العدد 4246 - الثلثاء 22 أبريل 2014م الموافق 22 جمادى الآخرة 1435هـ

مطالبات لـ «الثقافة» بتوسيع دعمها للكاتب البحريني وحسرة على تناقص القرّاء

ارتياح من تسهيلات «الإعلام» منح التراخيص... في اليوم العالمي للكتاب...

منصور سرحان - يوسف محمد
منصور سرحان - يوسف محمد

الوسط - حبيب حيدر، حسن المدحوب 

22 أبريل 2014

طالبت فعاليات ثقافية وأدبية وزارة الثقافة والمؤسسات الإعلامية ودور النشر، بتوسيع دعمها للكاتب البحريني في مجال الطباعة والنشر والتوزيع. وأبدت هذه الفعاليات في ندوة عقدتها «الوسط»، تزامناً مع اليوم العالمي للكتاب، (احتفال يقام كل عام في 23 أبريل/ نيسان، بعد أن قررت «اليونسكو» منذ العام 1995 الاحتفال بالكتاب)، «حسرتها من تناقص أعداد القراء البحرينيين»، الأمر الذي أرجعه بعضهم إلى تصاعد نجم الكتاب الالكتروني، فيما خالف آخرون ذلك، مشددين على أن «القارئ البحريني لايزال بخير مقارنة بقراء الوطن العربي».

كما بدا واضحاً الارتياح الذي أبداه الحاضرون تجاه التسهيلات التي تقدمها «هيئة شئون الإعلام» فيما يتعلق بمنح التراخيص اللازمة لإصدار الكتب والمؤلفات، بالإضافة إلى المبادرات التي تقدمها دعماً للكاتب والكتاب البحريني في مختلف محطات إصداره.

وشارك في الندوة، كمتحدثين رئيسيين، كل من: مدير المكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي منصور سرحان، ومدير إدارة وسائل الإعلام في هيئة شئون الإعلام يوسف محمد، وموسى الموسوي صاحب «دار فراديس للنشر والتوزيع»، والناقد والكاتب فهد حسين، بالإضافة الى متداخلين في الندوة، هم: المستشار الإعلامي لوزارة الثقافة إيلي فلوطي، والناقد جعفر حسن، والناقدة المسرحية زهراء المنصور، والكاتب والخطاط أيمن جعفر، والباحث التاريخي محمد السلمان، وأدار الندوة منصورة عبدالأمير.

وفيما يأتي ما دار في الندوة:

- منصورة عبدالامير: نرحب بكم جميعاً في منتدى «الوسط» الثقافي، والذي يتمحور حول مناقشة «كتابة الكتب بين حماسة المؤلفين واستسهال دور النشر»، حيث يمكن مناقشة هذه الظاهرة، في إيجابياتها وسلبياتها، وجميع ما يتمحور حول الكتاب والكاتب البحريني، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف الذي يصادف 23 أبريل / نيسان.

- مدير المكتبة الوطنية بمركز عيسى الثقافي منصور سرحان: البحرين سباقة في مجال الكتب، ونحن نتذكر تزامناً مع اليوم العالمي للكتاب الذي تم الاحتفاء به عالميّاً في العام 1995، أنه في العام 1974 تأسست أول دار نشر في البحرين، واستطاعت أن تنشر 60 مؤلفاً عن الأدب الحديث، أما دار «الغد» فتأسست لمساعدة الشباب الواعي، واستطاعت أن تطبع 60 مؤلفاً، بعد ذلك توقفت هذه الدار.

وفي العام 1983 تأسست «بانوراما الخليج» وقد تحولت الى دار نشر، واستطاعت أن تنشر 21 كتاباً.

في التسعينات عادت المكتبات التجارية تنشر، ومنها دار الحكمة في المحرق، واستطاعت حتى نهاية القرن العشرين نشر 100 كتاب، ثم مكتبة فخراوي التي نشرت 70 كتاباً.

هناك كذلك دور لعبته الصحافة الحديثة في النشر، مثل صحيفتي «الأيام» و»الوسط»، لكن لايزال الإنتاج ضعيفاً في الجملة، «الوسط» استطاعت أن تنشر 14 كتابا حتى اليوم.

هناك قلة في الاصدارات في البحرين، عدد الكتب المنتجة سنويا 70 عنوانا، وعندما نقيس هذا الرقم بالمجتمع العربي نقول إننا بخير، حيث تنتج جميع الدول العربية سنويا نحو 5000 عنوان كتاب فقط، بما فيها لبنان، حيث أدرجت مؤسسة «الفكر العربي» العام الماضي هذا العدد.

وعندما نقارن هذا الرقم العربي، نجد أن 350 مليون نسمة في الولايات المتحدة ينتج لهم 290 ألف عنوان كتاب جديد، وفي بريطانيا هناك لكل مليون نسمة 2000 كتاب، بينما في الوطن العربي لكل مليون شخص 12 كتاباً فقط.

الإنتاج العربي يشكل 1.1 في المئة فقط من الإنتاج العالمي، ماليزيا عدد سكانها 4 ملايين، وانتاجها 12 الف كتاب سنويا، المجتمع العربي يأتي في ذيل القائمة من ناحية الانتاج الفكري.

الانتاج العربي لكتب الأطفال متدنٍ، فبينما هناك 13 الف عنوان في أميركا، و3800 في بريطانيا، نجد أن ما يقرأه المواطن العربي ضعيف، وهو ما يساوي 6 دقائق سنويا.

في البحرين ومن خلال تتبعي ورصدي، وجدت أن هناك 70 عنوان كتاب سنويا، واذا ما قسمناه على عددنا وقسنا ذلك بالوطن العربي فنحن بخير.

وعن نوعية الانتاج، فما ينتجه المواطن البحريني، خلال الأربع سنوات الاخيرة، يتمحور 40 في المئة في الادب من الشعر والقصة وما قاربهما، و30 في المئة في التاريخ والتراجم، لكن التوازن غير موجود، فهناك 30 في المئة، لبقية العلوم الأخرى، فالناشر يريد ان يربح ماديا في نهاية المطاف.

أنا كنت مديراً للمكتبات العامة، ومديراً لمكتبة مركز عيسى الثقافي، ووجدت أن المؤلفين يشتكون من قلة الاقبال، أقول إن كتب هاري بورتر بيع منها ملايين، بينما اين هو الكتاب الذي باع مئة الف نسخة في الوطن العربي؟ في البحرين والوطن العربي لا يمكن ان نصل الى هذا الرقم، وأتذكر أننا كنا مرة في بيت المرحوم ابراهيم العريض، وكان المرحوم غازي القصيبي موجوداً وقال انه لا يوجد مؤلف عربي يربح، وأنا أحدهم.

- مدير ادارة وسائل الاعلام بـ «هيئة شئون الاعلام» يوسف محمد: دور هيئة شئون الاعلام هو تسهيل وتأسيس مكتبة بحرينية، وإدارة شئون الاعلام هي المعنية، وفي العام 2013، اعطينا 350 ترخيصاً للكتب، ولكن كم تمت عملية الطباعة من هذه الكتب؟.

هناك تسهيلات عديدة تقدم من «هيئة شئون الاعلام»، وهناك كتب لا يتعدى مدة ترخيصها يوماً واحداً، في السابق كانت هناك محطات عديدة للحصول على رقم التسجيل، اما اليوم فجعلناها محطة واحدة، ونحاول وضعها الآن بشكل إلكتروني، وهناك أكثر من دار نشر نضع لهم أولوية للتراخيص، من باب الدعم والتشجيع، بل ونعمل على فكرة أن نزور بعض المتقدمين لطلبات الترخيص للكتب في منازلهم لإتمام الاجراءات تكريما لهم على جهودهم الثقافية.

في معرض الكتاب الاخير دخل 120 الف كتاب، وزارة الثقافة شاهد على اننا لم نمنع اي كتاب من العرض فيه.

المطبعة الحكومية دخلت ضمن وسائل الاعلام التي نعمل على تقديم تسهيلات فيها للكاتب البحريني، والآن نضع خطة لدعم الكاتب البحريني من خلال المطبعة، ووضعنا خطة لطباعة الكتب للكتاب البحرينيين ولو بسعر التكلفة.

نحن كجهة رسمية نقدم جميع التسهيلات للمؤلفين، هناك مؤلفون لا يعرفون من أين يبدأون في الطباعة والنشر، والآن نحن نعرّف الكاتب بدور النشر، ونعرف الكاتب بأمور أخرى تفيده في هذا الصدد.

نحن في نصف العام 2013 طبعنا 12 كتاباً، ونأمل ان نطبع 12 كتابا آخرين، ومعرض الكتاب الأخير دلل على أن الهيئة تسهل الكثير للمؤلفين البحرينيين.

- صاحب «دار فراديس للنشر والطباعة» موسى الموسوي: سأتكلم عن «دار فراديس»، الناشر يقدم الكثير للمؤلف، مرحلة الطباعة ليست عملية سهلة، نحن نتسلم المادة وتحتاج بدورها الى اعادة تنقيح واخراج، الى ان يصل الكتاب الى مرحلة الطباعة.

نحن كفراديس ارتأينا ان نجعل بيروت محطة لنشر الكتب البحرينية، ونحن ننشرها أيضاً في ثلاث محطات عربية، هي: المغرب وبغداد ومصر، ونشارك في المعارض العربية كافة.

مهمتنا أن نعرض الكتب، نحن نطبع 1000 نسخة، ونظل نوزعها على مستوى العالم العربي، في الإصدار الأول نطبع هذا العدد، ونعيد طباعتها عدة مرات إذا احتاج الأمر إلى ذلك.

الكتاب مهمة الناشر، نحن نعرف القارئ بالكاتب البحريني، نحاول عرض الكتاب الكترونيا على موقع النيل والفرات، لكن حقيقة الكاتب البحريني مظلوم في كل خطواته، ابتداء من الناشر، حيث نقول له ان الكتاب يكلفك، والصدمة الثانية له تأتي عندما يتم تسويق الكتاب ولا يباع.

وعندما تلجأ الى المؤسسات الرسمية، قبل 10 سنوات كانت وزارة الاعلام تشتري 200 نسخة كدعم للمؤلف، لكن هذا المشروع ألغي، وإدارة المكتبات العامة كانت تشتري 20 الى 30 نسخة، وبحسب معلوماتي توقف هذا الشيء.

- يوسف محمد: أحيانا هناك شهرة للكاتب وقلة في البيع.

- موسى الموسوي: أحد الإخوة اللبنانيين كتب كتاباً عنوانه «هكذا تحدث القذافي»، وكان مغلفاً، وطبع منه طبعتين، وهو فارغ المحتوى ولا يحوي سوى أوراق بيضاء، لكنه باع منه الكثير، والسبب أنه ابتكر طريقة غريبة للتسويق.

- الكاتب والناقد فهد حسين: هناك هموم كثيرة للكاتب البحريني، حيث أبدأ بعنوان المناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف، حيث ينسى النصف الثاني للعنوان، هناك اشكالية حتى في الاحتفالات سواء الرسمية أو الأهلية بالكاتب البحريني.

نتكلم عن الكتاب ونحتفي به، لكن يجب أن نحتفي بمن صنع هذا الكتاب، وللأسف لا يوجد ذلك، ولا يوجد حتى مكافأة للكاتب على جهده العلمي أو الإبداعي، وهناك أسباب كثيرة لعدم اعطاء المؤلف البحريني حقه، ومنها الصحف، التي لا تهتم بالكاتب البحريني في النشر، هناك صحيفة واحدة فقط التي تعطي مردودا ماليا للمؤلفين عند النشر.

