العدد 4241 - الخميس 17 أبريل 2014م الموافق 17 جمادى الآخرة 1435هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

نافذة على حيِّنا

أضحك من دهري وأياميه

وألتقي بالأعصر الخاليه

ذاك ربيع العمر لما تزل

أصداؤه ...طارفة زاهيه

ذوبت فيه ذكرياتي التي

تحمل أحلامي ...وأشعاريه

أنا وعشق الشعر عند الغروب

كالخمر ...والندمان ... والساقيه

أصافح الليل ...وطيف الكرى

وأمنياتٍ ...غضةً زاكيه

والعاشق المجنون في حينا

يمشي على أقدامه الحافيه

والقمر الضاحك ... مستيقظ

على سناه ... تضحك القافيه

والشاطئ العاشق ... ترنيمة

أشدو بها ... كالموجة الغافيه

***

أحلامنا العذراء ... تسري بها

زوارق ... كالنسمة الساريه

ولهفة الأشواق قد عُطرت

بأغنيات الطفلة ...الساهيه

ليلايَ كانت معبداً أسكرت

كاساتُه ...أطرافيَ الصاديه

وأسكرت من كان يشكو الهوى

حتى جذور النخلة ...الذاويه

فكم ... وكم ... نادمتها ساهراً

وكم ... وكم ... باتت بأحلاميه

فلم أنل منها سوى موعدٍ

أعذب ما فيه سويعاتيه

وأهلنا في الحي ... أقصوصة

قد زينت بالحب ... أجوائيه

ما فيهمو من ظامئٍ ... للهوى

إلا اهتدى فيه ... بمصباحيه

وحينا في العشق ... ترنيمة

وهو عروس الشعر ... والقافيه

وبيتنا ... أغرودة المنتهى

أنفاسه ... في أضلعي ثاويه

محمد حسن كمال الدين


لا تيقظ هذا الجزء من ذاكرتك (1)

حرك فاهك، وارقص في زار الشئون اليومية، دع دفوف المعيشة العفوية تحجب أنين الجن في طفولتك... توقف، قاوم وحين تحاول الذاكرة أن تكسر المدخل كي تنشره الظلام في رأسك توقف عن التفكير أو ستموت.

لطالما سمعتهم يتحدثون بأصوات أهلي يقهقهون في رأسي يستعمرون ذاكرتي الفطرية. تكاثروا على باب عقلي امتدت أياديهم السوداء فزادت الظلمة في ذكرياتي... فحيح أصواتهم اجتاح رأسي وأخيراً نجحوا في كسر الباب فتسربت ذكرى تنذرني أنهم كانوا في طفولتي.

ضحك محمد وهو يضرب بـ (الطابة) على الجدار الخشبي مخلفاً ضجيجاً مكرراً... قهقهت خديجة كعادتها بضحكتها الرشيقة وشعرها الحرير يتمايل فوق وجهها الناعم الأسمر... التصقت خصلة قصيرة في مخاطها اللبني... أطلقت لسانها الوردي من بين حصار شفتيها وراحت تكنس مخاطها مستمتعة بملوحته المرة... زينب كعادتها تضحك فتنمحي عيناها الضيقتان من خريطة ملامح محياها البريء وحين العب معها بصرامة ترمي كل شيء من بين يديها وتسترسل في البكاء بصوت خانق.

فاطمة صديقتي الوفية أدلل حروفي معها وأحمل سلوكي على كفوف الدلال حتى لا تغضب تثور ثائرتها تسجد على الأرض ونشاز بكائها يهتك حرمة متعة اللعب حينها يكون اللعب معها من عاشر المستحيلات... تتحرك كاليعسوب من زاوية إلى أخرى وشعرها المجعد المنكوش متلوث بكل مخلفات الكون... ترتدي سروالا أحمر قطن كريات التمدد واضحة فيه تحاول دائماً بناء علاقة وثيقة مع الشقيقتين المدللتين خديجة وزينب... لكن حين تنكمش الأقدار وترمي علينا خديجة من السماء كالقدر المفاجئ يظلم كل شيء.

جارتي وعدوتي تكون صاحبتي فقط حين لا يجمعنا الله بالآخرين إما حين يكتب الله لنا أن نتلون فهي تتمتع بتلوين لحظاتي مع الآخرين بالموت... تنكب على آذانهم ثانيةً حينها ينقلب الجمع عليّ وأكون الطفلة الغبية المنبوذة.

خديجة تتبع شقيقتها وزينب لا تريد الاقتراب من القطة التي تخدش شعورها... وفاطمة وراءهم وخديجة تلتف خلف ظهورهن ساخرة مني تخرج لسانها الملطخ ببقايا الأكل تحركه كالأفعى في وجهي ترفع يديها الطويلتين تضع ابهامها فوق رأسها وتحرك اصابعها الأربع تعزف فوق قهري.

ثم تختم حفل التشمت بي بإخراجها اسنانها العلوية، ترفع عينيها بسذاجة حينها يجد محمد الفرصة لتحطيمي قطعة تلو أخرى... يرفع اصبعه في وجهي ويضحك كالدجاجة التي تلد بيضة مستمتعاً بشحوبي.

حواء الأزداني


الحسين في ضمير الانتفاضات الكبرى (1)

نشرت صحيفة «القافلة» البحرينية بتاريخ الجمعة (2 ربيع الأول سنة 1374هجرية) الموافق (29 أكتوبر/ تشرين الأول العام 1954) مقالاً تاريخياً رائعاً تحت عنوان «الانتفاضات الكبرى في تاريخ البحرين»، جموع الشعب البحراني تتحد وتتكتل لتطالب بحقها في الحياة.

