العدد 4222 - السبت 29 مارس 2014م الموافق 28 جمادى الأولى 1435هـ

مقتل الصحافيين في مواقع المواجهات... مثال ميادة أشرف

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

من الصعب معرفة ما يدور في ساحات الحروب والصراع والمواجهات بين هذا الطرف أو ذاك، دون أن يكون للصحافي الميداني دور كبير في نقل ما يحدث على أرض الواقع بالكلمة والصورة والصوت. ومثل هؤلاء كثيرون ممن سقطوا في تلك الساحات الساخنة، كلاً بحسب المرحلة والظرف والتاريخ.

ومنذ مطلع العام 2011، امتلأت التقارير بقوائم الانتهاكات التي تعرض لها الصحافيون، إضافةً إلى قوائم أخرى لأعداد القتلى منهم، وذلك منذ أن شهدت المنطقة العربية ثورات واحتجاجات الربيع العربي، التي مازالت تشهد تقلبات في المشهد السياسي حتى اليوم.

وميادة أشرف (23 عاما) محرّرة في صحيفة «الدستور» المصرية المستقلة، وواحدة من الصحافيين الذين لقوا مصرعهم حديثاً، في يوم الجمعة 28 مارس/ آذار 2014، إثر تعرضها لطلقٍ ناري في الرأس خلال تغطيتها فضّ الشرطة مظاهرةً في «عزبة النخل» في عين شمس، شرقي العاصمة المصرية القاهرة. وقد أكد الموقع الإلكتروني لصحيفة «الدستور» مقتل الصحافية المصرية، مشيراً إلى أنها قتلت أثناء تأديتها «واجبها الصحافي»، بتغطية المظاهرة في عين شمس. وكانت الاشتباكات قد بدأت في محيط عين شمس عندما تصدّت قوات الأمن لمسيرة لأنصار الرئيس السابق محمد مرسي في عين شمس، وبعدها حدث إطلاق النيران، الذي أدى إلى مقتل 4 من بينهم الصحافية ميادة اشرف، وإصابة 11 آخرون في الاشتباكات.

تقرير لجنة حماية الصحافيين (ومقرها في نيويورك)، الذي صدر أمس (السبت)، أشار إلى أن «الصحافية كانت واحدةً من ضمن خمسة أشخاص لقوا مصرعهم الجمعة الماضي، إضافةً إلى إصابة عشرة آخرين أثناء فضّ الأمن المصري مظاهرات ضد ترشح المشير عبد الفتاح السيسي للرئاسة، تركّزت في القاهرة». وتناقلت تقارير صحافية مصرية أنه «أثناء تواجد الصحافية ميادة اشرف مع زميلة لها تعمل كذلك بصحيفة الدستور، أصابت ميادة برصاصة طائشة في العنق والرأس، ومن ثم تم نقلها إلى أحد المساجد بمنطقة عين شمس، وبعد ذلك جاءت سيارات الإسعاف لنقل جثمان ميادة اشرف».

وبذلك يرتفع إلى عشرة، عدد الصحافيين الذين قتلوا أثناء تأدية عملهم في مصر منذ ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المخلوع حسني مبارك في فبراير/ شباط 2011، بحسب تقرير لجنة حماية الصحفيين، والذين قتل منهم ستة على الأقل في العام 2013.

ويرى مراقبون في مقتل الصحافيين في مصر ممارسات لقمع الكاميرا التي تنقل الحدث، وترويع الصحافيين لمنعهم من النزول إلى أرض الحدث لتغطية المواجهات وليس للمشاركة في المواجهات. وهذا هو الفرق الذي تركّز عليه المنظمات الصحافية الدولية مثل «مراسلون بلاحدود» و»اللجنة الدولية لحماية الصحافيين»، التي أصدرت بيانات استنكرت مثل هذه الممارسات التي يقتل فيها الصحافي من أجل التعتيم على الحدث، ومنعه من أداء واجبه الصحافي.

ما يحدث في مصر، وتحديداً منذ منتصف العام 2013 وحتى اليوم، هو ذات المشهد الذي مازال يتكرّر في كثير من بلداننا العربية، وذلك من أجل التعتيم على الحدث، وهو أمر تستمر عليه بلدان المنطقة التي لا تكفّ عن تهديد الصحافيين أو ملاحقتهم قضائياً، أو الانتهاء باغتيالهم كلياً. وميادة أشرف ابنة المنوفية، وخريجة كلية الإعلام بجامعة القاهرة 2013، اختارت الكاميرا عن الكلمة، لأنها أرادت أن تنقل ما أراد البعض تعتيمه، واجتهدت في عملها وخاطرت بحياتها من أجل عشقها للعمل الصحافي، كما كانت تكتب على شبكات التواصل الاجتماعي.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 4222 - السبت 29 مارس 2014م الموافق 28 جمادى الأولى 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً