أحيت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" الذكرى الثالثة لزلزال وتسونامي اليابان الذي قتل أكثر من تسعة عشر ألف مواطن ياباني في الحادي عشر من مارس 2011 فيما شرد ما يزيد عن 350 ألف مواطن حسب إحصاءات الحكومة اليابانية.
أكثر من ثمانمئة طفل فلسطيني أطلقوا العنان لطائراتهم الورقية لتحلق في سماء غزة خلال فعالية نظمتها الأونروا إحياء للذكرى السنوية الثالثة للكارثة اليابانية وتعبيرا عن تضامن أطفال غزة مع أقرانهم في اليابان بمناسبة مرور ثلاثة أعوام على الهزة الأرضية العنيفة التي ضربت بلادهم.
وجرى تنظيم الفعالية بالقرب من مقر عيادة طبية ومساكن مولتها اليابان في خان يونس جنوب القطاع وبدأت بالوقوف دقيقة صمت حدادًا على أرواح ضحايا تسونامي اليابان.
القائم بأعمال مدير عمليات "الأونروا" في غزة سكوت أندرسون، قال إن فعالية طائرات الأمل الورقية تأتي لإظهار الدعم والتضامن مع ضحايا كارثة اليابان، وتسليط الضوء على العلاقة القوية التي تربط غزة مع اليابان.
"إن فعالية طائرات الأمل الورقية تعقد في غزة للمرة الثالثة لإظهار الدعم والتضامن مع ضحايا زلزال وتسونامي اليابان في عام 2011، ويظهر ذلك قدرة سكان غزة على إلهام الآخرين. لقد عقدت هذه الفعالية للمرة الأولى في اثنتين وعشرين مدينة في عام 2012، وكانت الفكرة مستلهمة من فعالية موسوعة غينيس للأرقام القياسية لتحليق الطائرات الورقية في غزة في عام 2011. وتؤكد هذه الفعالية العلاقة المقربة التي يتمتع بها سكان غزة والأونروا مع اليابان."
وقال أندرسون إن الطائرات الورقية ترسل رسالة حب وتضامن للعالم ورسالة بأن من حق أطفال غزة التمتع بالحرية..مشيرا إلى أن هذا الأمر لن يتحقق سوى بفك الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من سبعة أعوام.. وتحدث أندرسون عن دعم اليابان المتواصل للأونروا.
"لسنوات طويلة قدمت اليابان الدعم لبرامج الأونروا للاجئي فلسطين في غزة. حتى عندما كنتم تتعافون من الزلزال والتسونامي لم تنسوا سكان غزة. وشمل ذلك الدعم ثلاثة عشر مليون دولار لتمويل المشروع الإسكاني هنا في خان يونس بالإضافة إلى تبرعات سخية ساهمت في توفير الرعاية الصحية والتعليم لسكان غزة. إن الأونروا ممتنة لليابان لدعمها المتواصل لسكان غزة ولعلاقتنا المقربة."
من جانبه أشاد هوريوكو كاجيتا السكرتيرال أول بممثلية اليابان لدى السلطة الوطنية الفلسطينية في رام الله بموقف أطفال غزة التضامني رغم ما يواجهونه من تضييق ومآس بفعل الحصار.
"إننا نقدر كل التشجيع الذي تقدمونه لنا وخاصة الرسائل الدافئة التي يرسلها الأطفال الفلسطينيون للأطفال اليابانيين لإظهار تضامنهم وصداقتهم العميقة. إن الأطفال في غزة يعانون كثيرا من الحصار، ولكن هذا لم يمنعهم من التفكير في الأطفال الآخرين الذين يعانون في مناطق أخرى من العالم. إنه رمز قوي للتضامن، إن تحليق طائرات الأمل هنا سينشر الأمل ليس فقط في قلوب الشعب الياباني ولكن أيضا بين الأطفال الفلسطينيين. لذا أريد أن أشكر الأونروا لاستضافة هذه الفعالية والدعم المستمر للأطفال الفلسطينيين."
وقال إن بلاده مستمرة في الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني، وستعمل ما بوسعها لاستمرار الدعم الذي بدأ منذ عام 1953، وبلغ ذروته العام الماضي.
"إن الحكومة اليابانية عازمة على مواصلة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وخاصة في غزة لدعمه في مختلف المجالات من خلال الأونروا وغيرها من وكالات الأمم المتحدة. إننا نساعد اللاجئين الفلسطينيين من خلال الأونروا منذ عام 1953، والعام الماضي عام 2013 شهد أكبر المساهمات اليابانية السنوية على الإطلاق للأونروا، إذ بلغت 28.8 مليون دولار، بالإضافة إلى ذلك أعلنت حكومتنا المساهمة بستة عشر مليون دولار الشهر الماضي من بينها نحو خمسة ملايين لقطاع غزة."
الأطفال المشاركون رسموا على طائراتهم الورقية علمي فلسطين واليابان، وكتبوا عدة عبارات من بينها "يا طائرة الأمل من غزة حلقي بالسماء إلى اليابان.
الطفل رامي زريق، أحد عشر عاما، تحدث خلال الفعالية باسم أطفال غزة موجها رسالة إلى أطفال اليابان وقال
"باسم أطفال فلسطين، نرسل إليكم أحباءنا أطفال اليابان ومن خلال طائراتنا الورقية الصغيرة رسالة حب وأمل تضامنا ومؤازرة لما أصابكم من حدث جلل، ها نحن اليوم على ارض الحي الياباني الذي جادت به أياديكم الكريمة، نقف وقفة نشعركم فيها بأنكم لستم وحدكم"
حصار وفقر ومعاناة ..لم يمنعوا أطفال غزة من أن يرسلوا عبر طائراتهم الورقية رسالة لكل العالم، بأن ألمهم وفقرهم ومعاناتهم لن تمنعهم من الإحساس بمظالم وحزن الآخرين.
