العدد 4232 - الثلثاء 08 أبريل 2014م الموافق 08 جمادى الآخرة 1435هـ

... وانتهى الحوار في نسخته الرابعة

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

فجأةً ومن دون مقدمات، أعلنت جمعية الوفاق في (15 يناير/ كانون الثاني 2014) عن لقاء جمع ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، والأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الشيخ علي سلمان، بحضور مساعده السياسي خليل المرزوق، والقياديين بالجمعية عبدالجليل خليل وجميل كاظم، تم خلاله الحديث عن دعوة أو مبادرة جديدة جادة للحوار.

85 يوماً مرّ على ذلك اللقاء، ولم يحدث أي جديد أو تطور في القضية، سوى بعض البيانات الخجولة، التي تتحدث عن استمرار «اللقاءات» التحضيرية لجدول أعمال الحوار بعد، تسلم مرئيات الأطراف المشاركة للحوار.

وقد رد على ذلك سريعاً رئيس الهيئة المركزية بتجمع الوحدة والقيادي بجمعيات الفاتح عبدالله الحويحي من خلال صحيفة محلية (27 فبراير/ شباط 2014) بنفي وجود أي تواصل مع الديوان الملكي منذ تقديمهم للمرئيات حتى الآن.

الجميع يعلم أن ما يتم الحديث عنه حالياً عن استمرار اللقاءات الثنائية تمهيداً لوضع جدول أعمال الحوار، أمر غير صحيح، ولم يعقد أي لقاء بين أيٍّ من أطراف الحوار، منذ اللقاء الأول والأخير الذي جمع قوى المعارضة الوطنية مع وزير الديوان الملكي الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ضمن اللقاءات التي عرفت بـ «الثنائية للتهيئة للحوار» في 21 يناير 2014.

77 يوماً مر على لقاء المعارضة بوزير الديوان الملكي للتهيئة للحوار، ومنذ ذلك اليوم وحتى اليوم، لم يحدث أي لقاء آخر.

الواقع يؤكّد انتهاء مرحلة «الحوار بنسخته الرابعة»، أو ما سميناه من قبل «حوار ولي العهد 2014»، وذلك منذ الثالث من مارس/ آذار 2014 (تفجير الديه) حيث كانت الفرصة السانحة لحرف مسيرة دعوة ولي العهد للحوار والسيطرة عليه من قبل السلطة، وجرّه لساحتها، تمهيداً للقضاء عليه تدريجياً وذلك على غرار نسخ الحوار السابقة.

المشهد التاريخي القريب يبدو أنه يعيد نفسه، فمبادرة «حوار ولي العهد 2011»، التي طرح فيها المبادئ السبعة المعروفة، انتهت مع إعلان حالة السلامة الوطنية بعد يوم واحد فقط من طرحها! أما مبادرة «حوار ولي العهد 2012» التي أعلن عنها في السابع من ديسمبر/ كانون الأول 2011 خلال افتتاحه منتدى حوار المنامة، فانتهت هي الأخرى بعبارة «فهمتموها غلط»، وحُوّرت بعد ذلك إلى حوار آخر وضعت معالمه وقوالبه السلطة، وتسلّم زمامه وزير العدل والشئون الإسلامية والأوقاف، حتى عُلّق في 8 يناير 2013.

وسيبقى «حوار ولي العهد 2014» معلقاً أو «مجمَّداً» ولن يصدر له رسمياً «شهادة وفاة»، لتبقى فكرة الحوار مستمرة، وأداةً لمخاطبة الرأي العام الدولي بوجوده المستمر، حتى وإن كان دون فعالية.

الحوار الحالي، لقي ذات المصير والنسق والتحولات الجوهرية للحوارات السابقة، إذ بعد فترة زمنية تتحوّل إلى حوارات تُجريها السلطة، وفقاً لإملاءاتها وشروطها، ورغباتها ونواياها. ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال تصريحات المتحدث باسم الحكومة سميرة رجب خلال المؤتمرات الصحافية الاعتيادية بعد اجتماعات مجلس الوزراء كل يوم أحد، والتي أكّدت مؤخراً (الأحد 6 أبريل/ نيسان 2014) بقولها: «إننا مازلنا في طور المباحثات الثنائية للوصول إلى جدول أعمال توافقي استناداً على المرئيات التي قُدمت من جميع الأطراف»، وهو ما يؤكّد أن السلطة أحكمت السيطرة على مجريات الحوار، في ظل غياب الآخرين عن الحديث عنه.

احتاجت السلطة يوماً واحداً فقط في 2011، لتدارك مبادرة ولي العهد، بفرض حالة السلامة الوطنية، واحتاجت 45 يوماً لقلب معادلة حوار 2012، من «عليها» لـ «لها»، وبعبارة «فهمتموها غلط»، وها هي الآن تنجح وفي 47 يوماً فقط، من نسف «حوار ولي العهد 2014» عبر استغلال تداعيات «تفجير الديه».

المشهد في «حوار ولي العهد 2014» أصبح واضح المعالم بعد 85 يوماً من الإعلان عنه، في ظل اكتفاء سمو ولي العهد بظهور إعلامي واحد فقط في (15 يناير الماضي) بلقاء بعض أطراف الحوار، وتسليم الأمور لوزير الديوان الملكي، وبعد ذلك لتصريحات أسبوعية للحكومة، تتحدّث فقط عن أن «الحوار مازال في طور المباحثات الثانية» التي لم تحدث إلا مرة واحدة!

للمرة الرابعة تنجح السلطة في إحكام السيطرة على مبادرات الحوار قبل أن تخرج من يدها وتجد نفسها في مأزق جديد لا يمكن الخروج منه، ولذلك حرّكت أدواتها، وفعّلت ضرباتها الاستباقية بوسائل مختلفة، ومنها تنشيط «معارضة المعارضة» وتحريك الشارع الموالي «إعلامياً» بعد أن فشلت في تحريكه ميدانياً.

نعم استطاعت السلطة محاصرة مبادرة الحوار لولي العهد الأخيرة، وتحويرها واحتواءها كما فعلت من قبل في المبادرات السابقة، والتأكيد على أن الحل الأمني هو الخيار المرحلي الدائم على أي حل سياسي.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 4232 - الثلثاء 08 أبريل 2014م الموافق 08 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 34 | 1:04 م

      إضاعة الفرص ليس حكمة

      إضاعة الفرص واحدة تلو الأخرى ليس حكمة منهم بل قلة وعي بسنن الثورات. إنهم يكررون أخطاء غيرهم وطريقهم مليء بالدموع والندم

    • زائر 33 | 10:44 ص

      سيندمون

      اليوم السلطة تتعنت وتماطل في انجاح اي حوار وغدا سيلهثون لاجراء حوار ولكنهم لن يجدوه حينها يكون قد سكب اللبن , تشرب الارض جزء منه والباقي يتبخر بحرارة الشمس

    • زائر 31 | 8:02 ص

      لا نريد حوار

      مع من قام بتجهيز غازٍ لان هؤلاء متقلبون كل يوم ليهم رأي

    • زائر 30 | 6:58 ص

      لو صدق

      لو صدق الحكومة تريد حوار وتريد مصلحت البلد شان اطلقت جميع المعتقلين والرمووز وقعدت اياهم على طاولة الحوار الحكومة باعده عنهه الله ومتمتمسكة بالشيطان والشعب الوفى لن يتنازل عن حقه المشروع لوطال الزمن لن نركع الى لله والله ياخد الحق

    • زائر 28 | 5:52 ص

      وانتهت المهزلة

      يوم الي بتطلع هيفاء وهبي في قناة المنار في مقابلة خاصة يومها بيكون فيه حوار حقيقي وراح تنحل قضية القدس وراح ينشال يشار الأسد وراح تنتهي كل مشاكل الشعوب اي حوار أي هرار يعني هالقد الشعب البحراني غبي عشان يصدق وأقول بكل صراحة سيبقى الوضع كما هو عليه ولا عزاء للمتحاورين

    • زائر 27 | 4:49 ص

      لا حوار

      هناك شروط لبدء اي حوار جاد .. أولها ان تسيرها مظاهرات ضد ارهاب

    • زائر 26 | 3:11 ص

      الواقع

      مع الاسف لا جدية في الحل السياسي
      تلاعب في المصطلحات وتلاعب في الوقت
      وهم لا يعلمون انهُ كل ما طال امد الازمة زاد تعقيدها وما يقبل به الشعب اليوم لم يقبل به غدا
      ملاحظة دائما ما يفهم اصحاب القرار شعوبهم في الوقت الضائع
      المدعو زين العابدين
      المدعو حسني مبارك
      المدعو مرسي
      المدعو القذافي
      المدعو صدام

    • زائر 32 زائر 26 | 8:20 ص

      نهاية كل طاغي

      نسيت المدعو فرعون في آخر حياته ماذا قال :
      قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا غ– حَتَّىظ° إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَظ°هَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)سورة يونس

    • زائر 22 | 2:33 ص

      هل صاحب مبادرات الحوار جاد في مبادراته

      الجدية تتطلب المثابرة والصبر والتواصل المستمر وليس بالظهور الاعلامي المفاجئ ثم الاختفاء ما يعني أن كل ذلك فقط للاستهلاك الخارجي و حملة العلاقات العامة

    • زائر 21 | 2:32 ص

      لا للحوار

      لا نريد حوار مع من يدعمون الارهاب والانقلابين ويستعنون بلخارج ويحاولون بكل الوسائل لتشويه سمعة الوطن

    • زائر 20 | 1:56 ص

      6

      فكرة الحوار في البحرين بات من الامور الغيبية

    • زائر 19 | 1:32 ص

      في الاصل

      هل دعوة الحوار في الاصل جادة أم تلميع صورة و تبادل ادوار؟ الداعي في الحوار يجب أن يكون جادا و يدافع عن مبادرته ما اوتي من قوة لنجاحها. هذا لم يحدث!

    • زائر 17 | 1:02 ص

      الحقيقة

      ما دام الوجوه هي الوجوه والعلقيات نفسها لم تتغير الامور

    • زائر 16 | 12:49 ص

      هالطور اللي مو خارجين منه

      كله هم فى طور والمعارضة فى طور والطيور طارت بارزاقها

    • زائر 13 | 12:32 ص

      تحليل منطقي

      كل الكلام يثبت ان هناك أطراف تريد نسف اي مبادره لأي حوار وهي نفس الأطراف التي تعلم علم اليقين ان اي حوار سيقضي عليها ويخرجها من المشهد السياسي نهائيا .. الملچاوي

    • زائر 12 | 12:28 ص

      الحوار جنين مكروه بقاءه ولن يولد وعساه ما يولد

      لقد كره الشعب هذه الكلمة والتي اصبحت من الكلمات التي يشمّ منها نوع من الخداع فالمطالب واضحة ومعروفة ولا تحتاج لفلسفة ولا لشيء ومسألة كلمة حوار تأتي لمحاولة الانتقاص من الحقوق والمطالب

    • زائر 11 | 12:24 ص

      خليل

      هو بدأ أصلاً علشان ينتهي؟
      قصدك يا أستاذ هاني تقول : إنتهى الشوط الرابع من لعبة الحوار المملة

    • زائر 29 زائر 11 | 6:52 ص

      ستاسي

      أصبت كبد الحقيقة يا خليل.

    • زائر 10 | 12:22 ص

      الحوار جنين لا يثبت حمله بسبب استخدام موانع الحمل

      هذا الجنين المسمّى حوار غير قابل لاكتمال نموّه ودائما يسقط مع بدايات الحمل لخلل يعرفه شعب البحرين

    • زائر 9 | 11:56 م

      ماء فقط

      يذكرني هذا الموضوع بقصة القدر الموضوع على النار وتنبعث منه روائح زكية تزكم الأنوف والكل يظن أن بداخل القدر وجبة دسمة تشبع البطون وتسكت الجوع وعندما نرفع الغطاء نجد في القدر ماء وبها آت فقط هذه قصة الحوار المزعوم ولن يكون هناك حوار بل هراء وكلام فاضي وحدث العاقل بما لا يليق فإن صدق فلا عقل له

    • زائر 7 | 11:22 م

      انسوا هذا المصطلح

      وانت يا هاني مازلت تأمل في حوار ؟ ألم تفيقوا من هذا الوهم الذي أرادت السلطة أن توهمكم به ؟ السلطة وعند كل حدث تتحدث عن الحوار من أجل تهدئة الشارع فقط لفترة محددة ومن ثم تتنصل من وعودها ، الم تتعض المعارضة من الماضي ووعود الحكومة السابقة ؟ انسوا هذا المصطلح الذي اسمه حوار فهو وحد ليغيب ويموت في مهده، لا تتأملوا من الحكومة خيرا ولا حوارا ولا حلا سياسيا ، لو أردات الحكومة حلا لما احتاجت لحوار أصلا وبادرت من تلقاء نفسها بالحلول ولا اهتمت بالموالين ورفضهم تقديم تنازلات وإخراج البلاد من محنتها .

    • زائر 6 | 10:55 م

      يحفظك الله

      الله يحفظك.. شخصت الموقف مثل طبيب محترف يشخص الألم والوجع وأسبابه..
      اقترح ترجمة مقالات الاستاذ هاني وتوزيعها على السفارات..

    • زائر 5 | 10:52 م

      سنرفض ما رفضوه حاليا والأيام بيننا

      على مدى العقود السابقة للقضاء على مطالب الشعب وتحضر الجميع انتكاسة وتصفية الهيئة التي تم الاعتراف بها رسميا من قبل الحاكم وتوقيعه الاتفاقية المشهرة للاتحاد هي الطريقة الأمنية كضربة قوية تعقبها اعتقالات وعنف يتجاوز الحدود وسجن وتسفير وتنجح الخطة بالقضاء على المطالب طبقوها حاليا ولم تنجح ...وسنرفض ياولد الفردان ما يرفضونه حاليا وقريبا بإذن الله

    • زائر 2 | 10:07 م

      إلى متى ؟!

      منطق الحياة وسنن الكون ونجارب الشعوب ومدونات التاريخ تؤكد أن لكل أمر غاية فهم سائرون والناس سائرون والمؤكد أن نفس الشعوب أطول وأقدر على تحمل الصعاب وعندها سيصل الكل إلى نقطة فيها من الحساب الكثير ولات ساعة مندم.

    • زائر 1 | 9:44 م

      لا تيأسووون

      هناك حوارات قادمة .. التحاور شريعة العقلاء .. بس شوي شوي .. بس الله يجعله قبل خراب .. وليس بعد خراب البصرة .. فما يجري فعلا مؤلم

اقرأ ايضاً