العدد 4199 - الخميس 06 مارس 2014م الموافق 05 جمادى الأولى 1435هـ

الأزمة القطرية - الخليجية: الكويت للوساطة .. و«أمانة التعاون» تلزم الصمت .. وتلويح بإجراءات أكثر تأثيراً

صحيفة الحياة السعودية (7 مارس 2014) 

تحديث: 12 مايو 2017

توقع مراقبون ومسئولون خليجيون أن تنشط الكويت في مسعى يهدف إلى رأب الصدع الذي يهدد البيت الخليجي، في أعقاب قرار السعودية والإمارات والبحرين (الثلثاء) سحب سفرائها من الدوحة. واستمرت تداعيات الأزمة أمس مع التزام الحكومات المعنية وأجهزتها الإعلامية ضبط النفس، فيما كالت صحف الدوحة الانتقادات للإجراء الثلاثي الخليجي. وتكهن مراقبون في غير عاصمة خليجية باحتمال مضي الدول الثلاث باتخاذ «عقوبات» في حق قطر تشمل إغلاق الحدود والأجواء.

وأشارت وكالات أنباء إلى تأثير محتمل للأزمة على الاستثمارات والتنمية. واتهمت وزيرة بحرينية قطر بالتورط في «مشاريع خطرة»، ومساندة «أطراف معادية لدول المنطقة». ووضعت وزيرة الدولة للإعلام المتحدثة الرسمية باسم الحكومة البحرينية سميرة رجب قرار بلادها بسحب سفيرها من الدوحة في إطار «دوافع خليجية مشتركة»، مقرّة بوجود «أزمة بين دول الخليج مع الدوحة»، والتي ألمحت إلى تورطها في «مشاريع خطرة»، ومساندتها «أطرافاً معادية لدول المنطقة».

وأكدت رجب لـ«الحياة» أن دوافع البحرين لسحب سفيرها من قطر «ناتجة من أسباب خليجية مشتركة وليست بحرينية صرفة، وتتقاسمها الدول الثلاث السعودية والإمارات والبحرين التي أشار إليها البيان المشترك، والمتضمنة مساندة قطر لأطراف معادية لدول المنطقة، والتدخل في الشأن الداخلي، وأيضاًَ الإعلام الموجه ضد المنطقة عموماً والبحرين خصوصاً».

ووصفت رجب ذلك بـ«المشاريع الخطرة»، مؤكدة وجود «أزمة بين دول الخليج الشقيقة». وقالت: «نتمنى ونأمل بأن تحل هذه الأزمة في أقرب فرصة». وعلّقت الوزيرة البحرينية على ما أشار إليه تقرير بسيوني الصادر أواخر العام 2011 حول اقتراح قطري بـ«تشكيل حكومة انتقالية في البحرين»، بالقول: «ليس هناك ما يدعى بالحكومة الانتقالية في البحرين، ونتمنى أن تعود الأوضاع إلى مسارها الطبيعي».

وحول وجود مساعٍ كويتية لرأب الصدع بين الدول الثلاث من جهة وقطر من جهة أخرى، قالت رجب: «كانت مبادرة بدعوة من رئيس مجلس الأمة الكويتي أمس، والكويت تقوم الآن بهذا الدور».

وبحسب مراقبين، فإن قرار سحب السفراء محاولة شديدة الجدية لإعادة رسم مستقبل الأمن الخليجي والإقليمي، وسط الهزات العنيفة التي ضربته خلال الأعوام الثلاثة الماضية. ولاحظوا أن الكويت تقف على الحياد حتى الآن، منذ إعلان الدول الثلاث قرارها مفضلة على ما يبدو موقف الوسيط والساعي إلى التوافق والمصالحة. وعلمت «الحياة» من مصادر كويتية رفيعة أن موقف بلادها من الأزمة الخليجية «لم يتضح حتى الآن»، داعية إلى «مزيد من التريث لحل الأزمة»، في حين التزمت مسقط الصمت، وكذلك الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي.

ونقلت «رويترز» عن مصادر مقربة من الحكومة القطرية أن الدوحة لن ترضخ لمطالب دول الخليج الثلاث لتغيير سياستها الخارجية، ما يشير إلى أن الدوحة لن تتخلى على الأرجح عن دعم الإخوان المسلمين في مصر والإسلاميين في سورية.

وأشار مصدر مقرب من الحكومة القطرية أمس (الخميس) إلى أن قطر لن ترضخ، وقال: «لن تغير قطر سياستها الخارجية بغض النظر عن الضغوط. هذا الأمر مسألة مبدأ نتمسك به، بغض النظر عن الثمن». وأشار أيضاً إلى أن قطر لن تتخلى عن استضافة أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين، بمن فيهم يوسف القرضاوي.

إلى ذلك، علمت «الحياة» أنه لا صحة لإغلاق مكاتب الجزيرة العاملة في المملكة، وذكرت مصادر أنه حتى الآن لم يصدر أي شيء في هذا الشأن .





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً