العدد 4171 - الخميس 06 فبراير 2014م الموافق 06 ربيع الثاني 1435هـ

تظاهرات احتجاج على الوضع الاقتصادي في البوسنة تنتهي باحراق المقر الرئاسي

توزلا (البوسنة والهرسك) - أ ف ب 

تحديث: 12 مايو 2017

تحولت تظاهرات جرت اليوم الجمعة (7 فبراير / شباط 2014) في البوسنة احتجاجا على تردي الوضع الاقتصادي الى اعمال شغب انتهت باحراق المقر الرئاسي في ساراييفو اضافة الى مقرات ادارات محلية في العاصمة وتوزلا وموستار.

وحصلت مواجهات بين المتظاهرين والشرطة ادت الى وقوع نحو 150 جريحا بينهم 80 في ساراييفو و50 في زينيتشا (وسط) غالبيتهم اصاباتهم طفيفة. كما وقع نحو عشرة جرحى في توزلا في شمال شرق البلاد بينهم متظاهر وشرطي بحالة خطرة.

وجرت هذه الاحداث في اليوم الثالث على التوالي لتظاهرات الاحتجاج التي لم تعرف هذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة مثيلا لها، وهي تعكس يأس السكان من الطبقة السياسية في البلاد الغارقة في خلافاتها الداخلية والعاجزة عن انهاض اقتصاد البلاد منذ انتهاء الحرب الداخلية التي دامت بين 1992 و1995.

في ساراييفو شارك نحو الف شخص في تظاهرة ثم هاجموا المبنى الذي يضم الادارة الاقليمية في العاصمة حيث "كسروا النوافذ واشعلوا النار في اكشاك الحراسة وفي مكاتب الادارة" حسب ما نقل التلفزيون الرسمي المحلي.

ثم توجه المتظاهرون الى مبنى القصر الرئاسي المجاور واشعلوا النار فيه التي امتدت من الطابق الارضي الى الطابق الثاني، حسب ما اعلنت وكالة فينا الرسمية للانباء.

وفي توزلا دخل نحو مئة من الشبان الملثمين من مشجعي فريق كرة القدم المحلي مقر الحكومة المحلية فخربوا اثاثه ورموا اجهزة تلفزيون من الشبابيك، ثم اشعلوا النار في الطابق الاول من هذا المبنى المؤلف من عشر طبقات امام نحو خمسة الاف متظاهر كانوا يصفقون لهم.

ومع ان عناصر الشرطة كانوا بالمئات في المكان لم يتدخلوا واكتفوا بالانسحاب نحو مئة متر الى الوراء لحماية مبنى يضم اجهزة الطوراىء في توزلا. كما عمل رجال الاطفاء على اخماد الحرائق التي اشعلت في مبنيين تابعين لبلدية المدينة.

والقى علاء الدين سيرانوفيتش احد قادة المتظاهرين كلمة امام الحشد في توزلا قال فيها "انهم يسرقوننا منذ نحو 25 عاما ويخربون مستقبلنا. لا بد من ان يرحلوا"، في اشارة الى السياسيين في البلاد.

وفي زينيتشا حصلت مواجهات بين نحو ثلاثة الاف متظاهر وقوات الامن اوقعت نحو 50 جريحا بينهم خمسة عناصر من الشرطة.

وفي موستار في الجنوب احرق المتظاهرون الغاضبون مقر البلدية في المدينة.

وعنونت صحيفة اوسلوبوديني "الربيع البوسني".

وتعاني البوسنة من فساد مستشر في الدوائر الحكومية، وتعتبر هذه الجمهورية الصغيرة بسكانها البالغ عددهم 3,8 ملايين نسمة احدى افقر دول اوروبا.

وتصل نسبة البطالة فيها الى 44% من السكان العاملين، الا ان البنك المركزي يعتبر ان عدد العاطلين عن العمل يبلغ 27,5% لان الكثيرين يعملون من دون التصريح بذلك.

ويبلغ متوسط الاجور في البوسنة 420 يورو ويعيش خمس السكان في حالة من الفقر حسب احصاءات رسمية.

وقال المحلل البوسني وحيد سيهيتش "ان عدد الاشخاص الذين يعيشون في بؤس يزداد يوميا والشعب فقد الامل ولم يعد يثق بامكانية تحسن اوضاعه. لذلك فان التظاهر هو التعبير الوحيد لما يعانون منه لاسماع صوتهم".

وصاح احد المتظاهرين في توزلا مخاطبا عناصر الشرطة "انتم اخوة لنا ورفاقنا وجيراننا عليكم ان تنضموا الينا".

وشهدت مدينة توزلا الخميس مواجهات عنيفة بين الاف المتظاهرين وقوات الامن ادت الى وقوع 130 جريحا غالبيتهم من عناصر الشرطة. كما حصلت اعمال نهب في المدينة واعتقل ثمانية متظاهرين.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً