العدد 4241 - الخميس 17 أبريل 2014م الموافق 17 جمادى الآخرة 1435هـ

58 قتيلا و100 جريح على الاقل في هجوم على قاعدة للامم المتحدة في جنوب السودان

جيش جنوب السودان
جيش جنوب السودان

أعلنت الامم المتحدة اليوم الجمعة (18 أبريل / نيسان 2014) مقتل ما لا يقل عن 58 شخصا وجرح اكثر من 100 في هجوم الخميس على احدى قواعدها حيث لجأ الاف المدنيين.

واكد توبي لانزر مسؤول برنامج المساعدة الانسانية في بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان التي تمزقها الحرب منذ اربعة اشهر ان منظمته "ستبذل كل اللازم لحماية حياة الناس" الذين لجأوا الى قواعدها في مختلف انحاء البلاد وبلغ عددهم حوالى 67 الف شخص من اتنيات متنوعة، "بما في ذلك استخدام القوة القاتلة".

الخميس هاجم حوالى 350 مسلحا بلباس مدني قاعدة الامم المتحدة في مدينة بور (200 كلم شمال جوبا) شرقا الخاضعة لسيطرة الحكومة، والتي دمرتها المعارك بعد تبدل الجهة المسيطرة عليها تكرارا.

ولجأ حوالى 5000 مدني الى القاعدة فرارا من اعمال العنف الاتنية التي طبعت النزاع.

وافاد لانزر ان المهاجمين ارادوا قتل اكبر عدد ممكن.

واوضح "عثر على 48 جثة" لمدنيين "من بينهم اطفال ونساء ورجال في القاعدة. وعثر على جثث 10 مهاجمين خارج القاعدة. بلغ عدد القتلى الاجمالي 58 لكنه قد يرتفع بسبب اصابة اكثر من 100 شخص بجروح بعضها خطير جدا".

وتابع لانزر "عندما ادركنا اننا نتعرض لهجوم قمنا بالرد" مشيرا الى ان "الرد السريع" للقبعات الزرق في بور وهم من الهند والنيبال وكوريا الجنوبية "انقذ حياة الكثيرين".

وعززت الامم المتحدة الاجراءات الامنية في جميع قواعدها في البلاد.

واعتبر لانزر ان "الاسبوع الفائت هو الاكثر سوداوية في تاريخ جنوب السودان" مع هجوم بور وكذلك مع وقوع فظاعات جديدة في مدينة بنتيو (شمال) النفطية التي اعاد المتمردون السيطرة عليها.

اندلع النزاع في جنوب السودان في 15 كانون الاول/ديسمبر في جوبا قبل ان ينتشر ويمتد بسرعة الى ولايات اخرى من البلاد ولا سيما اعالي النيل (شمال شرق) والوحدة (شمال) وجونقلي (شرق).

واوقع النزاع الاف القتلى بل ربما عشرات الالاف وادى الى نزوح ما لا يقل عن 900 الف شخص، واتخذ بعدا عرقيا ليتحول الى صراع بين قبيلتي الدينكا التي ينتمي اليها كير والنوير التي ينتمي اليها نائب الرئيس السابق رياك مشار الذي اقيل في تموز/يوليو 2013.

وافاد لانزر "من الضروري ان تدرك الجماعات كلها انها تدفع بالبلاد الى العدم".

وندد مكتب تنسيق المساعدات الانسانية التابع للامم المتحدة في بيان "بالمجازر المتعمدة للمدنيين في المستشفيات والكنائس وقواعد الامم المتحدة واماكن اخرى حيث يفترض ان تكون حقوق الاشخاص من المقدسات".

وتعد اغلبية اللاجئين في قاعدة بور كبرى مدن ولاية جونقلي النفطية من اتنية النوير التي تضم مشار الذي يقود تمردا تشارك فيه ميليشيات اتنية ومنشقون عن الجيش.

واعلن جيش جنوب السودان الخميس ان "المعارك لا تزال مستمرة" في محيط مدينة بنتيو الذي يسعى لاستعادة السيطرة عليها.

واعلن المتحدث باسم الجيش فيليب اغوير لوكالة فرانس برس ان "بنتيو ما زالت بين ايدي المتمردين لكننا نقترب منها".

اما الرئيس كير فلا زال يسيطر على العاصمة جوبا ويلقى دعم اغلبية الجيش وجنود ارسلتهم اوغندا المجاورة.

وادى النزاع في جنوب السودان احدث بلد في العالم بعد استقلاله في 2011 في اعقاب حرب اهلية دامية، الى مقتل عشرات الالاف ونزوح حوالى مليون شخص.

وشهد النزاع فظاعات من المعسكرين: مجازر اتنية، تجنيد اطفال، اغتصاب، قتل مرضى في المستشفيات.

وانذرت الامم المتحدة والوكالات الانسانية من احتمال تعرض حوالى مليون شخص للمجاعة.

ردا على هجوم بور اتهمت حكومة جوبا القبعات الزرق باستفزاز المهاجمين وبايواء مناصرين للمتمردين.

وصرح وزير الاعلام مايكل ماكوي للصحافة ان "قوة الامم المتحدة في جنوب السودان اطلقت النار في الهواء. طلقاتهم ادت الى هذا الوضع".

واعتبر ان المهاجمين اتجهوا الى القاعدة فقط للاحتجاج على احتفال نازحين في القاعدة بانتصارات اخيرة للمتمردين.

ودانت الولايات المتحدة "هجوما فظيعا" متحدثة عن "اساءة الى المجتمع الدولي". وذكر متحدث باسم امين عام الامم المتحدة بان مهاجمة القبعات الزرق تشكل "جريمة حرب".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً