العدد 4204 - الثلثاء 11 مارس 2014م الموافق 10 جمادى الأولى 1435هـ

كابيتال كلوب يسلط الضوء على الآثار المستقبلية لإتفاقية إيران ومجموعة دول 5+1

ضمن السلسلة الحوارية المستمرة التي يقدمها كابيتال كلوب- نادي الأعمال الرائد في دبي وعضو مجموعة شركاء إنشاء - والرامية إلى تسليط الضوء على العديد من القضايا المالية والإستثمارية والإقتصادية في المنطقة، والتطورات المختلفة المؤثرة في المعادلات الإستثمارية الخليجية، استضاف النادي حواراً موسعاً حول الإتفاقية الجديدة التي أبرمتها طهران مؤخراً مع مجموعة دول 5+1 الخاصة بتقنين الأنشطة الإيرانية النووية ألقاها الخبير والمتخصص في شؤون العلاقات الإمريكية الإيرانية الدكتور تريتا بارسي.

وقال بارسي -الذي عمل في العلاقات الأمريكية الإيرانية على مدار 15 عاما - خلال كلمته:" تحظى الصفقة بقبول كلا الطرفين، ومن الصعب التنبؤ بتمديد الصفقة أكثر من مرةبعد انتهاء الأشهر الست الأولى لأسباب سياسية واضحة، فالإيرانيون متلهفون تماما لرؤية قرار نهائي سريع، وكلما كانت العملية أقصر كلما اقتربت الحكومة الإيرانية من إزالة العقوبات، وهي الجهة الأكثر حرصا على الوصول إلى مرحلة تنفيذ قرار تجميد العقوبات".

وأكد بارسي أن إيران تسير على الطريق الصحيح تماما في كل جزء من عملية التنفيذ حتى الآن وأن العملية تمضي قدما، وتشهد نجاحا، وتحقق نتائج ملموسة،ويبقى التحدي قائماً في المرحلة القادمة، والتي سيتم خلالها الوصول إلى بعض التنازلات وحلول الوسط من الجانب الأمريكي لأجل الوصول إلى حلول الوسط النهائية من الجانب الإيراني.

وفي هذا الصدد قالت إيما كولين مدير عام كابيتال كلوب: "الحديث عن هذا الموضوع هو حديث الساعة في الأوساط المتخصصة بعالم المال والأعمال والإستثمار في المنطقة، إذ سيلعب الإستقرار المنتظر الفرصة في دعم العلاقات الإقتصادية وتنمية التبادل التجاري تدريجياً باتجاه رفع العقوبات الإقتصادية عن إيران فيما لو أوفت بالتزاماتها امام المجتمع الولي حول نشاطها النووي، أو قد تنعكس المسألة فتقود لآثار سلبية في حال عدم الإتفاق، وكان لتنظيم هذه الجلسة في كابيتال كلوب أثراً طيباً في تواصل الأعضاء مع الدكتور بارسي الذي أسهم بخبرته الطويلة في وضع النقاط على الحروف حول مستقبل الإستثمار، ورسم ملامح نتائج الإتفاق خلال المرحلة القادمة".

ورد بارسي على المخاوف التي تحيط بظروف الإتفاق ونتائجه بالقول:" لو عدنا بالزمن الى الوراء لوجدنا أن إيران كانت الحليف الأهم للولايات المتحدة في المنطقة، ولو تكرر الموضوع فإنه سيؤثر لاشك على المشهد السياسي في دول مجلس التعاون والشرق الأوسط، حيث تسعى إيران إلى مكان بارز جدا في المنطقة، والطريقة الوحيدة لهذا البروز تكمن في تحدي القوة المهيمنة في المنطقة، وبالتالي فإن سيناريو عودة علاقات الشراكة الإيرانية الأمريكية الذي يثير مخاوف كبيرة في المنطقة هو غير مرجح على الإطلاق، لأن ذلك وبكل بساطة ليس النتيجة المرجوة لكلا الطرفين".

وأوضح بارسي أهمية الإتفاق الأخير لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، حيث ستكونالولايات المتحدة قادرة على كشف أي نشاط نووي إيراني سري منذ مراحله المبكرة، وبالمقابل، سيتم إعادة تأهيل إيران في المجتمع الدولي، والعودة إلى المنظومة السياسية والاقتصادية للمنطقة، وستحفظ كرامتها كونها لم تتنازل على القضية الجوهرية في التخلي عن حقها في برنامج تخصيب اليورانيوم،ولو مضت الإتفاقية في طريقها تعود إيران كدولة عادية منظوية تحت معاهدة عدم إنتشار الأسلحة النووية، ولا تختلف في هذا عن بلجيكا أو السويد أو اليابان، وفي ظل هذه الظروف، سيكون لإيران الحقوق ذاتها التي تمتلكها أي بلد أخرى في هذه المنطقة، بما في ذلك حق بناء منشآت وبنى تحتية نووية فيما لو قررت ذلك".

وحذر بارسي بأنه في حال انهيار المفاوضات، ستعتمد النتائج على سبب هذا الفشل، ومن المسؤول عن انهيارها، مشيرا بأن هناك آراء ترجح في حال فشل المفاوضات أن يكون هناك قوى تدفع نحو المواجهة العسكرية، وقال: "على عكس المحاولات الدبلوماسية السابقة التي لم تكن حاسمة، فإن هذه المرة سيتم استنزاف كافة الخيارات على الصعيد الدبلوماسي، ولكن هذا لا يعني بأن الفشل اليوم سينهي أي أمل في النجاح مستقبلا، ولكن الواقع السياسي يقول بأن الضغوط في الولايات المتحدة ستكون كبيرة نحو اتخاذ إجراء عسكري، سواءً من الداخل أو عبر الحلفاء في المنطقة، وإذا نجح الرئيس أوباما في السيطرة على هذه الضغوط خلال الفترة المتبقية من ولايته، فهذا لا يعني بأن الرئيس القادم الجديد لن يتعامل مع هذه الأزمة خلال الأشهر الأولى من فترته الرئاسية بما تحدده الظروف آنذاك".

جدير بالذكر، أن الإتفاق النووي الذي أبرم بين إيران ومجموعة دول 5+1 سيتم تنفيذه على مدى 6 أشهر قابلة للتمديد، ويتضمن التزامات عدة على طرفي الإتفاق، على أن يواصلوا نشاطاتهم لتنفيذه بهدف الحفاظ على الأجواء الإيجابية التي سادت المفاوضات وأسفرت عن تحقيق هذه الخطوة التي تلقي بظلالها على المنطقة بنوع من الترقب لمعرفة ماستسفر عنه خلال الفترة القليلة القادمة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً