العدد 4185 - الخميس 20 فبراير 2014م الموافق 20 ربيع الثاني 1435هـ

اوباما يعرب عن "التأييد القوي" لحقوق التيبت خلال لقائه الدالاي لاما

أعرب الرئيس الاميركي باراك اوباما اليوم الجمعة (21 فبراير / شباط 2014) عن "دعمه القوي" لحقوق الانسان في التيبت وذلك خلال لقائه مع الدالاي لاما، الزعيم الروحي للتيبتيين، متحديا الصين التي قالت ان اللقاء "سيضر جديا" بالعلاقات الثنائية.

وجرى اللقاء في غرفة الخرائط في الطابق الأرضي من مقر سكن الرئيس وليس في المكتب البيضاوي الذي يستخدمه اوباما في العادة للقاء المسؤولين والزوار الاجانب.

ولم يشاهد الدالاي لاما اثناء وصوله الى البيض الابيض، وفي مؤشر على الحساسية الدبلوماسية للزيارة قال البيت الابيض انه لن يسمح للصحافة بحضور اللقاء.

وجاء في بيان للبيت الابيض ان "الرئيس جدد التاكيد على دعمه القوي للحفاظ على التقاليد الدينية والثقافية واللغوية للتيبت وحماية حقوق الانسان للتيبتيين في جمهورية الصين الشعبية".

واضاف البيت الابيض ان اوباما دعم مسار الدالاي لاما "الوسطي" الداعي للحوار السلمي، وشجع الصين على اسئتناف المحادثات المتوقفه مع ممثلي الزعيم المنفي.

واكد ان "الرئيس جدد التاكيد على الموقف الاميركي بان التيبت هي جزء من جمهورية الصين الشعبية وان الولايات المتحدة لا تدعم استقلال التيبت".

واشار الى ان "الدالاي لاما اكد انه لا يسعى الى استقلال التيبت ويامل في استئناف الحوار بين ممثليه والحكومة الصينية".

واشاد لوبسانغ سانغاي رئيس وزراء التيبت في المنفى بالرئيس الاميركي لعقده اللقاء الثالث مع الدالاي لاما منذ توليه الرئاسة، حيث التقى الرجلان الحائزان على جائزة نوبل للسلام اخر مرة في البيت الابيض في 2011.

واضاف سانغاي ان الرجلين ناقشا وضع حقوق الانسان داخل مناطق التيبت التي يحكمها الصينيون.

واكد ان اللقاء "يبعث برسالة قوية جدا للتيبتيين داخل التيبت لانه يمنحهم املا بان اصواتهم مسموعة حتى من قبل اقوى رجل في العالم".

واستدعى نائب وزير الخارجية الصيني زهانغ ييسوي مساء الجمعة القائم بالاعمال الاميركي للاحتجاج على اللقاء، بحسب الاعلام الصيني الرسمي.

وذكرت وكالة الصين الجديدة للانباء ان زهانغ ابلغ القائم بالاعمال الاميركي دانييل كريتنبرينك ان "الصين تعرب عن غضبها الشديد ومعارضتها القوية" للقاء.

وكانت بكين التي تصف الدالاي لاما بانه "ذئب في ثوب حمل" وتتهمه بالسعي لاستقلال التيبت، اعلنت قبيل اللقاء انها تعارض حصوله.

وصرحت هوا شونينغ المتحدثة باسم وزارة الخارجية في بيان ان "الصين تعارض ذلك بشدة".

وقالت "ندعو الجانب الاميركي الى التعامل مع القلق الصيني بجدية والغاء الاجتماع المقرر فورا".

ووصفت هوا الدالاي لاما بانه "منفي سياسيا يشارك باستمرار في نشاطات معادية للصين تحت غطاء الدين".

وقالت "ندعو الولايات المتحدة الى عدم منحه قاعدة لنشاطاته الانفصالية"معتبرة ان هذا اللقاء "ينتهك بشكل خطير القواعد التي تحكم العلاقات الدولية".

واكدت ان اللقاء سيشكل "تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للصين"، موضحة انها نقلت الى السلطات الاميركية "الاحتجاجات الرسمية للصين".

الا ان سانغاي نفى الادعاءات الصيينية وقال ان الدالاي لاما اوضح انه لا يحمل رسالة "مناهضة للصين" ويسعى بطريقة سلمية للحصول على حكم ذاتي اوسع للتيبتيين وفي الوقت ذاته القبول بحكم بكين.

وذكرت وكالة الصين الجديدة الحكومية الرسمية في تعليق لها على ان "الدالاي لاما هو فار سياسي تحرض جماعته على النشاطات الانفصالية بما فيها حرق انفسهم".

وتعارض الصين منذ عقود اي لقاء بين مسؤولين اجانب والدالاي لاما الذي فر الى الهند في 1959 بعد انتفاضة فاشلة ضد الحكم الصيني.

وياتي رد فعل الصين التي تبدي استياءها بشكل منهجي كلما استقبل زعيم اجنبي الدالاي لاما، في سياق تزايد الملفات الخلافية مؤخرا بين القوتين الاقتصاديتين الاوليين في العالم.

وخلال السنوات القليلة الماضية اضرم اكثر من 120 تيبيتيا النار في انفسهم احتجاجا على ما يعتبرونه اضطهادا من الحكومة الصينية لهم والتحكم بحقهم في ممارسة ديانتهم.

ويندد العديد من التيبتيين بتزايد هيمنة اتنية الهان التي تشكل الغالبية العظمى في الصين وبقمع ديانتهم وثقافتهم معتبرين انها المستفيد الاول من التنمية الاقتصادية في منطقتهم.

وياتي اللقاء بين اوباما والدالاي لاما عقب زيارة وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاسبوع الماضي الى الصين، قبل انعقاد قمة اسيا والمحيط الهادئ في الدولة الشيوعية في تشرين الثاني/نوفمبر والمتوقع ان يشارك فيها اوباما.

ومن المقرر ان يزور اوباما اسيا في نيسان/ابريل، الا انه من غير المقرر ان يتوقف في الصين رغم ان الزيارة سيهيمن عليها توتر العلاقات بين بكين وجاراتها.

وتعرض اوباما لانتقادات داخلية في 2009 عندما لم يلتق الدالاي لاما خلال زيارته واشنطن، رغبة منه في ان يبدأ رئاسته الجديدة بالشكل الصحيح.

الا ان التفاؤل الذي ساد الايام الاولى من رئاسة اوباما تضاءل بعد ان ضغطت الولايات المتحدة على الصين في عدد من القضايا من بينها الخلافات على الاراضي مع اليابان والفيليبين حليفتا واشنطن، وحملة التجسس الالكتروني التي تتهم بكين بالقيام بها.

وفي مقابلة مع مجلة "تايم" قببل اللقاء مع اوباما، اشاد الدالاي لاما بالرئيس الصيني شي جينبينغ لمحاربته الفساد.

الا انه دان الرقابة ودعا الى تحسين النظام القضائي في الصين ليصل الى المعايير الدولية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً