العدد 4171 - الخميس 06 فبراير 2014م الموافق 06 ربيع الثاني 1435هـ

الاستجابة العالمية للإيدز: كيف هو حالنا؟

أفاد أحدث تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) أن حالات الإصابة الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية والوفيات المرتبطة بالإيدز استمرت في الانخفاض على رغم الأعداد القياسية للأشخاص الذين يتلقون علاجاً بمضادات الفيروسات القهقرية في الدول النامية. لكن مع زيادة الإصابات الجديدة بالفيروس في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى والشرق الأوسط وشمال إفريقيا، هناك حاجة إلى زيادة التمويل.

وترصد شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) النقاط الرئيسية في هذا التقرير: الوفيات المرتبطة بالإيدز

أصيب ما يقرب من 2.3 مليون شخص بفيروس نقص المناعة البشرية في العام 2012، وهو أقل عدد يتم رصده منذ منتصف إلى أواخر التسعينات عندما كان هناك نحو 3.5 ملايين إصابة جديدة كل عام. وكان الانخفاض الأكبر بين الأطفال: ففي العام 2012 أصيب ما يقدر بنحو 260,000 طفل بفيروس نقص المناعة البشرية وهو انخفاض بنسبة 52 في المئة عن العام 2001.

لكن برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) أشار إلى أن هناك «مؤشرات مقلقة» إلى أن بعض الدول لم تكن على المسار الصحيح. فقد زادت الإصابات الجديدة بفيروس نقص المناعة البشرية في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى بنسبة 13 في المئة منذ العام 2006 في حين شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تضاعف الإصابات الجديدة بالفيروس منذ العام 2001.

وقد انخفضت حالات الوفاة المرتبطة بالإيدز بين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية بنسبة 30 في المئة منذ الذروة التي بلغتها في 2005 بسبب التوسع في الحصول على العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية.

وتيرة العلاج متباطئة بين الأطفال

كان نحو 9.7 ملايين شخص في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل في العام 2012 يحصلون على مضادات الفيروسات القهقرية نتيجة زيادة الالتزام السياسي والاستثمارات الذكية والتخفيضات الضخمة في تكلفة العلاج. فعلاج الخط الأول بمضادات الفيروسات القهقرية في بعض الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل يكلف الآن نحو 140 دولاراً للفرد في العام، في حين كانت التكلفة في منتصف التسعينات نحو 10000 دولار للفرد سنويّاً.

لكن وتيرة توسيع نطاق العلاج للأطفال متباطئة على نحو محبط. ففي بعض الدول المتضررة بشدة من الفيروس يحصل ثلاثة من بين كل عشرة أطفال مصابين بالفيروس على العلاج. وفي العام 2012 بلغ عدد الأطفال الأقل من 15 عاماً الذين يحصلون على مضادات الفيروسات القهقرية على مستوى العالم 647.000 طفل، وهو نصف التغطية العلاجية للبالغين.

وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) مايكل سيديبي: «لقد شاهدنا التزاماً سياسيّاً هائلاً للحد من انتقال فيروس نقص المناعة البشرية من الأم إلى الطفل، لكننا نخذل الأطفال المصابين. نحتاج على وجه عاجل إلى أدوات تشخيص أفضل وإلى أدوية صديقة للطفل بغض النظر عن حجم السوق».

الإيدز والشيخوخة

وللمرة الأولى منذ بداية وباء فيروس نقص المناعة البشرية أصبح 10 في المئة من البالغين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل في سن الخمسين أو أكثر. وتشكل هذه الفئة من السكان في الدول المرتفعة الدخل ثلث السكان البالغين.

ويعزو برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) السبب في «شيخوخة» وباء فيروس نقص المناعة البشرية إلى ثلاثة عوامل هي: نجاح العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية في إطالة عمر المصابين بالفيروس، وانخفاض معدل الإصابة بين الشباب ما يحول عبء المرض إلى الأشخاص الأكبر سنّاً، وحقيقة أن الأشخاص الأكبر سنّاً يتورطون أيضاً في السلوكيات المحفوفة بالمخاطر الموجودة بين الشباب.

نقص التمويل

على رغم الزيادة في الإصابات الجديدة بين الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال في بعض الدول ومن بينها دول في آسيا، إلا أن التمويل الخاص بخدمات الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية كان منخفضاً في شرق آسيا والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفي جميع أنحاء إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، كما أن الالتزام السياسي متدن ولا يتم تخصيص أموال كافية من أجل الحد من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية بين الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن.

وتتجاوز نسبة انتشار فيروس نقص المناعة البشرية بين الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات عن طريق الحقن الـ 10 في المئة في عشر دول. وتخصص هذه الدول أقل من 5 في المئة من الانفاق على فيروس نقص المناعة البشرى لبرامج الحد من الضرر.

وفي العام 2012 كان ما يقدر بنحو 18.9 مليار دولار متاحة لبرامج فيروس نقص المناعة البشرية في الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل - بزيادة قدرها 10 في المئة عن العام 2011. وقد أشار التقرير إلى أنه على رغم أن التمويل الدولي الخاص بفيروس نقص المناعة البشرية ظل ثابتاً، زادت الدول المنخفضة والمتوسطة الدخل من التمويل المخصص لمكافحة الفيروس حيث بلغت نسبة التمويل من المصادر المحلية أكثر من نصف الانفاق المخصص لفيروس نقص المناعة البشرية في العام 2012.

وتشير تقديرات برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) إلى أن الفاتورة السنوية لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية ستبلغ ما بين 22 و24 مليار دولار.

العدد 4171 - الخميس 06 فبراير 2014م الموافق 06 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً