رأى نائب رئيس جامعة البحرين للتخطيط والتطوير وهيب الناصر، أنَّ الملتقيات المرورية الحاشدة مع الشباب في الجامعة وغيرها تؤسس لوعي مروري يسهم في الوقاية من ويلات الحوادث القاتلة.

وقال الناصر في كلمة ألقاها يوم اليوم الأربعاء (12 مارس / آذار 2014) بالملتقى المروري الأول"شباب البحرين بلا حوادث"، إن الملتقى يعد أداة ورسالة تهدف إلى نشر الوعي بشأن الوقاية من الحوداث المرورية. وأضاف أن كل إصابة أو وفاة ناتجة من حادث مروري هي خسارة فادحة.

ونوه الناصر إلى أنَّ الجامعة حرصت على توظيف الحافلات لنقل الطلبة، أداء لمسؤوليتها في توفير خدمات نقل منتظمة عامة، وفي الوقت نفسه، تعد تلك الخطوة إسهاماً منها في التقليل من استخدام الطلبة لسياراتهم الخاصة، مما يقلل من الحوادث.

ونظمت الملتقى المروري الأول الإدارة العامة للمرور في وزارة الداخلية، بالتعاون مع عمادة شؤون الطلبة في جامعة البحرين، برعاية محافظ المحافظة الجنوبية الشيخ عبدالله بن راشد آل خليفة في مركز تسهيلات البحرين للإعلام، بمقر جامعة البحرين في الصخير.

وحضر الملتقى - الذي يقام بمناسبة أسبوع المرور الخليجي الثلاثين - مسئولون من بينهم: مدير عام مديرية شرطة المحافظة الجنوبية العميد الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، ومدير الإدارة العامة للمرور الشيخ ناصر بن عبد الرحمن آل خليفة، ونائب محافظ المحافظة الجنوبية فيصل راشد النعيمي، بالإضافة إلى وفود من دول مجلس التعاون الخليجي.

وأوصى ملتقى الشباب والحوادث المرورية بالعمل معاً للحد من الحوادث، مشدداً على أنَّ ذلك العمل مسؤولية جميع أفراد المجتمع فرداً فرداً.

وتضمن الملتقى ست حلقات، تهدف لتسليط الضوء على حوادث مرورية تتسبب في حدوثها فئة من الشباب، إذ تعد أكثر الفئات المتسببة في الحوادث المرورية، بحسب الأرقام والإحصاءات الرسمية.

وقدمت الباحثة في مركز دراسة المواصلات والطرق في جامعة البحرين ريم أكبري عرضاً عن وفيات حوادث الطرق. وذكرت أكبري أن نسبة 50% من الوفيات في الطرق تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 25 سنة، مشيرة إلى أن 50% من فئة الشباب الذين يتسببون في الحوادث حصلوا على رخص القيادة في فترة تقل عن ست سنوات فقط، وفقاً لإحصاءات منظمة الصحة العالمية، وذلك بسبب التهور والسرعة. وقالت " إن السرعة هي أم الحوادث".

ومن جهته، تحدث الملازم الأول بالإدارة العامة للمرور خالد بوقيس عن القوانين المرورية، وقال "إن القوانين وضعت لضبط سلوك الأفراد ومن أجلهم، ولتفادي الكثير من الحوادث".

وأشار إلى أنَّ "الحوادث في مملكة البحرين في العام الماضي بلغت حوالي 95 الف حالة، و90% من هذه الحالات سببها السائق نفسه، نتيجة لإهمال، و تهور، أو حالة نفسية".

وفي سياق الحديث عن الجوانب النفسية، أكدَّ استشاري الطب النفسي شبر قاهري أن الحوادث المرورية القوية قد تتسبب في صدمة نفسية شديدة، حيث تظل الصور والمشاهد التي عاشها أثناء الحادث باقية في ذهنه في اليقظة، ويستعيدها في صورة كوابيس وأحلام مزعجة أثناء النوم"، مشيراً إلى أن ذلك قد يحول دون ممارسة الإنسان حياته الاجتماعية بشكل طبيعي.

ونبه قاهري إلى أهمية أن يتلقى من يشاهد، و يعيش تجربة الحوادث المرورية المروعة وصفات علاجية من قبل مختصين نفسيين.

وفيما يتعلق بالتعامل مع المصابين في الحوادث المرورية، قال اختصاصي طب الطوارئ في مجمع السلمانية الطبي الدكتور رامي الأنصاري: "إنَّ دقائق معدودة تفصل بين الحياة والموت عند وقوع الحوادث الخطيرة، وعليه يجب تدريب الناس على إجراء الإسعافات الأولية تفادياً للوفايات، وتوصيتهم بضرورة الاحتفاظ بعدة الإسعافات الأولية، متحدثاً بنوع من الإسهاب الإنعاش القلبي الرئوي".

وفي الجانب الديني، تحدَّث رجل الدين الشيخ راشد الهاجري، وقال إن "سلوك أفراد المجتمع يحيلنا إلى الحكم على المجتمع نفسه، وخصوصاً السلوك والتصرفات والأخلاق والانضباط على الطرقات". وشدد على أن الأمة اليوم تعاني أزمة أخلاقية تحتاج إلى برنامج نهضوي لعلاجها.

وتحدث عبدالحسين ناصر من وزارة الأشغال عن الرؤية المستقبلية لتصميم الطرق بمملكة البحرين للتقليل الحوادث المرورية.

وعرض ناصر خلال حديثه العديد من المعلومات والإحصاءات بشأن الحوادث في البحرين، بالإضافة إلى العديد من الإنجازات التي حققتها الوزارة، بالتعاون مع إدارة المرور التي من شأنها أن تحدث نقلة نوعية في خفض معدلات الوفيات على الطرق.

وقال: "إن وزارة الأشغال حريصة على القيام بمسؤولياتها فيما يتعلق بالحفاظ على الروح البشرية وضمان سلامة جميع مستخدمي الطريق، وذلك بجهود المختصين في الوزارة والتكافل مع الجهات الحكومية والأهلية، ولاسيما الإدارة العامة للمرور التي تحمل على عاتقها نفس الهدف".