العدد 4233 - الأربعاء 09 أبريل 2014م الموافق 09 جمادى الآخرة 1435هـ

جريمة فاطمة حاجي الإلكترونية!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

كتبت الطبيبة البحرينية فاطمة حاجي الاثنين الماضي تغريدة على «تويتر» تقول: «تم استدعائي غداً للتحقيق في النيابة العامة قسم مكافحة الجرائم الالكترونية».

كان الأمر غامضاً وغريباً، فالطبيبة من الكادر الطبي الذي تعرّض للتحقيق والاعتقال والمحاكمة، بعد فبراير 2011، ووُجّهت له عدة تهم من بينها احتلال مجمع السلمانية الطبي ومحاولة قلب نظام الحكم. وبعد ثبوت براءتها وإطلاق سراحها بعد اعتقال 21 يوماً، مرّت بعدها بأوضاعٍ اقتصاديةٍ صعبةٍ اضطرتها للاقتراض لتمشية أمور حياتها، بسبب منع إرجاعها لوظيفتها التي أعطيت لطبيبة مهاجرة حينها.

كثيرون حبسوا أنفاسهم يوم الثلثاء حتى نشرت فاطمة صورةً لها بعد الانتهاء من النيابة، مع محاميها حميد الملا، الذي غرّد بقوله: «مفاجأة من المفاجآت العديدة باستدعاء د. فاطمة حاجي في موضوع لم يخطر على بال وهو إهانة وزارة الداخلية في مقابلة تلفزيونية». وحين وصل الخبر للمذيعة بقناة «فرانس 24»، تاتيانا الخوري غردت بالقول: «الداخلية البحرينية تتهم فاطمة حاجي بإهانتها بسبب هذه المقابلة معنا... لماذا برأيكم يشعرون بالإهانة»؟، وأرفقتها بِوصلةٍ للمقابلة.

البرنامج بدأ بالقول إن المنظمات الحقوقية الدولية سجّلت زيادةً في استخدام مسيلات الدموع في قرى البحرين أودت بحياة أكثر من خمسين شخصاً. وعرّفت المذيعة ضيفتها البحرينية باعتبارها طبيبة أمراض باطنية، عالجت الكثير ممن استنشقوا هذه الغازات قبل إيقافها عن العمل لأسباب سياسية، وتحدّثت معها عبر «الويب كام» حيث تعيش في منزلها بقرية بني جمرة.

حاجي أشارت إلى أن الغازات المسيلة للدموع استخدمت بطريقة مكثفة، ليس كوسيلة لتفريق المتظاهرين وإنّما كإطلاق مباشر في الأماكن المغلقة، وكاستهداف لأجزاء حساسة من الجسد، وأدت إلى بعض الوفيات، آخرها في فبراير/ شباط الماضي، حيث بقي الضحية أسبوعاً في العناية المركزة حتى أُعلن عن وفاته.

حاجي أشارت إلى نتائج دراسات علمية عن تأثير هذه الغازات صحياً، حيث تقوم بالتهام بعض الخلايا الجنينية وتؤدي إلى حالات إجهاض للأجنة الحيوانية، في وقتٍ لا يسمح طبعاً بإجراء مثل هذه الدراسات على الإنسان لأسباب أخلاقية وعملية. وأشارت إلى تسجيل زيادة حالات وفيات الأجنة بعد الأحداث في البحرين (نُشر الكثير من الحالات عبر وسائل التواصل الاجتماعي كتويتر واليوتيوب خلال العامين الأخيرين).

استخدام هذه الغازات في أماكن مغلقة أو بصورة مكثفة، يتعارض مع المعايير الدولية كما تقول مذيعة «فرانس 24»، وهو ما تؤكّده الطبيبة البحرينية، وتضيف أنها يمكن أن تؤدي إلى حالات وفاة مباشرة لتسببها بالتهابات رئوية أو فشل في عضلة القلب، أو تجمع كمية كبيرة من السوائل بالرئتين تمنع التنفس فوصول الأوكسجين فالوفاة. والأخطر أنها قد تتسبّب في الإصابة بأمراض سرطانية، وهو ما قد نكتشفه في السنوات المقبلة كما تقول.

البرنامج استمر 6 دقائق، وتخللته لقطات ميدانية التقطت في هذه القرى المنكوبة، وهو واقعٌ عشناه وكتبنا عنه استنكاراً، مراراً وتكراراً. ومن بين هذه اللقطات إلقاء قوات الأمن عبوات الغاز داخل بعض المنازل، واستهداف ثلاث فتيات يمشين بأحد الأزقة، ولقطةٌ ثالثةٌ أكثر غرابة، حيث يتم استهداف مجموعة أطفال غافلين يلعبون كرة القدم، وهو ما علّقت عليه حاجي بقولها: «ألقي بالملومة على المسئولين لعدم إيقاف هذه النوعية من التصرفات، وعدم إصدار قوانين حاسمة توقفها إن كانت تصرفات شخصية، وإن لم تكن شخصية فهذا دليل على وجود استهداف وعقاب جماعي لجميع الموجودين في القرى».

كلام علمي ومنطقي جداً يحتاج إلى رد، استمعت إليه ثلاث مرات، ودوّنته بدقةٍ، حرفاً حرفاً، وبقيت أبحث في ثناياه ثلاث ساعات، علني أعثر على جريمة فاطمة حاجي الالكترونية!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4233 - الأربعاء 09 أبريل 2014م الموافق 09 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 32 | 6:05 ص

      حتى أهالي الرفاع يشتكون

      ربعي ساكنيين في الرفاع الشرقي وتسسل لهم روائح وأدخنة هذه الغازات التى تطلق في نويدرات أو سترة أو سند ,,, فهم يعانون من ريحتها وحرقتها .. بس ما بكمل يمكن أهنت أحد وأنا ما أدري

    • زائر 30 | 5:02 ص

      يوم اليك ويوم عليك

      المجرم في كل مكان وزمان اذا هو في امان ومحد يقدر يوصل اليه (غير الله سبحانه وتعالى ) ما يقول انا على خظئ

    • زائر 29 | 4:22 ص

      سيدنه

      انهم يخافون من الحق واى واحد يتكلم بالحق مصيره التحقيق معه او الافراج عنه بكفالة او سجنه بالضبط كما فعلهوا بنى اميه بالايمه الاطهار المشتكى لله

    • زائر 27 | 3:49 ص

      الامراض السرطانية فعلا بات يدق ناقوس الخطر

      قد اصيب الكثير في الاونة الاخيرة بهذا المرض وشخصيا وجه سؤال لاحد الاقارب من قبل الطبيب المعالج هل استنشقت مواد كيميائية؟ حقا كما دكرت الدكتورة بدا هدا المرض في الانتشار وفي منطقتي وحدها 7 حالات حاليا يعانون من المرض 3 في العقد الخامس والاخرون في العقد السادس وما فوق . تنها كارثة وهدا ماتريده السلطة شعب مشغول بامراضه وساحتهم بيئة في العالم لانهم لايستخدمون الرصاص الحي وهم حضاريون

    • زائر 25 | 3:12 ص

      الاعلام الصادق يؤلمهم

      الشعب البحريني مظلوم وشعوب الخليج تجلس وتشاهد هذا الظلم من دون اي مشاعر انسانية.. الساكت عن الحق شيطان أخرس.. ولكننا نؤمن بان الله سبحانه هو من سينجي هذا الشعب من محنته بإذن الله..
      الله فك قيد اسرانا وانصرنا على من ظلمنا يا ارحم الرحمين

    • زائر 24 | 3:04 ص

      خلاص الجماعة خالصين

      يحسبون كل صيحة علبهم هم العدو اي واحد لا يسبح بحمد السلطان فهو في خانة الخونه ويجب الانتقام منه الدكتور ما قالت شي عن وزارة الداخليه وابطالها قالت عن مسيل الدموع انه سام والداخليه تقول انها لا تملك هذه النوعية من المسيلات كالعادة وما تملكه هو رذاذ الفلفل راحت على امها قناة فرانس 24
      بس ليش تطلقون مباشره داخل البيوت وليش تصوبون المسيل على الاجسام ياوزارة الداخليه خل الوزير يجاوب

    • زائر 23 | 2:33 ص

      وين ما تولّي وجهك تجد الانتهاكات فكيف يمكنك السكوت؟

      الواحد يسكت عن ظلامة واحدة اثنتين ثلاث اربع بس ظلامات وجرائم بحق الانسانية وبهذه الصورة فليعذرونا صعب نسكت

    • زائر 21 | 1:43 ص

      الدكتورة حاجي ضحية .

      الكتورة حاجي ضحية من الضحايا . نسئل الله اللطف بنا لازالة هذه الغمة عن هذه الامة بجاه محمد واله سرج الظلمة .

    • زائر 20 | 1:41 ص

      هذه هي جريمتها!!!!!

      «ألقي بالملومة على المسئولين لعدم إيقاف هذه النوعية من التصرفات، وعدم إصدار قوانين حاسمة توقفها إن كانت تصرفات شخصية، وإن لم تكن شخصية فهذا دليل على وجود استهداف وعقاب جماعي لجميع الموجودين في القرى».

    • زائر 19 | 1:39 ص

      ان ربك لبالمرصاد

      هذا هو حالنا لأكثر من ثلاث سنوات. لا خوف من الله ولا حياء من الناس. ولكن تذكروا ان ربك لبالمرصاد.

    • زائر 18 | 1:38 ص

      ردوا على الحجة بالحجة وليس بالتهديد

      كلام علمي ومنطقي جداً يحتاج إلى رد وليس ألى تحقيق واستدعاء.

    • زائر 17 | 1:32 ص

      تسلم

      منع التجمعات و ملاحقة المغردين واصحاب المواقع الاخبارية وملاحقة الناشطين الحقوقيين جميعها تدل ان وزارة الداخلية ضعيفة جدا في رد الكلمة بالكلمة والفكرة بالفكرة ..

    • زائر 16 | 1:22 ص

      جريمتها انها من الفئة المغضوب عليها

      والواشون كثر والمحرضين أكثر وكما قال وكيل وزارة العدل ان الأستهداف والشتم والتكفير لطائفة كبيرة ممنهج وهي من تلك الطائفة هذا هو السبب ، ولو حلفوا على القرآن والزبور والتوراة والأنجيل معا لن يصدقهم أحد .

    • زائر 15 | 1:06 ص

      تخافون من توثيق بشر مثلكم ولا تخافون من توثيق رب العالمين عليكم!؟

      ماذا يعني تجريم توثيق الغازات؟
      هل تخافون من الناس اكثر من خوفكم من الله؟
      ما ظنّكم بتوثيق ربّ العزة والجلال؟
      هل تعتقدون انما يمكن تدليسه على البشر يمكن ان ينطلي على خالق العباد؟
      ألم تعلمون ان الله بالمرصاد واننا كبشر سنجد افعالنا مسجلة صوت وصورة (ووجدوا ما عملوا حاضرا)

    • زائر 22 زائر 15 | 2:18 ص

      عدل الله سبحانه وتعالى

      الكثير من المسلمين يبايعون ويوالون من لا يخاف الله سبحانه وتعالى بحجة الله سبحانه وتعالى أمرهم بذلك.

    • زائر 13 | 12:51 ص

      ماعلينه منهم

      الأدعاء بواحه من الديمقراطيه والحريه وهم للأيحاء للمنظمات ليس إلا

    • زائر 12 | 12:50 ص

      لماذا لم يسجنوا بسيوني بل اعطوه المال

      حين جلبوا بسيوني وثّق وبرهن للعالم ان التعذيب ممنهج فلماذا تركوه من دون ان يسجنوه بل اغدقوا عليه المال؟

    • زائر 11 | 12:48 ص

      هل المطلوب ان نتقبل القتل الجماعي بقبول حسن وبلا توثيق او احتجاج

      هل المطلوب من شعب البحرين ان يتقبل كل انواع الظلم من دون ان يرفع عقيرته بظلامته للعالم؟
      هل المطلوب من هذا الشعب ان يغض الطرف عن كل استهداف ممنهج يستهدفه في عيشه، في كينونته، في بقائه، في مقدساته، في تعذيب ابنائه وقتلهم؟
      استهدفونا بالتجنيس حتى فاض بالناس وخرجوا ثائرين
      وهاهم يواصلون ذلك ولكن لا يريدون توثيق ذلك

    • زائر 9 | 12:44 ص

      غريب أنت يا وطني

      كان حرياً بالدكتورة أيضاً أن تشير إلى حادثة إلقاء مسيل الدموع على مأتم السنابس أثناء مسابقة لتلاوة القرآن الكريم قبل فترة بسيطة

    • زائر 8 | 12:32 ص

      أغرب جريمة=جريمة توثيق الجرائم

      هكذا هو العنوان أن توثق جرائمهم فتلك هي الجريمة الكبرى: يخافون من توثيق الجريمة ولا يخافون من ارتكابها

    • زائر 7 | 12:29 ص

      أبو صادق الدرازي

      الصراحة غلطانة مرت ولد خالي الدكتورة فاطمة حاجي!! يعني في ذمتش في أي بلد في العالم يتم (( تبخير الشعب )) بالبخور العود الكمبودي كل صباحٍ ومساء؟؟!! ليش يعني نكران الجميل ورد الإحسان بالتشهير على فرانس 24!!! الدولة مشكورة قاعدة تصرف ملايين من أجل تكون البحرين (( مبخر كبير )) يفوح 24 ساعة بالخناين وانتين تطلعين على قناة (روسية بعد) ماتدرين إن الروس هالأيام ألد الأعداء لأنهم يقفون مع بشار الأسد وحزب الله!!! الله يسامحش دكتورة

    • زائر 6 | 12:26 ص

      الصبر له حدود

      الله أيصبرنا

    • زائر 5 | 12:04 ص

      حتى الحيوانات نفقت ولو عرضنا مأساة الحيوانات لتعاطفت معنا منظمات غربية كثيرة

      صدقوني لو ركّزنا على نفوق الكثير من الطيور والحيوانات لتعاطف الكثير من الحكومات الغربية مع ما يحصل لنا لأن الشعوب الغربية تتأثر كثير لقتل الحيوانات وخنقها وتعذيبها . اما بني البشر فلم يقف شعبا موقفا مشرفا معنا الا كوريا فقط وبعض المنظمات الحقوقية.
      واي شخص يتفوه بحقيقة ما يحصل لنا كشعب يعد ممن يسيء لسمعة الداخلية وسمعة البلد
      لذلك علينا كشعب ان نتقبل القتل الجماعي بصدور رحبة وان لا نتفوه بكلمة آه واحدة لأن ذلك يؤذيهم

    • زائر 4 | 11:25 م

      الدكتوره غلطانه

      ليش ما حملت طبل ورافقها طبال وبعدين ليش ما قالت الحكومة تلقي بالورود على منازل المواطنين وتدخل لهم الفرح والسرور من جمييع انحاء المنزل .. دكتوره كفاك فخرا انك مواطنة شريفه ارفعي الراس وعند الله قفي مع خصمك حين لاااامفر

    • زائر 3 | 11:03 م

      يخلون روحهم في مواقف بايخه

      اعقلو الى متى سوف تعقلون

    • زائر 2 | 10:10 م

      يا وزارة الداخلية ماذا قالته لم تفعلوه فعلا

      نحن في مناطق بعيدة نسبيا عن القرى المنتفضة ولكن تتسلل روائح امسيلات الدموع الخانقة فشعر باختناق و ضيق في التنفس فكيف بمن يلقى في بيوتهم و سكناهم

    • زائر 1 | 9:42 م

      لله درك يا سيد

      نسأل الله اللطف بنا جميعا

اقرأ ايضاً