العدد 4216 - الأحد 23 مارس 2014م الموافق 22 جمادى الأولى 1435هـ

مسلحون يهاجمون ويحرقون مخيما للنازحين في دارفور

هاجم مسلحون مخيما للنازحين في اقليم دارفور غرب السودان واحرقوه، بحسب ما اعلنت بعثة حفظ السلام الاثنين (24 مارس / آذار 2014)، في تصعيد لعنف الميليشيات التي اشاعت الفوضى في الاقليم.

وتحدثت بعثة الامم المتحدة والاتحاد الافريقي المشتركة (يوناميد) في دارفور عن سلسلة من الهجمات على قرى في الاقليم هذا الشهر، الا ان مخيم خور ابيشي في جنوب دارفور والذي تعرض للهجوم السبت يعتبر هدفا غير معتاد.

ويذكّر تصاعد الهجمات وارتفاع اعداد النازحين بالمراحل الاولى من الحرب في دارفور والتي استحوذت على اهتمام العالم قبل اكثر من عشر سنوات.

وقال الكاتب المعروف محجوب محمد صالح في مقال في صحيفة "ذا سيتيزن" الاثنين ان "الوضع في دارفور بدأ يتدهور الى الاسوأ وعاد الى ايام الازمة المتفاقمة التي شهدها قبل عشر سنوات، حتى انه فاقها".

واضاف ان الاحداث في الاقليم "تتجه نحو نتائج كارثية"، دون امل قريب في اصلاح ذلك.

وقالت القوة المشتركة في بيان ان نحو 300 رجل مدججين بالسلاح هاجموا المخيم "واضرموا النار في عشرات المآوي وسرقوا الماشية التي يملكها السكان".

وتردد ان احد النازحين قتل كما سعى الفا شخص على الاقل الى اللجوء الى قاعدة قريبة لليوناميد على بعد نحو 75 كلم شمال شرق مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور.

وفي اليوم نفسه والى الشمال وصلت مئات العائلات الى قاعدة يوناميد في كورما شمال دارفور وقالوا ان قرية كوبي القريبة تعرضت لهجوم.

وقالت قوة حفظ السلام انه "تم الابلاغ عن مقتل شخص اضافة الى نهب الممتلكات وحرق المنازل".

وقامت البعثة الافريقية الدولية بنشر مزيد من عناصر حفظ السلام لتعزيز الامن لنحو الف شخص لجأوا الى القاعدة. وتقع بلدة كورما شمال غرب الفاشر عاصمة دارفور.

وذكرت مصادر محلية انه يشتبه في ان رجال ميليشيات شاركوا في الهجمات الاخيرة.

وانتفض متمردون من القبائل السوداء في دارفور العام 2003 من اجل انهاء ما قالوا انه هيمنة العرب على ثروات البلاد.

وردا على ذلك ارتكبت ميليشيا الجنجويد المدعومة من الحكومة والمؤلفة من عناصر من القبائل العربية في الاقليم، فظائع ضد المدنيين صدمت العالم.

وخلال العامين الماضيين تدهور الاقتصاد السوداني ما ادى الى تزايد الجريمة والاشتباكات بين المجتمعات المختلفة، بحسب تقرير اصدره الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في شباط/فبراير.

واضاف التقرير ان بعض الميليشيات التي تفتقر الى المال شاركت في القتال بين القبائل على الذهب وغيره من الموارد.

ويقول محللون ان حكومة الخرطوم لم تعد قادرة على السيطرة على حلفائها السابقين من القبائل العربية التي سلحتها لمواجهة المتمردين.

وكتب صالح ان "الوضع يتفاقم بسبب النزاعات بين الجماعات المرتبطة بالحزب الحاكم"، في اشارة الى الخلاف بين حاكم شمال دارفور عثمان كبير وموسى هلال الذي اشتهر كاحد قادة الجنجويد واصبح بعد ذلك مستشارا في وزارة الشؤون الفدرالية.

وبحسب تقديرات الامم المتحدة، فقد فر 65 الف شخص من منازلهم في بلدة ساراف عمرة في غرب شمال دارفور هذا الشهر، بعد اشتباكات بين القوات الحكومية والقوات شبه العسكرية بقيادة هلال.

ومنذ ذلك الوقت عاد الى البلدة معظم من اجبروا على الفرار منها.

وكان هؤلاء من بين نحو 215 الف شخص قالت الامم المتحدة انهم شردوا هذا العام بسبب القتال في دارفور.

هذا بالاضافة الى نحو 380 الف شخص شردوا العام الماضي، ما يفوق عددهم في اي عام منذ ذروة العنف في 2004.

وقال علي الزعتري مدير الامم المتحدة في السودان في بيان الاحد ان "سكان دارفور يحتاجون الى الدعم الفوري من المجتمع الانساني اكثر من اي وقت منذ بدء الازمة في دارفور قبل عشر سنوات".

وذكرت صحيفة "سودان فيجين ديلي" الموالية للحكومة في مقال افتتاحي ان الازمة الانسانية في السودان هي نتيجة الحرب المستمرة خاصة في دارفور.

وحذرت الصحيفة من ان اطالة امد النزاع المسلح "سيقود في النهاية الى انهيار الدولة".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً