العدد 4193 - الجمعة 28 فبراير 2014م الموافق 28 ربيع الثاني 1435هـ

السفير الأوكراني لدى الأمم المتحدة يعرب عن استياء حكومته من وجود قوات روسية في شبه جزيرة القرم

أحاط المندوب الأوكراني الدائم لدى الأمم المتحدة، يوري سيرغيف، مجلس الأمن الدولي، حول آخر التطورات في البلاد، معرباً عن استياء حكومته من وجود قوات روسية في شبه جزيرة القرم.

وقال سيرغيف للصحافيين، عقب عقد مجلس اللأمن جلسة طارئة حول أوكرانيا، انه أحاط المجلس الأمن حول آخر التطورات في البلاد، بما في ذلك إنشاء حكومة جديدة بدعم من الأغلبية الدستورية لنواب البرلمان، الأمر الذي لم يظهر فقط دعم القيادة الجديدة ولكن أيضاً المعارضة.

وأضاف "لقد تم الإعلان عن برنامج الحكومة، برنامج يقدم رؤية للتعامل مع الأزمة الراهنة، ومعالجة أسبابها، وكيفية إعادة الاستقرار"، مشدداً على ان "أساس هذا البرنامج هو تقديم المعلومات للمجتمع المدني على أساس المبادئ الديمقراطية وضمان حقوق كل الأقليات بما في ذلك اللغات".

وتطرق المندوب الأوكراني إلى الأحداث الأخيرة في شبه جزيرة القرم، فقال إن البرلمان أصدر قراراً يشير إلى الوجود الخارجي فيها يشجع على النزعة الانفصالية والاشتباكات.

وقال سيرغيف "أعتدت مجموعة مجهولة على البرلمان الأوكراني ووزراء الحكومة تحت تهديد الكلاشينكوف، وكان البرلمان قد قرر أن يجري الاستفتاء في مايو/أيار، وحدث نفس الوضع مؤخراً في مطارين بشبه جزيرة القرم، في سيبيرابل وبيلبيك، فقد منع أشخاص مجهولون مدججون بالسلاح الحركة في هذين المطارين".

وأشار إلى حركة القوات الروسية على أراضي أوكرانيا، قائلا إن حوالي 10 طائرات عسكرية روسية من طراز IL 76 عبرت الحدود بشكل غير قانوني، بالإضافة إلى 11 مروحية هجومية عسكرية من طراز MI 24.

وأعرب السفير الأوكراني عن قلق حكومته الشديد واستياءها من الإعلان الأخير الذي نشرته وزارة الخارجية الروسية على موقع (فيسبوك) وفيه تعليمات إلى قنصليتها العامة في سيمفروبول الأوكرانية ببدء منح الجنسية الروسية لأفراد قوات الشرطة الخاصة الاوكرانية "بيركوت".

وأوضح السفير الأوكراني ان هذه الوحدة شاركت في أعمال وحشية في شوارع كييف ومن ثم تم صرفها بقرار من وزارة الداخلية.

من جهته قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، إن الإخلال بالاتفاق مع المعارضة في أوكرانيا فور توقيعه يعد عنصراً أساسياً في عدم الاستقرار والمشاكل بمناطق مختلفة من البلاد.

وبعد الاجتماع الطارئ حول أوكرانيا، قال تشوركين للصحافيين "هناك بعض العناصر الرئيسية في هذا الاتفاق مع المعارضة في أوكرانيا، أولاها العملية الدستورية التي يتم في إطارها التشاور مع جميع الأطراف في أوكرانيا للاتفاق على دستور يلبي مصالح جميع الأطراف والمناطق".

وأضاف ان "العنصر الثاني هو ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية، والثالث هو تخلي الراديكاليين، أولئك الأشخاص الذين يحملون المسدسات في الشوارع، عن أسلحتهم".

ولفت إلى ان الاتفاق نص على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بنهاية العام الحالي، وإجراء تحقيقات مشتركة من السلطات والمعارضة حول أعمال العنف.

وأضاف السفير الروسي ان تجاهل كل هذه العناصر تسبب في انعدام الاستقرار وأثار الشعور بالقلق في بعض المناطق بأوكرانيا.

وقال ان الحكومة الحالية لا يمكن أن توصف بأنها حكومة وحدة وطنية لأنها تضم أشخاصاً من أقاليم معينة بوسط وغرب أوكرانيا، ولا تضم ممثلين عن القوى السياسية المختلفة.

وتحدث تشوركين عن القلق الذي أثارته بعض الخطوات المتخذة من قبل السلطة الحالية في كييف وخاصة في جمهورية القرم التي تتمتع بالحكم الذاتي.

واعتبر تشوركين انه "يجب أن يفكر المجتمع الدولي في الكيفية التي ستجرى بها العملية السياسية التي وضعها اتفاق الحادي والعشرين من شباط/فبراير، وأعتقد ان ذلك وحده هو الذي سيوفر أرضية صلبة للأشكال المختلفة من المساعدات بما في ذلك المساعدات المالية لأوكرانيا والتي تحدث عنها بعض الزملاء في مجلس الأمن".

وكان مجلس الأمن الدولي أعرب عن دعمه لوحدة أوكرانيا وسلامة أراضيها وسيادتها، مؤكداً أهمية ضبط النفس من قبل جميع الأطراف السياسية في أوكرانيا.

وبعد الاجتماع الطارئ الذي عقده، قالت رئيسة المجلس للشهر الحالي والمندوبة الدائمة لليثوانيا، ريموندا مورمو كايته، إن الاجتماع الطارئ الذي تم عقده جاء بناء على طلب السفير الدائم لأوكرانيا لدى الأمم المتحدة للنظر في الوضع الحالي في بلاده.

وأضافت كايته "استعرض أعضاء مجلس الأمن التطورات الأخيرة بقلق في هذا البلد، وخلال تلك المناقشات أعرب أعضاء مجلس الأمن عن دعمهم لوحدة أوكرانيا وسلامة أراضيها وسيادتها".

وتابعت "وافق أعضاء المجلس على أهمية ضبط النفس من قبل جميع الأطراف السياسية في أوكرانيا، ودعوا إلى الحوار الشامل اعترافاً بالتنوع في المجتمع الأوكراني".

وكان السفير الدائم لأوكرانيا لدى الأمم المتحدة، قد وجه رسالة إلى رئيسة مجلس الأمن طلب فيها عقد اجتماع عاجل، للاطلاع على تدهور الأوضاع في جمهورية القرم المتمتعة بالحكم الذاتي في أوكرانيا والذي قد يهدد السلامة الإقليمية لأوكرانيا.

من جهتها أعربت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سامانثا باور، عن دعم أميركا للشعب الأوكراني، في تقرير مصيره وحكومته ومستقبله.

وقالت للصحافيين "نحن منزعجون بشكل كبير إزاء التقارير التي تفيد بالانتشار العسكري الروسي في القرم، وتدعو الولايات المتحدة روسيا إلى سحب القوات العسكرية المحتشدة في المنطقة وأن تتراجع وتتيح للشعب الأوكراني فرصة تشكيل حكومتهم وتقرير مصيرهم وأن يفعلوا ذلك بدون ترهيب أو خوف، وندعو جميع الدول إلى احترام سيادة أوكرانيا".

وأضافت السفيرة الأميركية ان أمام المجتمع الدولي فرصة ومسؤولية للوقوف بقوة إلى جانب الشعب الأوكراني ومنع أي عنف لا داعي له.

وأكدت على أهمية أن يعيد مجلس الأمن التأكيد على عدة مبادئ منها وحدة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية والحاجة إلى إجراء حوار سلمي ومنع وقوع مزيد من العنف وحقيقة أن مستقبل أوكرانيا يجب أن يحدده الأوكرانيون دون غيرهم.

وقالت باور "خلال الأيام الماضية شهد العالم للدعم الهائل الذي تلقته الحكومة الجديدة في أوكرانيا من كل الأطراف الرئيسية داخل البلاد، وفي نفس الوقت نقر بأن تلك الحكومة المشكلة حديثا تتطلب مساعدة دولية فيما تحاول تصحيح الفشل الاقتصادي وعدم المساواة السياسية للإدارة السابقة".

وشددت على ان "العامل الرئيسي لتحقيق ذلك وضمان استقرار أوكرانيا وأمنها الاقتصادي يعتمد على إقامة علاقات سليمة مع جميع جيرانها بما في ذلك روسيا والاتحاد الأوروبي".

ورحبت باور بتشكيل الحكومة الأوكرانية، وقالت إن تشكيل مجلس الوزراء كان جامعاً وممثلاً لكل الأطراف، مهنئة أعضاء البرلمان والشعب الأوكراني على الإنجاز الذي وصفته بالتاريخي.

وأكدت السفيرة الأميركية ضرورة أن تواصل الحكومة الجديدة انخراطها مع الأقليات من أجل تهدئة الوضع، وشددت على أهمية ذلك خاصة في شبه جزيرة القرم التي شهدت أفعالاً وخطاباً بشكل قد يهدد وحدة أوكرانيا واستقرارها.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً