العدد 4244 - الأحد 20 أبريل 2014م الموافق 20 جمادى الآخرة 1435هـ

نزعة فاشستية

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من الصعب أن تكتشف وجود تيار عنصري فاشستي، بات يتغلغل في بعض تلافيف الذاكرة المبتلاة بداء الكراهية القاتلة.

المشروع ليس جديداً ولم يكن رد فعل على حراك فبراير 2011، لكي نضع الأمور في سياقها التاريخي الصحيح. فهناك نزعة عنصرية قائمة على تشطير المجتمع وشرذمته، وإقصاء الجماعات غير المرضي عنها، وزرع الكراهية بوسائل إعلام رديئة في تربةٍ اجتماعية باتت تتقبلها خلال السنوات الماضية.

قبل شهرين، فوجئنا بحملة استعداء عنصرية ضد لاعب كرة قدم بحريني، تعاقد معه أحد الأندية، فتحركت بعض القوى الانعزالية للتهييج ضده لمنع التعاقد معه. وقد تصدّى رئيس النادي لهذا التيار الانعزالي بموقفٍ وطني مسئول، وضع النقاط على الحروف، وحسم القضية التزاماً بمبدأ عدم الخلط بين السياسة والرياضة.

هذا الأسبوع، فوجئنا مرةً أخرى، بتسويق دعوة أطلقها خطيب جمعة في المنطقة نفسها، لتوقيع عريضة، ولكن هذه المرّة من أجل المطالبة بطرد مواطنٍ بحريني من عمله بأحد المراكز الصحية، ليس لخطأ ارتكبه، أو ذنبٍ اقترفه، أو تقصيرٍ في عمله، وإنّما لمجرد انتمائه إلى طائفة أخرى!

عريضة غريبة، تقوم على أساس عقليةٍ مريضة، تعتبر أي شخص منتمٍ لطائفة أخرى مشبوهاً وخائناً، ومن الطبيعي أن تنتهي هذه النظرية العنصرية بتشويه صورة الآخر، واستباحة ماله ودمه وعرضه، وشتمه بصورة يوميةً في الصحف، وفي خطب الجمعة كل أسبوع!

حين يتم الترويج لمثل هذه العريضة الفاسدة، وتقديم الذرائع السخيفة لتمريرها بين العامة، من حسابات وهمية، فأنت تواجه أشباحاً. أما إذا تصدّى لترويجها مسئولٌ في معهد رسمي تابع للدولة، فتلك جريمةٌ مكتملة الأركان، لأنه يشارك في الجرم عن سابق وعي وتعمد. فالقول بطرد مواطن من وظيفته الحكومية لمجرد الشكّ بأنه «ممن لا يؤمن شره»، خروج عن نواميس الكون والأخلاق، وقوانين الأرض وشرائع السماء.

لا يمكن أن نفصل عما يكتبه أحدهم في حسابه على «تويتر» وعمّا يؤمن به أو يطبّقه في موقعه، إلا أن يكون قرداً مصاباً بانفصال في الشخصية. الكاتب البلغاري نيكولاي خايتوف كان يقول: «إن الدنيا أقصر من أن تسمح لنا بأن نكون قروداً». ومحاولة الفصل بين المنصب الرسمي وما تعبر عنه من مواقف شخصية، إنّما هي طريقةٌ جبانةٌ للهروب من المساءلة القانونية والاجتماعية. إنّها جبنٌ ونقصٌ في الشجاعة، هذه هي المسألة باختصار.

إن التهليل لهذه الدعوة العنصرية بطرد أبناء طائفة كاملة، على طريقة طغاة القرون الوسطى: «خذوهم بالظنة واقتلوهم بالتهمة»، إنّما هو عارٌ يلحق بصاحبه، ولن يغسله الحصول على ألف جائزةٍ للإعلام الاجتماعي، كما يتباهى في حسابه على «تويتر». فالدعوة لطرد المواطنين من أعمالهم لمجرد شهوة الثأر والانتقام، تدل على انعدام المسئولية الاجتماعية وحالةٍ من التصحر في المشاعر الوطنية والإنسانية معاً.

النزعة الانعزالية تبدأ بمنع لاعب فممرّض، وإن لم يرفضها المجتمع ستمتد، كالداء الوبيل، إلى الأطباء والمهندسين والموظفين والصحافيين وسائقي سيارات الأجرة وعمال الكهرباء... ولن تتوقف إلا مع تقويض كل دعائم الدولة، من مؤسسات وقوانين، لتسود شريعة الغاب والمجانين.

تعلّموا من تجارب الشعوب الأخرى، وما فعلته بهم العنصرية، من عصابات «كوكلوكس كلان» في الولايات المتحدة، إلى «البوير» في جنوب أفريقيا أيام الفصل العنصري «الأبارتهايد»، فالذكي من يستفيد من تجارب غيره قبل أن يضرب به المثل في العنصرية والحماقة والغباء.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4244 - الأحد 20 أبريل 2014م الموافق 20 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 24 | 8:43 ص

      sunnybahrain

      السلام عليكم ،،سيدنا لن اضيف على مواضيعك الحادفه لخدمة الوطن والمواطن ،،وكل ما ارجوه من جريدتنا الاولى ،،تكريم السيد قاسم بل وتكريم معظمم القائميين على جريدة الصدق والامانه { الوسط } والى الامام . شكرا لكم ،،السلام عليكم .

    • زائر 22 | 6:43 ص

      فى الحقيقة هاذى وقاحة منقطعة النظير

      من الشخص المذكور وهو لايمثل الانفسه وللاسف تمثيل سىء انا واحد وبجانبى الكثير الكثير ممن يرفض اى دعوى طائفية وعنصرية بغبض والدختر مو دختر ابوه بل ملك الدولة وتحت حكم الحكومة وهى من تقرر من يقعد ومن يقوم مو حضرة الاخ ويجب تفعيل قانون التمييز والاساءة للاخر اما مايدعيه من اتهامات فهناك جهة وحيدة له الحق فى الكلام بهذه الامور الا وهى الداخلية مو كل من يه بحجة الموالاة ورز ويهه وسوى روحه ريال وطاح فى خلق الله المراجعين والموظفين كلهم يرفضون الترهات اللى ينطق بها هذا المريض والديرة مو ناقصة ترى

    • زائر 20 | 4:53 ص

      عنصري مؤكد

      هذا مسؤول في مؤسسة حكومية ويكتب بهذه اللغة العنصرية الفاضحة. ويدعو للكراهية والحقد بين ابناء المجتمع. وفي آخر اليوم يأتي ليعمل محاضرة عن الوحدة الوطنية. عنوانه معروف للجميع وعلى تويتر.

    • زائر 19 | 4:49 ص

      محرقوي

      وانا اقرا مقالك يعصرني الالم من تصرفات اشخاص لاسف ينتمون الي طائفتي
      هذا التصرف مرفوض

    • زائر 18 | 4:49 ص

      الغربة في الوطن كربة

      ما جرم هذه الطائفة ، الم يكن لها الدور الكبير في ازهار وتقدم وتحضر هذا البلد العزيز ، الم يولد من رحم هذه الطائفة الاطباء والمهندسون والاساتذة وحتى الفلاحون الذين بعرقهم رووا تراب هذه الارض الطاهرة ، الم يكن رجال هذه الطائفة ركبت غمار الامواج العاتية بحثا عن اللؤلؤ الرطب لتتزين به جيد فتيات الاكابر ، الم يكن رجال هذه الطائفة عملت في المصانع والشركات ليلها ونهارها في سبيل ازدهار بلدها . والكلام ويطول ويطول . فقل لي برك ايهما احق بالتكريم والاحسان المحسن ام المحسن اليه ؛ فمالكم كيف تحكمون ؟

    • زائر 17 | 4:20 ص

      كن منصف

      يوجد طائفيين من المذهبين فلا تسوي روحك مظلوم لان في ناس من الطائفة الاخرى ايضا انظلموا لان حواليهم عصابة من الطائفيين من المذهب الاخر

    • زائر 21 زائر 17 | 4:56 ص

      هذه هي الفاشية التي يقصدها قاسم

      هل فصلوهم من أعمالهم وقطعوا أرزاقهم وحرضوا عليهم في التلفزيون؟ من الواقعي ومن الكذاب؟ منظمة العمل الدولية للتو اعلنت الاتفاق مع الحكومة لارجاع المفصولين، هل تعرف كلهم من أي طائفة؟ الله يساعدك يا سيد على هالأشكال.

    • زائر 14 | 3:17 ص

      هذه نتائج التحريض السياسي

      يا أخوان مع أحترامي لكاتب هذا العمود الاستاذ الكبير ولكن ألا تعتقدون بأن مثل هذه الأمثله التى أوردها أستاذنا غير موجوده في أماكن أخرى ومن طوائف أخرى ، أنا أعتقد بأن مثل هذه الأساليب المريضه موجوده عند الطائفتين وعندنا أمثله كثيره لا يسع المكان بذكرها ، اليوم نحن في أمس الحاجه للقواسم التى تجمعنا وليس تفرقنا ، طرح مثل هذه المواضيع بعين واحده وكان فقط أبناء الطائفه الشيعيه هم المستهدفون طرح غير صحيح وسليم ، كم عدد من الأصدقاء والأخوان فقدناهم وقطعوا العلاقات معنا مباشره بعد أخلاء الدوار عام 2011 !

    • زائر 15 زائر 14 | 3:43 ص

      عزيزي

      ليست عند الطائفة الشيعية فقط صحيح ، ولكن ما وجه المقارنة في البحرين بالذات بينهما مع الطائفة السنية الكريمة ؟؟ ستقول الأطرابات لدى الشيعة جميل وهل يجوز للدولة وموالوها بأن تكيل بمكيالين لأن اغلب المطالبين شيعة ، كما ان قيادات السنة محسوبون على الدولة فلن يتحركوا الا بما يخدم السلطة ، واذا اردنا التوافق معهم كما يقولون هذا محال لأنهم يرون بأن ما تقوم به السلطة صحيح علاوة على ان بعضهم طائفي من الدرجة الأولى ومن مصلحة السلطة ابراز هذه الوجوه عزيزي لا نخدع بعضنا المعروف ان السنة لن يتحركوا .

    • زائر 16 زائر 14 | 3:57 ص

      مقارنة غير عادلة

      ماذا يملكون الشيعة أصلاً؟ انظر للطرف الذي فصلهم من اعمالهم وقطع ارزاقهم وشارك في تعذيبهم والتحريض عليهم. هذا هو الواقع ومع ذلك نكرر اخوان سنة وشيعة ومازلنا مؤمنين بذلك. المساواة بين الضحية والجلاد غير صحيح وغير عادل.

    • زائر 25 زائر 14 | 10:50 ص

      عبد علي البصري

      اذا كان اقول اذا كان هذا المقال مدعاة للتحريض فإن السكون مدعاة للعبوديه . والساكت عن الحق شيطان اخرس . هل تريد ان نكون شياطين خرساء ؟؟؟؟

    • زائر 13 | 3:09 ص

      كمية الكراهية كبيرة على هذه الجزيرة الصغيرة

      العقلية القبلية و الطائفية لا تبني مجتمع متمدن، و من يحاول ترسيخ هذا الفكر المسموم ليس سوى انتهازي فاشل يسعى لتوظيف الأزمات للتسلق على الأكتاف !!

    • زائر 12 | 2:53 ص

      عقلية داحشستنان

      البعض يعيش عقلية داحشستان....والسبب معروف الاعلام الحاقد والمنابر الضالة التي تعبئ جمهورها ليل ونهار بمناسبة او غير مناسبة واصبحت هذه المنابر الصفراء مصادر توجية فكري وثقافي واجتماعي وسياسي.
      المطلوب من المثقفين والوطنين والشرفاء تجميع كل جهودهم لنقض هذه العقلية وتعرية القائمين والمحرضين عليها و الذين يقتاتون عليها قوتهم ويشربون من مياهها الاسنة.

    • زائر 11 | 2:00 ص

      وجود أمثال هؤلاء يعطي للمتسلقين والعابثين باللحمة فرصتهم

      لولا وجود امثال هؤلاء لما استطاع احد ان يشعل الفتنة بين شعب كشعب البحرين الذي عاش السني مع الشيعي
      هؤلاء هم خراب الديار والبلاد والعباد

    • زائر 10 | 1:41 ص

      مرض الحقد والكراهية

      لو كان هؤلاء اصحاب المنابر يدركون الخطر الذي يحل بالبلد لما فعلوا ولكن مصالحهم الدنيويه هي ثقافتهم الهشة كما قال مولانا علي بن ابي طالب عليه السلام دينكم ديناركم

    • زائر 9 | 1:35 ص

      حقد و مكر

      و لا يحيق المكر السيء الا بأهله

    • زائر 8 | 1:35 ص

      استاذي الكريم

      حينما اقرأ لكاتب تشفيه في موت شاب غض الشباب ويطلب المزيد ، وحينما يبارك اخر سحب جنسية مواطن ويطلب المزيد من سحب الجنسيات وحينما اسمع مباركة اناس بمقتل شبابنا وحينما يعتلي منبر سول الله خطيب ويشتم طائفة بعينها ،، ماذا يتبادر لذهننا ؟؟ اليس أولئك النفر لديهم عداء مستحكم منذ سنين وقد جاءتهم الفرصة لينفثوا احقادهم التي تربوا عليها من اسلافهم ؟؟ لديهم من العنصرية ما يكفي ولديهم من الكره ما يكفي لممارسة (النزعة الفاشستية ) .

    • زائر 7 | 12:58 ص

      قناص

      شكرا اخ قاسم على هذا المقال الهادف والصريح حيث ان من يستغل هذه المنابر ليشفي غليله من الامراض التي ابتلي بها انما هو اولا ليس من اصل سكان هذه الارض الطاهرة و انما هو من المستعربة الذين يودون اشعال الفتنة واستمرارها لكي يصل لأهدافه القذرة وامثاله كثيرون ولذلك استغلوا الاسلام والمنابر لبث سمومهم وامراضهم منها ونحن نسمع تحذيرات وزارة الداخلية لهؤلاء المحرضين ولكن دون اي تطبيق حرف واحد من هذه الاجراءات ضد هذه الفئة التي تحصل على دعم وليس عقاب . وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون .

    • زائر 6 | 12:49 ص

      أزيدك من الشعر بيتاً

      ضابط متنفذ استاء من وجود بحرينيون ذات انتماء طائفي مختلف عنه يعملون في قسم رخص البناء في البلدية الجنوبية ، فما كان منه إلا أن تحرك بحميته الجاهلية وتحدث لمدير عام البلدية وربما غيره لنقلهم عن هذه البلدية لأنه "ما يشتهي يشوف هالأشكال". تم تحقيق جزء من مبتغاه بأن يكون من يستلم الطلبات شخص آخر "مجنس" تقتصر مهمته فقط على الاستلام دون دراسة وفحص الطلب. مدير البلدية رفض فكرة النقل لهؤلاء بسبب كفاءتهم في تسيير الأعمال المطلوبة التي خذله فيها كثير ممن أتى بهم سابقاً لهذه الظائف!

    • زائر 4 | 12:03 ص

      بكل صراحة

      لا يخفى على الجميع أن الحسد والغيرة موجودة في كل مكان والحمد لله شبابنا وشاباتنا من الطائفة المستهدفة هم من خيرة الشباب من حيث المهارات والذكاء سواء في العلم والدراسة والرياضة والطب والهندسة وكل المجالات وهم يتصدرون قوائم الشرف في كل عام دراسي وهذا سبب استهدافهم فهم لا يجيدون الرقص والليوة والطبل والجلوس على القهاوي والتسكع في الشوارع والتباهي بالسيارات السكر آب بل همهم العلم والدراسة والتفوق فهل لا تتوقع استهدافهم يا أستاذ

    • زائر 3 | 11:54 م

      فاقد الشيء لايعطيه

      صدقت القهر بان لديه وظيفة رسمية مهمتها الأولى هي تثقيف البحرينين بحقوقهم السياسية في مكان وبلد تحترم القوانين اجلسوه في بيته

    • زائر 2 | 10:52 م

      احدهم يعمل عسكريا صديق لابني

      صديق ابني عسكري تربيا معا في الحي و في احد الايام يدخل ابني بالبيت قرص مدمج غلافه يغنيك عن سماعه واضح ان محتواه لن يوفر مفردة تكفير الا و استخدمتها صد الشيعة و بعد استيضاح الامر تبين ان المرشد الديني اعتاد تزويدهم بهذه الاقراص التي تكفر الشيعة و تبين ايصا ان قرصا واحدا لم يتهرص لليهود و الاسرائيليين

اقرأ ايضاً