العدد 4180 - السبت 15 فبراير 2014م الموافق 15 ربيع الثاني 1435هـ

هل مازالت شعوبنا العربية في ورطة الحكام؟

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

ربنا اعطني الشجاعة كي أتمكن من احتمال الأشياء التي لا أحبها والصبر والسلوان على مواجهة وتحمل ما لا يمكنني تغييره.

أبدأ هذه المقدمة لشعوري بالآلام والأوجاع لما تمر به بلادنا العربية من مآسٍ، ولم أتوقع أن الحال سيستمر ويطول وبهذا الشؤم والانحدار، من سياسة واقتصاد وثقافته وسلوكيات، وكيف أن الجميع من ساسة ومسئولين باتوا ضائعين معاً والشعوب في باخرة واحدة! يتخبطون في قراراتهم وتصرفاتهم ويبدو أنهم قد أضاعوا الوجهة الصحيحة لدفة الإنقاذ، وباتت الحرائق في الشوارع وخراب الأماكن مستمرة، وكم ذهب من ضحايا ودماء الشهداء الأبرياء والمسجونين طلباً للحرية والعدالة الاجتماعية.

ولو أدرك الحكام العرب أنه بقليلٍ من التنازلات والحكمة والإقلال من السطوة والسلطة، وتخفيض الثروات إلى قصرٍ وبليون واحد فقط عوضاً عن المليارات! والاهتمام بنشر العدالة على نطاقٍ أوسع.

ولكن المشكلة أن الحكام العرب لا يرون تلك الشعرة الخفيفة التي تفصل ما بين العدالة والظلم ويظنون أن ما اكتسبوه خلال السنوات الماضية في الحكم هو من حقوقهم الشرعية والمُنزلة من السماء وأنه هو العدل، ولأبد الدهر، بينما ترى الشعوب يقيناً بأن العدالة لا تكون إلا بالتوزيع المتساوي لثروات البلاد لأبنائها، ودون غيرهم من الأجانب من المتجنسين الجُدد، وبذا لا بأس من التغاضي عن القصر الكبير والمليار.

ومع ذلك لم يتعلموا الدروس من التاريخ وعلى الشاشات ويستمرون في تكرار الأخطاء ذاتها.

ويزداد التخبط والعشوائية في محاولاتٍ ما بين الغالب والمغلوب، وبتأجيج أعتى الأسلحة والترسانات وتعبئة الجيوش للقهر ولإسكات الأصوات التي تطالب بحقوقها

وقد ينجح الغالب إلى حين.

ولكن الخَلق الكوني لن يسكت ولن ينضبط إلا بالعدالة الإلهية لأن الله سبحانه قد خلق الأشياء كلها بموازين العدل والقسط

وتتكرر الانتفاضات في كل حين، إلى أن يأتي اليوم الموعود (وما ضاع حقٌ وراؤه مُطالب وإلى أن تنتصر الشعوب).

وأما البشر فهم يتواصلون بالطاقة المنتشرة حولهم والتي خلقها الله تعالى حولنا لنتعاون ونشعر ببعضنا البعض من خلال خيوطٍ غير مرئية تربطنا وتقوم بنقل أحاسيسنا عن طريقها، سواء في الخير أو الشر.

وكلما انتشرت العدالة والحرية والمحبة ازداد الفرح والتسامح والنشاط الإنساني ويعم الخير أرجاء البلاد وتصبح الطاقة إيجابية.

أما إذا كانت البلاد تعيش الفوضى في الظلم واستعباد الحريات والقتل والتكبيل والفساد فتنتشر الطاقة السلبية السوداء وتتشابك الأسلاك التي تربطنا مُعبرة عن الخوف والقلق والكآبة والشعور بالسوداوية والتي لن يسلم منها أحد حتى المرفهين منهم.

وتنتشر تلك الموجات السلبية في الفضاء الأرضي حول مواطن الآلام والتي قد توجعنا وتشعرنا بالآلام الجسدية أو النفسية أحياناً، وتزداد حينما يبكي المظلومين في السجون، وينام الأيتام دون عشاء وتنتهك الحُرمات وإذا ما سكتنا أو سئمنا الكفاح وإلى الآن لا تعرف الأسباب لهذه الأوجاع ما يزيد شعورنا بالضيق الداخلي.

وقد تنعدم السعادة وبراءة الوجوه من معظم البشر، ويصبح طعم الحياة لاذعاً.

وتنتشر الأمراض الغريبة والنفسية والمسرطنة من حياتنا كل ذلك بسبب انتشار تلك الطاقة السوداوية والمليئة بالأفعال السيئة في محيطنا الإنساني وتتضاعف إذا ما كانت في البلاد نفسها.

حينها نرتجي من الحكام العرب التفكير الهادئ والمدروس بحكمة العقل والعمل على تهدئة الأوضاع لتحقيق العدالة السماوية للشعوب لإزالة هذه الغيمة وأن يُدرك النظام بأن الظالم لن يسلم أبداً من المظلوم مهما حاول أو كان يدعي السعادة وأنها تصيبهم أينما كانوا أغنياء أو فقراء أو في أبراجٍ مُشيدة.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 4180 - السبت 15 فبراير 2014م الموافق 15 ربيع الثاني 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 8:34 ص

      مقالا رائعاً

      لأحد بهذه الاساسيه يا شيخه الناس همها تعيش وبس ... فيه ضحايا كثير وياريتهم بس يوتعون بان الله واحد والدنيا فانيه وأعمارهم قصيره حتى يعطون حقوق الآخرين ودمت المقاله اللذيذة

    • زائر 4 | 8:22 ص

      الطاقه رمز الحياة

      أعجبني جداً الربط مابين الطاقه والسياسيه والحكام وهي الدراسات الحديثه المتطوره الآن التي ترينا ان الطبيه المتوسطي والفقيرة اكثر ساعده سعادة من الأغنياء ممن يحاولون شراؤها بأموالهم ويفشلون

    • زائر 3 | 5:23 ص

      الطغاة لهم قراءتهم الخاصة لمقالك..

      هم دائما ينظرون إلى الأصوات التي تدعوا للعدالة الإجتماعية و المقالات المنصفة التي تشخص الواقع الأليم على أنها أصوات تحرض على كراهية النظام و مقالات بمثابة بذور مؤامرة للإنقلاب.. في النهاية الحكام الطغاة يعتبرون الشعوب عبيدا لهم فهم لا يعبأون حتى لو احترق كل شيء..و لكن إرادة الله ستركعهم كما أركعت غيرهم.

    • زائر 1 | 12:02 ص

      الامريكان والغرب سيد الموقف

      من يتحكم فينا وفي مصيرنا عفنة من الغرب والامريكان
      ليس من صالحهم الاستقرار
      وخير مثال العراق
      هم سبب كل ما يعاني من الشعب العراقي
      لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى ....

اقرأ ايضاً