلول، وهذا جيد ويمهد للحل النهائي، وإيجاد حل للسلاح الكيميائي، وهو مؤشر إيجابي إقليميا ودوليا".

وقال الرئيس اللبناني "إن محاربة الإرهاب والتطرف الذي لا يميز بين المذاهب والأديان، أصبحت توجها دولياً".

ومن جهة ثانية، أعرب وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، فايز غصن، في بيان، عن "شديد الحزن والألم لسقوط المزيد من الشهداء والضحايا على يد أصحاب القلوب والأيادي السود، الذين لا هم لديهم سوى العبث بأمن البلد واستقراره واشعال فتنة بين اللبنانيين".

وقال "ما حصل اليوم في منطقة الضاحية الجنوبية، يأتي في اطار مخطط جهنمي تكفيري هدفه الأول والأخير رؤية دماء البنانيين تسييل".

واضاف عصن أن "الإرهاب حين يفعل فعلته لا يستثني أحدا.. لذلك، فلنتحد ونتضامن في مواجهة هذه الهجمة الارهابية، وليتوقف البعض عن تبرير هذه الأعمال، لان الارهاب حين يجد بيئة حاضنة له سيتكاثر ويزداد وحين يتغلغل في نسيجنا الوطني سيقطع أوصال البلد وسيعيدنا الآف السنين الى الوراء".

ونبه من "أن لعبة الدم التي يغرق بها لبنان من الضاحية الى طرابلس، حيث أدى تجدد الاشتباكات الى سقوط المزيد من الضحايا الأبرياء، تستدعي من مختلف الفرقاء السياسيين الإرتقاء الى مستوى المرحلة والإبتعاد عن المناكفة ووعي خطورة المؤامرة المحضرة لبلدنا".

وحذر غصن من أن لبنان "بات على حافة الهاوية وشبح الموت بات يظلل كل مناطقه من الشمال الى الجنوب والمواطن البريئ المؤمن ببلده هو من يدفع الثمن".

وناحيته دعا رئيس حكومة تصريف اللبنانية نجيب ميقاتي، الى اللقاء على طاولة حوار لمواجهة ما وصفه بـ"الظرف العصيب" الذي يمر به لبنان، فيما أدانت السفارة الأميركية في بيروت التفجير الذي وقع في الضاحية الجنوبية.

وقال ميقاتي تعليقاً على التفجير الذي طال الضاحية الجنوبية لبيروت وخلّف قتلى وجرحى، "لنسارع جميعاً الى التلاقي على طاولة واحدة فنكون على مستوى الظرف العصيب والمخاطر الكبيرة التي نعاني منها".

وأضاف "لم تكد منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت تلملم جراحها من التفجير الإرهابي الذي وقع فيها قبل فترة قصيرة، حتى استهدفت بتفجير إرهابي جديد أوقع شهداء وجرحى".

ودعا ميقاتي الله أن "يحمي لبنان ويرأف باللبنانيين من الشرور، وأن يلهمنا ما فيه خير بلدنا فنتعاون جميعاً للنهوض من المحنة التي تصيبنا، فلا تكون ردّات فعلنا المتضامنة في هذه اللحظات العصيبة مجرّد كلمات ينتهي مفعولها مع طي صفحة التفجير الآثم".

بدوره، أدان رئيس الحكومة المكلّف تمام سلام، الانفجار ووصفه بأنه "عمل إرهابي بغيض"، داعياً الى الرد عليه بـ"تمتين الجبهة الداخلية".

وقال "مرة أخرى تمتد يد الإرهاب لتضرب المدنيين في منطقة لبنانية عزيزة، في حلقة جديدة من حلقات مسلسل الفتنة الذي يهدف الى المساس بأمن اللبنانيين وبوحدتهم الوطنية وسلمهم الأهلي".

وأضاف "إن إصرار القتلة على تكرار فعلتهم في المكان ذاته الذي وقع فيه التفجير الإرهابي الأخير، يجب أن يقابل بأعلى درجات الوعي والحكمة وبإصرار مقابل على تمتين الجبهة الداخلية وتحصينها سياسياً وأمنياً".

وفي السياق، أعربت السفارة الأميركية في بيروت عن إدانتها للتفجير الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقالت في تغريدة في حسابها على موقع "تويتر"، إنه "بعد بلوغنا أنباء حول انفجار حارة حريك (في الضاحية الجنوبية لبيروت)، نقدّم تعازينا للضحايا وأسرهم".

وأضافت "ندين كافة أشكال الإرهاب في لبنان".

ووقع تفجير في الشارع العريض في منطقة حارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت، يرجّح أن يكون انتحارياً، أوقع بسحب آخر حصيلة 4 قتلى و40 جريحاً.

يذكر أن منطقة التفجير كانت قد شهدت قبل أسابيع تفجيراً انتحارياً أودى بحياة العشرات.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً