العدد 4215 - السبت 22 مارس 2014م الموافق 21 جمادى الأولى 1435هـ

إضافة أربعة وثلاثين عاماً أخرى لعمر الإنسان

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

جين فوندا الممثلة الأميركية المشهورة، وهي أيضاً من الرواد في إنتاج الفيديو للرياضة المنزلية (workout exersice)، وذلك خلال فترة السبعينات من القرن الماضي، والذي تمتعت به الأجيال اللاحقة بممارسة رياضاتها المتنوعة من خلالها، وقبل انتشار النوادي الصحية الرياضية.
هي ابنة الممثل المشهور هنري فوندا، والذي أخذت عنه مواقفه الإنسانية الرائعة والمتميزة في التمثيل والحياة العامة ضد الظلم والعنصرية في أفلامه وحياته العامة.
أخذت عنه الكثير من مبادئه وأخلاقياته، ولها مواقف سياسية مشرّفة من الحروب التي خاضتها بلادها ضد فيتنام، وعملت كثيراً على مناهضتها بشتى الطرق، منها بأنها قدمت احتجاجها رسمياً للحكومة الأميركية عن التسبب في إنهاكها للجنود الأميركان وأمراضهم النفسية والتشوهات التي عادوا بها للبلاد عقب الخراب، وكذلك للشعب الفيتنامي الذي أصابه الكثير من الأذى، وبدون ذنب.
كما لها مواقف ضد التدخل الأميركي واحتلال العراق، وخاضت معارك واضحة، ودافعت لإنهاء تلك الحروب دائماً، وفي اعتراضها على السياسة الأميركية، وفي ابتزازها ثروات العالم، مما ازداد من شعبيتها وحب الكثيرين لها وتقديس مبادئها.
وفي إحدى مقابلاتها التلفزيونية مؤخراً، وحينما بلغت السابعة والسبعين عاماً، وعن السر في حيويتها وشبابها الدائم، وهي في قمة رشاقتها ووجهها يخلو من التجاعيد، وحينما سُئلت كيف تشعر؟ أجابت بأنها تشعر كما يبدو مظهرها رائعة بالفعل، ولم تنكر أنها أجرت العديد من العمليات للمحافظة على وجهها، وتناولت الهرمونات والڤيتامينات اللازمة لتعويض النقص والعناية قدر الإمكان بالشباب والصحة، وذكرت أنها محظوظة لوجود المال لديها، والذي ساعدها كثيراً لعمل ذلك.
وأضافت أن الاهتمام بالمظهر ضروريٌ؛ لأنه يؤدي إلى راحتها النفسية اللازمة لسلامة العقل في الأداء اليومي، وأنها بدأت مؤخراً في إجراء دراسات في تحليل الحياة، والطريقة التي يجب على الإنسان اتخاذها لمراعاة صحته وحيويته.
وذكرت أن الإنسان وخلال الثلاثين عاماً الماضية، ونظراً لتقدم الطب وممارسة الرياضة المنتظمة، أصبح يعيش فتراتٍ أطول من السابق، وبما يُعادل متوسط الأربعة والثلاثين عاماً، وهو في صحة جيدة تمكّنه القيام بالكثير من المهام والمسئوليات الضرورية.
ووجدت أن المجتمعات لم تتهيأ كي تتوائم مع هذه المستجدات الإنسانية والمهمة جداً، ولم يعطها الجهد أو التنسيق اللازم كي يشغل نفسه، ويعيش حياته بالشكل المطلوب في هذه الفترة التي لم تعد حرجة كالسابق، وهي تُقارب الثلث من مجموع السنوات التي أضيفت إلينا.
وإن الكثيرين يتقاعدون ويعتزلون في البيوت، ودون أن يتواصلوا مع الحياة أو يتعلموا الجديد أو يتمتعوا بها؛ لأنهم يعتقدون أن حياتهم قاربت على الانتهاء، غير مدركين أنهم قد يستمرون ثلاثين عاماً أخرى في وضعٍ جيد. وإن ذلك فيه الكثير من التجني، حيث يكون في قمة عطائه، وأنه عليه الاستفادة من تلك الفتره قدر الإمكان.
وإن الطريقة المثلى هي في أن يواصل ممارسة أعمال متنوعة بل وإضافة الجديد من الرياضات والهوايات، وأن يحاول تعلم أشياء جديدة لسلامة بنيته وعقله، وبذا يبقى شباباً قلباً وقالباً.
تزوجتْ ثلاث مرات، وأنجبتْ طفلين، ولم تتمكن من التواصل مع أحدٍ من الأزواج، وهي سعيدة في وضعها الحالي منفردة.
بشخصيتها وبحياتها، واستغنت عن بيتها الكبير، وتعيش حالياً مع ابنتها في منزلٍ صغير مع أحفادها، وفي حجرة صغيرة، وهي سعيدة جداً بحياتها وأنشطتها المتواصلة.
تبرعت كثيراً للمؤسسات الخيرية، وترى أنها قد أدّت رسالتها في الحياة بمساعدة الآخرين من المظلومين والمضطهدين، وفي المساهمة في القضايا الإنسانية والسياسية، حيث تتمتع من خلالهم بالحياة والسعادة المتواصلة، ولازالت تعتبر حياتها مليئة بالمفاجآت السارة.
تُرى كم من جين فوندا عندنا هنا من النساء، اللواتي لديهن الجرأة والقدرة ليحذون حذوها في مواقفها الجريئة واستقلاليتها، وتحركاتها السياسية؟
فهنيئاً لهذه المرأة المميزة والرائعة مع هذا العمر المديد والمثمر حقاً، ونظرتها الإيجابية للكون.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 4215 - السبت 22 مارس 2014م الموافق 21 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 6 | 6:55 م

      الديمقراطيه اكيد

      الديمقراطيه اهم سبب مع الحريه تصنع القمم من البشر

    • زائر 4 | 6:52 م

      الديمقراطيه اكيد

      اعجبني كلامك عن سبب نجاحها الحياة الديمقراطيه وايضاً الحرية ودون قيود الاب او الزوج فالحريه هي التي تحقق كرامة الانسان امرأه ام رجل ٍ كان وشكراً

    • زائر 3 | 6:46 ص

      سر شبابها هي حياتها الديمقراطية

      تُرى كم من جين فوندا عندنا هنا من النساء، اللواتي لديهن الجرأة والقدرة ليحذون حذوها في مواقفها الجريئة واستقلاليتها، وتحركاتها السياسية؟
      سؤال طرحتيه وانا اجيبك بسؤال هل لو ان جين فوندا عاشت في بلدنا تستطيع ان تقول وتعيش كما هي في بلدها
      والجواب كلا
      لذا لو اتيحه للنساء البحرين مثل ظروفها سيعملن الكثير وهن
      ورغم ذلك فالنساء عندنا مقاومات ويكافحن بصلابة
      تحية لنساء البحرين

    • زائر 2 | 1:55 ص

      الايام تقوي العزيمه

      الفترة القادمه تسلسل واضح للاعمار ويجب ان تنشط مدارس لتدريس الكبار مهارات حياتيه مثل مدارس الصغار للتواصل وتغير المهنه للمزيد من العطاء وشكراً لذلك المقال المميز

    • زائر 1 | 1:51 ص

      الاستعداد ضروري لهذه الفترة

      امرأه بجدارة والمجتمعات المتقدمه هي التي تعطي المجال لظهور وتطور مثلها مقاله رائعه

اقرأ ايضاً