أما دور النشر، فلا توجد أي دار نشر تطبع بالمجان، وتسترد مبالغها من خلال البيع، لكن المؤلف يشتغل على كتاب مدة 3 الى 4 سنوات، ولا يتسلم أي مقابل، انا طبعت 10 كتب ولم أتسلم أي فلس.

والمعاناة الأكبر، كانت عندما طبعت عن طريق وزارة الثقافة مشكورة كتابا لي في النقد، عند دار لبنانية، وكان مفترضاً منها عندما تأتي الى أي معرض كتاب بحريني، أن يكون هذا الكتاب موجوداً، لكنني لم أجد هذا الكتاب في هذه المعارض، وكذلك في معرضي الكويت وعمان، وعندما أسألهم يقولون مرة انه في الجمارك، ومرة أخرى، يقولون انه تم بيع النسخ التي تم جلبها للمعرض بالكامل.

هذه معاناة لدى الكاتب البحريني؛ لأنني أعتبرها إهانة للكاتب البحريني، فإذا كان كتابه لا يعرض في البحرين، فهل نتصور انه سيعرض في المغرب مثلا؟.

هناك إشكالية للطباعة في البحرين، هناك في البحرين من يكتب الرواية وعددهم 39 شخصاً، ولهم 91 عملاً، طبعاً ليست كل هذه الأعمال ذات قيمة، وهنا تبدأ عملية الاستشاري في دور النشر، فهل هناك استشاري في دور النشر يقيم الأعمال ومدى جودتها؟.

ما نراه أن الاصدارات تصدر بهدف التسويق، لكن ما قيمة الكتاب الذي يطبع، وما نوعه وحجمه، وكيف يسوق؟ هذه أسئلة يجب أن تطرح، فكيف تقبل دار النشر بطباعة هذا الكتاب أو ترفضه، دور النشر في البحرين لا ترفض طباعة أي كتاب؛ لأن معيارها هو المردود المالي فقط، في الفترة الماضية، كانت مكتبة عريقة كـ «دار الآداب» لديها لجنة لتقييم جودة الكتب.

نعم، وزارة الثقافة تطبع مشكورة الكتب وتعطيك 400 او 500 نسخة مجاناً، ولكن في الكويت يعطى الكاتب 1000 دينار مع الطباعة والنسخ، بينما في البحرين هذا الموضوع غير موجود.

- موسى الموسوي: عن مسألة الاستشاريين، نحن لدينا استشاريون يعرض عليهم العمل حتى يتم تقييمه، حتى لو كان مدفوع الأجر، مع أن العمل أحيانا لا يعني الشأن البحريني فقط.

السعودية سوقها كبيرة، نحن منذ 6 سنوات نشارك في معرض الكتاب فيها، وهي تعتبر المنقذ الذي يعوض عمل سنة كاملة في التسويق، بعض العناوين نبيع منها المئات من النسخ، كتاب «يهود البحرين» بعنا منه 200 نسخة خلال سنة واحدة، وهذا رقم جيد، على رغم ان البيع تم أغلبه في معرض الكتاب في المملكة العربية السعودية، مع أن موضوع الكتاب يتحدث عن البحرين. وهناك بعض العناوين بيع منها المئات مثل «التحفة النبهانية».

- منصور سرحان: بعض دور النشر أحياناً تنسى حتى سنة الطبع، ولولا أن وزارة الإعلام تضع رقم الايداع لما كان بإمكاننا معرفة تاريخ هذا الكتاب. وبعضها لا يهتم حتى بملاحق الأعلام والشخصيات والمصطلحات، بينما في الدول الأوروبية لا يمكن أن يصدر كتاباً دون ذلك.

أصدرت كتاب رصد الحركة الفكرية في البحرين خلال القرن العشرين فوجدت أن ما تم تأليفه خلال مئة عام 1502 كتاباً أما في العشر سنوات الأخيرة من 2000 إلى 2010 فقد وصلت الإصدارات إلى 1750 كتاباً أي أنها أكثر مما صدر خلال الـ 100 سنة الماضية وهذا يعكس تطوراً، وكذلك يظهر بروز الكتاب السياسي في البحرين في هذه الفترة.

الصحافة المحلية عليها عتب، هذا النضوج في المستوى الثقافي في البحرين، لكنه لا يجد الاهتمام ذاته في الصحافة البحرينية، وهي تخصص ملحقاً يوميّاً للرياضة، لكننا لا نجد حتى ملحقا أسبوعيا للثقافة حالياً.

في المنتديات ما يؤكد حركة نشطة ثقافية وفيها رواد كثيرون، وتنقصنا المتابعة، وكذلك ينقصنا وجود ملحق للأطفال، وكان مع مجلة بنوراما ملحق بشار، ثم مجلة مصطفى التي أصدرتها دار المصطفى وهي مجلة رائعة ومتميزة لكنها توقفت بعد شهور فقط وقد صدرت في يناير/ كانون الثاني 1995 وتوقفت في سبتمبر، أيلول من السنة نفسها.

فيما أشار المستشار الاعلامي في وزارة الثقافة إيلي فلوطي إلى المبادرات التي قامت بها الوزارة، مؤكدا أن مسئولية دعم الكتاب البحريني هي مسئولية مجتمعية مشتركة بين مختلف الجهات الرسمية منها والأهلية، ومؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة.

متسائلاً هل وزارة الثقافة مسئولة عن التوزيع لاحقاً حتى خارج البحرين.

-الكاتب والروائي عبد الرسول درويش قال: بصفتي كاتباً فقد واجهت بعض الصعوبات، فحين نشرت في أكثر من صحيفة لم أجد أي دعم، لكني حين أنشر خارج البحرين ألقى الدعم والمكافأة، وحين أصدرت أول رواية هي «خطيئة السرداب» واجهت بعض المشاكل منها عدم وجود أي إعلان رسمي عن الرواية وصدورها، حيث لا يوجد تبنٍّ للعمل الروائي على المستويين الخاص والعام.

الكاتب البحريني يواجه مشاكل على عدة جهات بدءًا من دور النشر ثم الجهة الرسمية وكذلك الصحافة.

- الأكاديمي والباحث التاريخي محمد حميد السلمان:

نحن نعاني من ضعف الإنتاج في البحوث العلمية، وعلى رغم عدد الجامعات في البحرين وكثرة الأكاديمين فإن الإنتاج العلمي أقل بكثير، ودائماً هناك تساؤل ولوم لمسألة الدعم وكذلك الكسل الداخلي عند الأكاديمي والمثقف البحريني ربما بسبب التهميش الطويل جدّاً، وكذلك مسألة الحصول على رخص الطباعة والنشر مازالت مشكلة عند بعض المؤلفين، وحتى الآن لا يوجد كاتب يمثل نجماً في النشر ويسوَّق له، ولابد من التساؤل عن طرق التسويق الجيد للكتاب من قبل دور النشر، ومشكلة عدم وجود الاستراتيجية لدعم الكتاب والكاتب البحريني، وقد عملت على ذلك حين كنت في إدارة الثقافة والشباب بمبادرات لشراء مجموعة من كتبه وتوزيعها.

- الناقدة المسرحية زهراء المنصور نوهت إلى ضرورة تنوع الاصدارات المطبوعة من دون الحد منها لأسباب تتعلق بمستواها او جودتها فهذا أمر يتحمله الكاتب وكيفية تسويقه لمنتجه لذلك لا أجد مبرراً لاقتراح الاستشاريين في دور النشر من باب تجويد المنتج بل من باب الحفاظ على توجه دار النشر.

من جانب آخر تقدر المنصور جدّا لوزارة الثقافة دعمها للمنتج الثقافي البحريني عبر طباعة الكتب لمؤلفين بحرينيين عبر مشروعي كتاب البحرين الثقافية ومشروع النشر المشترك حتى لو كانت بعض الملاحظات على الآلية المتبعة الحالية، وتتساءل عن دور وزارة الاعلام لدعم المؤلفين البحرينيين والتسهيلات التي يمكن تقديمها عبر طباعة كتبهم بالمطبعة الحكومية وآلية التسويق التي تضمن انتشار الكتاب البحريني في الداخل والخارج.

- الناقد جعفر حسن، أشار إلى أنه يجب أن تعيد الثقافة العامة النظر إلى مسألة الربح بالنسبة إلى الكاتب، فلا ننظر إلى الكتابة دائماً على أنها عمل مجاني من دون عائد ومجرد رسالة تطوعية، على رغم أن بعض الكتاب قديما كان يأخذ عن وزن كتابه ذهباً، وهنا لا بد من التأكيد على دعم الكاتب، بالإضافة إلى أهمية اهتمام الجامعات في البحرين بالكتاب والكاتب البحريني ودعمه وحث الطلبة على اقتناء بحوثه، وهذا جزء من آليات تسويق الكتاب، وأكد فعلاً أنه لا يوجد مسح حقيقي لحاجات الإنسان الجمالية في ظل العولمة وأنماطها الجديدة التي ربما كانت وراء انتشار بعض الروايات المتلفة والمغايرة والتي ربما كانت تلبي هذه الحاجات الجمالية التي لا تنطبق عليها المقاييس السابقة القديمة فالحياة في حراك مستمر، أما بالنسبة إلى حقوق النشر فلا يوجد جهاز رقابي بإمكانه الحفاظ على حقوق المؤلف، أن تخلق سوقا للكتاب هو أن تخلق القارئ أولاً ولو خلقت هذا القارئ فإنك ستجد سوقاً له، بينما في ثقافتنا المحلية «إن الذي يقرأ كثيرا يعمى» هذه ثقافة يجب الإطاحة بها، ولدينا نظرة أن بعض الكتب ليست ثقافة بينما هي قمة الثقافة وعمقها، وهناك مشكلة أن المؤسسات الخاصة لا تتبنى المسألة الثقافية ودعم الكتاب والكاتب البحريني، والاهتمام باللغة السحرية التي تغذي الإبداع، وكذلك أهمية الاهتمام باللغة العربية لتعزيز الانتاج بها والقراءة من خلالها.

- الكاتب الشاب أيمن جعفر، أكد عمق التجربة التي مر بها من خلال محترف الرواية، وأضاف أصدرت ثلاثة كتب سابقة على هذه التجربة، هي: أسفار الجحيم 2007 من خلال مركز الشيخ إبراهيم وتبنيه مشروع الإصدار الأول، وفعلا أتفق مع ما طرح بأن هناك مشكلة في التسويق في البحرين، أما بالنسبة للصحافة فقد كانت هناك متابعات لإصداراتي رغم أن المشهد النقدي مشهد خجول جداً، فعلا نحن نعاني من ضعف المنتوج النقدي بمدارسها الحديثة.

وفي مداخلات الحضور الآخرين، تحدثوا عن هموم الكاتب والمؤلف البحريني، فيما عرض بعضهم تجربته في مجال الثقافة والنشر في البحرين، وطالبوا بتوفير آلية واضحة ومباشرة للتسهيل على الكاتب البحريني وكذلك التعرف على توجهات القارئ والموضوعات التي تهمه.

إيلي فلوطي - موسى الموسوي
إيلي فلوطي - موسى الموسوي
فهد حسين - زهراء المنصور
فهد حسين - زهراء المنصور
المشاركون في ندوة «الوسط» بمناسبة اليوم العالمي للكتاب - تصوير محمد المخرق
المشاركون في ندوة «الوسط» بمناسبة اليوم العالمي للكتاب - تصوير محمد المخرق

العدد 4246 - الثلثاء 22 أبريل 2014م الموافق 22 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً