العدد 4155 - الثلثاء 21 يناير 2014م الموافق 20 ربيع الاول 1435هـ

مبادرة الحوار تسيطر على «تويتر»... ومغردون يقودون معركة الحذر والتفاؤل

جيوش التكهنات تجتاح فضاءه... فأي النبوءات تصدق يا ترى؟

هكذا وبدون مقدمات متوقعة حمل يوم الأربعاء (15 يناير/ كانون الثاني 2014)، حدثاً مفاجئاً ضخ الأمل في عروق الحياة السياسية البحرينية، التي تجمدت على وضعية المراوحة في قاع الأزمة منذ (14 فبراير/ شباط 2011).

خبرٌ سرَت بدايته في «الواتساب» بين مصدقٍ ومشكك، ثم سرعان ما أكده تلفزيون البحرين الرسمي بصور موثقة. إن سمو ولي العهد التقى وفد من المعارضة بقيادة الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان، لـ «تنشيط الحوار» مجدداً.

اللقاء أولاً، ثم البيانات المقتضبة التي سرّبت جزءاً مما دار بين الطرفين من توافقات مبدئية، سواءً تلك التي أصدرتها جهات الدولة الرسمية أو قوى المعارضة، أحدثت ثورة في المزاج العام بالبلد، حيث نحا الجميع بالتفكير في الأزمة إلى طريقة التعاطي مع مشروع الحل المطروح.

هنا «تويتر»، حيث مرآة البحرين العاكسة. يجتمع المغردون في ضلال الـ «140» حرفاً لتلخيص آرائهم في المرحلة المقبلة.

فريقٌ مندفع، وفريق متردد والشكوك تحوم في رأسه، وآخر منزعجٌ ورافض. المهم أن حديث المغردون في (15 يناير/ كانون الثاني 2014) لم يعد كما قبله، إذ انفتحت سيناريوهات «النصر» و«الخديعة والالتفاف» و«بيع الحلفاء» على مصراعيها، متعكزة في دعاويها على سير الأحداث التي لحقت لقاء ولي العهد بالمعارضة حيناً، أو على تسريبات يدلي بها نشطاء معارضون وموالون، وكذا على تصريحات شخصيات بدّلت «جوّ» تصريحاتها حيناً آخر.

الجانب الرسمي دخل على خط «تويتر» بنفَسٍ مختلف عن «الغلظة» تجاه المعارضة، حيث دفع بشدة باتجاه ولوج القوى السياسية في الحوار والالتئام على طاولته، يمثله في ذلك وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد محمد آل خليفة، الذي نشر على حسابه التغريدات التالية: «على من يعترض على الحوار أن يعي بأن الخلاف هو بينه وبين أخيه في الله والوطن. إن كل لحظة نضيعها في الإصرار على المحاسبة من أي طرف للآخر، هي لحظة يخسرها الوطن. كفاية محاسبات وخسائر. العام 2011 كان (وقت الصج) في حماية الوطن والدفاع عنه . والآن أيضاً (وقت الصج) في إخراج الوطن من حال الانقسام إلى الالتئام».

بإزاء «اللين» و«الهدوء»، الذي يبديه الجانب الرسمي إشاعات وتسريبات وتكهنات تجتاح «تويتر»، يتبناها الجميع، ولكن يختلفون في تفاصيلها، البحرين ضمن ملفات الإقليم، وأميركا، إيران وبريطانيا على خط تسوية الأزمة.

الناشط السياسي المقرّب من المعارضة نادر عبدالإمام، بدا مندفعاً للتفاؤل بالحل المقبل. ففي «دار_ الهوى_ دار»، و«ليش_ زعلان_ ما يحاجيني»، «والهوى_ دوق»، و«نعم _ للحوار»، وهي الهاشتاقات التي ابتكرها عبدالإمام لنفسه، قال مغرداً: «دعوة الحوار الأخيرة كانت مفاجأة لمن كان نظره مقتصر على الساحة المحلية، ولكن من كانت نظرته أوسع لتشمل الإقليم لم يتفاجأ، فهي بالطبع ليست كسابقاتها لا من حيث الداعي ولا التوقيت ولا طرح المحاور ولا (الفوكس الإعلامي). البحرين أصبحت من ضمن سلّة التسوية الإقليمية وإن لم يظهر ذلك في الإعلام، ولكن حتماً هي حاضرة في محادثات الغرف المغلقة، لذا بادرت السلطة بحزمة محفزات للمعارضة، منها اللقاء المباشر والمذاع مع ولي العهد وطرح محاور الحوار القريبة من وثيقة المنامة».

وأضاف «في النزاعات والثورات والحروب إذا كنت لا تستطيع الحسم العسكري أو أن تلغي الآخر فلا مناص لك في النهاية من الجلوس معه، لذا إذا كنت ترفع شعار لا للحوار، عليك أن تقدم البديل المقنع والواقعي، لا مجرد شعارات، فهناك أزمة ومعتقلون وشهداء. ما هو حلّك؟».

ويؤكد عبدالإمام «رفضتم الحوار أم قبلتم به يا فاتح خلاص قطار التسويات الإقليمية انطلق في سورية إلى الحل، ولبنان لتشكيل الحكومة، والبحرين تسابق الزمن».

المغرد أحمد العلوي معارض، لكنه غير راضٍ عن الحوار، ينتقد الجمعيات المعارضة لخيارات أرفع سقفاً، علَّق على الحوار مغرداً «المعارضة المعتدلة هي من تقبل التنازل عن بعض الحقوق، والمعارضة المتشددة هي من لا تقبل بأي تنازل عن الحقوق، وفي ذلك توضيح للواضحات»، «الجمعيات في الحوار تقول إنها تمثل نفسها فيه ولا تمثل الناس. إذاً لا علاقة للناس ولا علاقة للثورة بهذا الحوار المراد الدخول فيه».

ويتساءل العلوي «مقدمات الحوار انتهاكات متعددة، كيف سيكون حال نهاية هذا الحوار؟».

في نفس السياق يغرد المغرد أحمد حبيب «الإعلان عن حوار قبل أيام واليوم المحاكم تقضي بأحكام متفرقة بين 10 و 15 عاماً! وإذا قلنا أن الأمر غير منطقي، يخرج من يقول لك: كلهم بيطلعون!».

في قبال ذلك، تبرز شبكات إعلامية ومغردون يرفضون الحوار، ولكن لمصلحة تثبيت الوضع الحالي وتعزيز آثار الأزمة.

شبكات «تويترية» معروفة بقربها من الجانب الرسمي تقود حملة رفض لمبادرة الحوار الأخيرة، وتصفها بأنها «تنازل للخونة»، وتسرّب أنباء عن تغييرات وشيكة في البحرين بإشراف إقليمي.

تغرد هذه الشبكات بـ «الشعب لا يريد الحوار، الشعب لا يريد الإهانة، الشعب لا يريد أن تمس كرامته».

ولاحقاً، انتشرت دعوات «تويترية» للاعتصام أمام استاد البحرين الوطني، حيث عمّمت في وقت لاحق صور لعشرات الأشخاص مجتمعين بالقرب من الأستاد، ويرفعون صوراً لرئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، فيما تحدثت تقارير صحافية عن حضور الشيخ خليفة بن راشد آل خليفة في هذا التجمع.

«تويتر» صهوة يمتطيها المغردون للدفاع عن توجهاتهم، في مبادرة قسمّت البحرينيين ورفعت مؤشرات الأمل، والحذر، والتشاؤم بالتوازي... فأي النبوءات تصدق يا ترى؟

العدد 4155 - الثلثاء 21 يناير 2014م الموافق 20 ربيع الاول 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 6:42 ص

      جحا

      ياجماعة الخير كلنا اخوان سنه وشيعه وشيعه وسنه وخلنا نترك سالفة الكراسي وترى مابيفوزون فيها الا اعضاء الجمعيات المواليه والمعارضه للحكومه واحنا من شيعي وسني بنطلع من الباب الشرقي

    • زائر 5 | 1:14 ص

      ستعود حليمة لعادتها القديمة

      فشل الحوار هي النبوءة التي يمكن ان تتحقق.كل المؤشرات توصلنا الى ان هذا الحوار هو التفاف لتبرير فشل الحوارات السابقة.مالم يقتنع النظام ان هناك شعب ومواطن وليس تابع.إذا لم يكون هناك تنازل وتقديم مصلحة الوطن على كل شيئ فلن ينجح.حوار اليوم هو تمرير 14 فبراير القادم وانتظام الفورملا واجتياز مطب جنيف في شهر مارس. وبعد ذلك ستتجاوز الانتهاكات ما يحدث الان وستعود حليمة لعادتها القديمة.

    • زائر 4 | 12:44 ص

      الفكر السياسي للشارع البحريني !

      ان كان النظام يعتقد بأنه سيمرر اي مشروع مستقبلي لصالح النظام كما الاعوام السابقه فالتجارب أثبتت عكس ذلك ولا أعتقد بأن اي حل سياسي سيكون تهدئه للشارع إلا أذا دا كان هناك تطبيق فعلي لمطالب المعارضه وهي وقف ألإنتهاكات وألإفراج عن جميع المعتقلين ووقف التجنيس وسحب الجنسيات من المجنسين بشكل غير قانوني وتعويض اهالي الضحايا ورسم خارطة طريق لدمج كل الشعب بالسلك الحكومي من الجيش إلى آخر وزاره بالبلد وإنشاء حكومه منتخبه لتطبيق السلطه والقرار للشعب تحت بند حق تقرير المصير الذي تكفله المواثيق الدوليه

    • زائر 3 | 11:47 م

      الله يستر

      نحن لانريد مجرد كلمات رنانه في الإعلام الحكومي والمعارضة وعلى الأرض العكس والضحية احنا الشعب فصلونا سجنونا ياترى هل من محاسبة

    • زائر 2 | 11:28 م

      معروفين

      لقد اصبح لدينا تجارب سابقة فهي لعبة الجمعيات والضحية هم الشعب المسكين

    • زائر 1 | 10:30 م

      لنضع خلافاتنا جانبا وننظر لمصلحة البحرين

      مشاكلنا كبيرة ومتشعبة من يظن بان هذا الحوار سينتج حلولا سحرية واهم التجنيس وبلاءه ولكم برقصة الحرب من قبل من تشرف بالحصول على الجنسية سيوف وخشب ومسيرة هذه المشكلة تبعاتها طويلة ومكلفة الإسكان التعليم مبدأ تكافؤ الفرص الأمن للجميع أمور كثيرة ومتشعبة لنضع حب البحرين أمامنا انتج حل فان الدمار سيدمر الجميع وبلدنا صغيرة جدا

اقرأ ايضاً