المقالة تقدم أخطر وأروع ريبورتاج في تاريخ صحافة البحرين الحديث «ذكرت فيه عن أخطر اجتماع عقدته الطائفتان الشيعية والسنية في مسجد «مؤمن» فريق المخارقة المنامة بمناسبة ذكرى أربعينية الإمام الحسين (ع).

17 صفر 1374 هجرية في هذا العدد الخاص بالانتفاضة آنذاك «صفحة صوت البحرين» وإذا كان طلب الحق ثورة فنحن ثائرون والحق فوق القوة ما هو المجلس التشريعي والحق فوق القوة» وكانت القافلة ممثلة في شخص رئيس تحريرها متواجد في وسط الخضم المتلاطم من الأمواج البشرية.

وقد توج هذا الحفل الحاشد بتوحيد الطائفتين على رأي واحد للمطالبة بالحقوق وكان من بين الحاضرين الشخصية المعروفة عبدالرحمن الباكر والسيدعلي كمال الدين وعبدالشملان (أعضاء الهيئة الوطنية).

ارتجل السيدمحمود المردى، كلمة بارك فيها الوحدة ودعا المجتمعين إلى انتخاب ممثلين للشعب، وقد أدى الشعب القسم بهذه الصيغة «أقسم بالله العلي العظيم أن أكون مخلصاً لقضايا البلاد العربية، وأن أسير متضامناً متحداً مع أبناء وطني لا طائفية ولا تفرقه والله على ما أقول شهيد».

وصف المردى رئيس تحرير «القافلة» الحشد بقوله: «وضاقت ساحة مسجد مؤمن على ما رحبت بأبناء الشعب، وامتدت صفوف الناس في الشوارع والأزقة حتى تعطلت حركة المرور في جميع مفترق الشوارع التي تؤدى إلى المسجد الطاهر، وتشابكت أيدي أبناء الشعب في عزم صادق، ويقين عظيم ولأول مرة».

في خضم هذا المهرجان الشعبي الجماهيري المنقطع النظير ألقي الشاعر عبدالرحمن قاسم المعاودة قصيدة عصماء بمناسبة ذكرى 20 صفر أربعين الحسين (ع) وهللت له الجماهير ونذكر منها بعض الأبيات:

ضربت للحق فينا أروع المثل

ولم تبال بما لاقيت يا ابن علي

عليك منا سلام الله ما هتفت

ورقا أو غرد الحادي على الإبل

قد قمت في نصر الإسلام متخذا

من هدى جدك طه أقوم السبل

يا ابن فاطمة الزهراء حسبك من

مجد بأنك من أبطالنا الأول

إن الإمام الحسين السبط وهو كما

في علمكم نسل خير الخلق والرسل

ضحى وقاوم عدوان الطغاة ولم

يلحقه في الله من وهن ومن كلل

القصيدة 34 بيتاً حث فيها الشعب أن يتأسى بالإمام الحسين الثائر على الطغاة ويحث الشعب على الوحدة فيما بينه ونبذ كل أشكال الطائفية لأنه يرى النصر مقروناً بالوحدة لا بتنافر.

علوي محسن الخباز


في ذكرى رحيلك

في الذكرى الثالثة لرحيل الجد الغالي قطب الحوزة العلمية في البحرين العلامة السيدعلوي الغريفي (قدس سره)...

ذكراكَ تعبرُ... والمواجعُ تكبرُ

وصدى رحيلكَ لم يزلْ يتكرّرُ

مازالَ صوتُكَ في جميعِ جهاتِنا

تنأى... وترجعُ للصلاةِ تُكبّرُ

ما غبتَ بل أنتَ الحضورُ وكلنا

رهنُ الغيابِ فجرحُ فقدكَ أحمرُ

في كلِّ رُكنٍ حولَنا لكَ صُورةٌ

كانت بدمعات الحنين تؤطَّرُ

ما كنتَ تُبصرُنا بنظرةِ أعينٍ

واليومَ بعدَكَ... كُلنا لا نُبصرُ

أمطرتَ إحساناً على الدنيا لذا

كانت بيومكَ بالمواجعِ تُمطرُ

لا لن تُلامَ على الغيابِ وهجرِنا

يكفي فؤادكَ ما يكنُّ ويضمرُ

فصّلْ على حجمِ الفراقِ قلوبَنا

فلـ عظمِ فقدِكَ لم تزلْ تتفطرُ

دعنا على زنديكَ نغترفُ النقا

يا من تُصبُّ براحتيهِ الأنهرُ

كم ذقتَ في دنياك أصنافَ الأذى

وبقدْرِ ما تشقى تقولُ: تصبَّروا

لم يحفروا في الترب قبرَك إنما

في كل قلبٍ كان قبرُكَ يُحفرُ

لم يحملوكَ على الأكفِّ وأنتَ منْ

بيديكَ أرواحُ الأحبةِ تُنشرُ

لم ينثروا من فوق نعشكَ تُربةً

بل كانتْ الأشواقُ ورداً تُنثرُ

لم يدفنوكَ وأنت شمسُ هدايةٍ

«أفديكَ إنَّ الشمسَ ليستْ تُقبرُ»

يا ابن الأكارمِ نمْ قريراً في الثرى

فـ ثراكَ سوسنةٌ... ووردٌ مُزهرُ

وانعمْ بجناتِ الخلودِ مُكرَّماً

معكَ النبيُّ وحيدرٌ والكوثرُ

ابنك المسمّى باسمك

سيدعلوي الغريفي

العدد 4241 - الخميس 17 أبريل 2014م الموافق 17 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً