العدد 4243 - السبت 19 أبريل 2014م الموافق 19 جمادى الآخرة 1435هـ

اليوجا والحركة التعبيرية للجسد في فضاء الطاقة والرشاقة

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

هذه الحركات الإيقاعية الجميلة التي يقوم بها اليوجيون ليست حركات جسدية للرياضة فقط، كما يعتقد الكثيرون، بل إن ممارسيها يحلِّقون معها بعيداً عن المكان والزمان، ويهيمون حتى عن اللحظة التي يعيشونها.

تلك الحركات المتناسقة في ذلك الفراغ المحيط بالجسد، تتحرك في إيقاعٍ وانتظام من البطءٍ والخفة، وبشكلٍ مدروس في كل الاتجاهات، مارسها أجداد هذه الحضارة منذ آلاف السنين، بدءاً من الهند، والتي انتشرت سريعاً في بقاع العالم لفوائدها المكثفة. هذه الحركة الرائعة لاجتذاب الطاقة الإيجابية للجسد والذهن والروح (spiritual) ،(physical ,mental) والتي تبدأ جسدياً بشد العضلات (streching the muscle) واستخدام وزن الجسد في الأداء وبِطُرُقٍ تؤدي إلى المحافظة على مطاطية العضلات وليونتها وتقوية الروابط بينها وبين العظام والفقرات الظهرية والرقبة والمفاصل (w).

هذه الحركات الإيقاعية الجميلة تساعد على الإقلال من الأوجاع عموماً، وكأننا نزيت من خلالها الجسد كاملاً.

ومن مميزات ممارسة اليوجا أنها لا تُنمي العضلات وتضخمها، ثم ترهلها، وخاصةً في حال التوقف عن أدائها كما يحدث مع الرياضات الأخرى، ولا يصاب الجسد بالترهل وتحجير العلاقة ما بين المفاصل والعضلات أوظهور الكرش، بل تحافظ على الجسد وتقاطيعه وجمال الشكل وشبابه.

ومن أساسياتها أثناء أداء الحركات الجسدية هو التنفسٍ (pranayam) العميق والمنتظم، والذي ُينظف الشوائب ويخرج الهواء من القاع ويستبدله بالهواء النقي في الرئتين، ويضخ الأوكسجين بكثافة للجهاز التنفسي، ما يقوي الدورة الدموية والقلب، وبالتالي يزيد من سرعة حرق الدهون، والمحافظة على الرشاقة.

كما يؤدي ذلك التنفس، إلى تنظيم الغذاء والشهية والإقلال من الشراهة في الأكل، وهذا التنفس العميق قلما نقوم به في تنفسنا اليومي.

كما تتوج نهاية جولة الحركات اليوجية، والتي تتراوح عادةً ما بين الستين والتسعين دقيقة، بالاسترخاء الجسدي الكامل ثم الذهني، بالتأمل (medetation) وهو غذاء الروح، والذي يُكِمل المثلث المثالي من هذا الفن الحركي.

إضافةً إلى ما سبق تُعتبر أهمية هذه المنشطات الحركية الذهنية من الأشياء الضرورية، لقدرتها على إضافة وتقوية معظم الأحاسيس الإنسانية رفيعة المستوى من الهدوء النفسي، والاسترخاء، والتأمل، والتي تقوم بدورها بإعطاء الهمة، والحيوية، والمحافظة على الشباب، وتأخير الشيخوخة والتخفيف من الغضب والتوتر والأمراض النفسية، والتقرب إلى الجوانب المهمة والخفية من الذات الإنسانية في ممارستنا اليومية، ما يغير إيقاع الحياة ويضيف إليها جمالاً وفرحاً، ونضجاً وحبّاً وعطاءً للآخرين.

وككل شيء جميل، علينا الالتزام بالقواعد الأساسية لتحقيق نتائجها الباهرة، أولها الانتظام في أدائها، بحيث لا يقل عن ثلاث مرات أسبوعيّاً.

وممارسة اليوجا بأصولها القديمة في البطء في أداء الحركات ومصاحبة التنفس، وإنهائها بالاسترخاء والتأمل. ويستحسن أن تكون يومية ولو لنصف ساعة، وإعطاؤها بعض الوقت لظهور نتائجها وتأثيراتها الإيجابية.

وهنالك بعض الماديين ممن استغلوا، وسرقوا فكرة اسم اليوجا وغيروها إلى رياضة عصرية سريعة الحركات والإيقاع.

وظهور أسماء مثل (pilatis ,flexersise ,yogaaxersis) وهي لا تنتمي لليوجا، وتجريدها من جذورها الأساسية، يفقدها الحقيقة، وإهمال (المثلث الذي ذكرته).

وإذ أكتفي بهذا القدر من الكلام عن اليوجا ومديحها فلن تكفيني الصفحات الطوال لشرح المزيد، لإعجابي الشديد بها، وإنني من عشاقها وممارسيها ما يزيد على الثلاثين عاماً.

ولن تتعرفوا عليها إلا اذا جربتموها وواظبتم وصبرتم إلى أن تظهر نتائجها الإيجابية، لتجدوا من التغيرات المذهلة وبحورها العميقة في أنفسكم وأجسامكم ما سيدهشكم.

والظريف أنها في متناول الجميع، ومن أرخص وأسهل الرياضات الصحية والذهنية لجميع الأعمار، وكل ما نحتاج إليه فيها هو الإرادة والإصرار.

وشكراً لأجدادننا وللحضارة الرائعة ممن تركوا لنا كل هذه الكنوز، كي نغرف منها ولأبد الزمان.

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 4243 - السبت 19 أبريل 2014م الموافق 19 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 8:29 ص

      حقيقة اليوجا

      من اعظم الرياضات القديمه والت بدات مكانتها تعود يعطيج العافيه على هذا التنوع الجميل

    • زائر 2 | 8:26 ص

      اليوجا مهمه

      مقال مهم ورائع والجيع محتاج اليه في هذاه الايام

    • زائر 1 | 1:10 ص

      نعم للرياضة

      نحن الان اكثر من اي وقت مضى وف امس الحاجة للرياضة الجسمية وللرياضة الروحية وكذالك للرياضة النفسية لنتعلم الصبر على مصايب هدا الزمان وما يليه , اللهم صلي على محمد وال محمد . خاتون

اقرأ ايضاً