العدد 4201 - السبت 08 مارس 2014م الموافق 07 جمادى الأولى 1435هـ

رياح الأزمة الأوكرانية وأثرها على المنطقة العربية

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

على الرغم من أهمية التطورات المتعلقة بأزمة أوكرانيا، إلا إن الاهتمام الشعبي العربي كان «أكبر من المتوقع»، خصوصاً في ظلّ ما تشهده العديد من البلدان العربية من أحداث، ما دفع الكثير في المنطقة لمتابعة الأمر عن كثب، ومقارنته بما يحصل من أوضاع في الشارع العربي خصوصاً من بعد مرور ثلاث سنوات على الربيع العربي.

ووفقاً لما رصدته «سكاي نيوز عربية» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، انقسم المتصفحون والمتابعون لهذا الخبر بين مؤيد لما قام به الأوكرانيون في كييف واستيلائهم على السلطة معتبرين أن ما حدث شبيهٌ بالربيع العربي، بينما أيّد البعض الآخر ما قام به الروس في القرم، معتبرين أنه يصب في خانة معاداة أميركا والغرب. وبشكل عام – بحسب «سكاي نيوز»- فقد أيّد معارضو الدور الروسي في سورية، أوكرانيا وعارضوا تدخلها في تلك الجمهورية السوفياتية السابقة، في حين أيد الموافقون على الدور الروسي في سورية ما تقوم به موسكو في القرم وحيال كييف.

ويخوض الطرفان حرباً كذلك بالوكالة في التعليق على الأنباء المتعلقة بأزمة أوكرانيا، ويدخل على الخط المؤيّدون للرئيس السوري بشار الأسد وأولئك المعارضون له والمؤيدون للجيش الحر، وكذلك المؤيدون لوزير الدفاع المصري المشير عبد الفتاح السيسي والمعارضون له والمقربون من الإخوان المسلمين وفكرهم، بالإضافة إلى مؤيدي حزب الله اللبناني والمعارضين له.

هذا الرصد مثيرٌ للاهتمام والتحليل ويعكس كيف تقود وجهات النظر العربية كلا وبحسب ظروف البلد العربي ومن يقف مع من، ومن يقف ضد من. كما لا يمكن تجاهل الدور الروسي في عددٍ من الملفات العربية وعلى رأسها الملف السوري، فهذا يوضح مدى عمق وأثر الدور الذي يلعبه كلٌّ من روسيا والولايات المتحدة في كيفية التعامل مع الملفات السياسية العربية والقلاقل وفقاً للمصالح التي تثير اهتمام الدولتين.

وقد يكون «الربيع الثوري المتنقل» الذي انطلق منذ ثلاث أعوام في المنطقة العربية، والآن انتقل إلى أوكرانيا، يفتح شهية الشعوب إلى البحث عن وسائل التغيير... تلك الوسائل التي مازال يبحث عنها الشارع العربي الذي يقاوم فكرة تطبيق المعايير الديمقراطية الصحيحة في أنظمتها السياسية، والتي يعني تطبيقها نهاية الديكتاتوريات الجاثمة على صدور المواطنين المطالبين بحلولٍ لأوضاعهم السياسية والاقتصادية المتردية في ظل غياب عدالة حقيقية.

وما يحدث في أوكرانيا اليوم سيؤثر دون شك على موقف روسيا مما يحدث في سورية، وكما يبدو أن الصراعات القائمة في المنطقة العربية لن تكون بمنآى عمّا يحدث في أوكرانيا، أو حتى ما يحدث في الشارع في فنزويلا التي تشهد هي الأخرى تقلبات حالياً في مناخها السياسي. أضف إلى ذلك ما سيؤول إليه الانفتاح بين واشنطن وطهران، بما من شأنه أن يؤثر على موقف إيران مما يجري في سورية، والعكس صحيح.

لقد دخل العالم مرحلة أخرى من الصراع، هذا الصراع الذي يقاوم التغيير بأوجه مختلفة، فهو في بلدانٍ يحتاج إلى حلٍّ سياسي بحسب مصلحة الدول الكبرى، وهو في بلدانٍ يحتاج إلى حلٍّ أمني أو عسكري، وأيضاً بحسب حاجة ومصالح الدول الكبرى.

الشعوب في كل بلد من بلدان العالم تبحث عن النظام السياسي الذي يكفل لها الحقوق العادلة من خلال التحرر من القبضة المانعة من التحرّر من تلك القيود السياسية وحتى الاجتماعية، التي مازالت تحد من انطلاقها كما في بعض بلدان المنطقة العربية.

رياح الأزمة الأوكرانية لن تمر بسلام على المنطقة العربية التي تشهد تفككاً في تكتلاتها الإقليمية، وربيعاً مايزال يبحث عن أرضية ليبني الدولة الديمقراطية التي تطالب بها الشارع العربي، لاسيما في بلدان الربيع العربي أو تلك التي مازالت تشهد احتجاجات أو تحول الحراك إلى حرب أهلية.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 4201 - السبت 08 مارس 2014م الموافق 07 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 12:12 ص

      النقطه الفاصله هي فلسطين

      اذا ارتي معرفة من الصائب البوصله هي قضية فلسطين في نهاية المسار وعليكي التحليل

    • زائر 1 | 12:11 ص

      النقطه الفاصله هي فلسطين

      اذا ارتي معرفة من الصائب البوصله هي قضية فلسطين في نهاية المسار وعليكي التحليل

اقرأ ايضاً