العدد 4260 - الثلثاء 06 مايو 2014م الموافق 07 رجب 1435هـ

قباني: مصطلح الحوار أكثره دعائي... وعضو بـ «الأزهر»: نتبرأ من الإرهاب

المنامة - عقيل ميرزا، مالك عبدالله، زينب التاجر 

06 مايو 2014

قال مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني إن «مصطلح الحوار أصبح متداولاً على نطاق واسع، وهو باتساع للحد من خطاب الكراهية، لكنه في أكثره إعلاميٌ ودعائي، لا يفيد ولا يؤدي إلى نتيجة عملية ما لم يكن هذا الحوار تربيةً عمليةً على الأخلاق الكريمة في البيوت والمدارس والجامعات».

جاء ذلك في ورقته بعنوان: «خطاب الكراهية وأثره على أتباع الحضارات» أمس الثلثاء (6 مايو/ أيار 2014) ضمن جلسات اليوم الثاني لحوار الحضارات.

إلى ذلك، أكد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية في مصر، أحمد عمر هاشم أن «الإسلام بريء من الإرهاب بل هو ضده»، وقال في ورقته بعنوان: «التطرف الفكري وأثره في تنامي ظاهرة العنف وصدام الحضارات»: «نحن نعلن براءتنا من الإرهاب وجهادنا ضد الإرهاب، ونحاوره في أكبر الندوات واللقاءات من أجل تصفية جيوبه حتى صفا مناخ مصر منه».

إلى ذلك، قال رئيس منتدى الفكر العربي سمو الأمير الحسن بن طلال - في لقاء مع رؤساء تحرير الصحف أمس بمناسبة مشاركته في مؤتمر حوار الحضارات - «لدينا مشكلة، وهي أنه عندما يشار إلى منطقتنا العربية والإسلامية دائماً ما يشار إلى مفردتي سنة وشيعة، بينما لا يتم وصف المناطق الأخرى بالتقسيمات المشابهة مثل الكاثوليكية والأرثوذكسية»، مشيراً إلى أن «هناك رغبة من جهات معينة قد تكون داخلية أو خارجية وراء ذلك».


أكد أن القانون الدولي لم يستطع تحقيق التوازن بين حرية التعبير وحماية حقوق الآخر

مفتي لبنان قباني: مصطلح الحوار متداول لكن أكثره إعلامي ودعائي

المنامة - مالك عبدالله، زينب التاجر

قال مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني ان «مصطلح الحوار أصبح متداولاً على نطاق واسع، وهو باتساع للحد من خطاب الكراهية، ولكنه في أكثره إعلاميٌ ودعائي، لا يفيد ولا يؤدي إلى نتيجة عملية ما لم يكن هذا الحوار تربيةً عمليةً على الأخلاق الكريمة في البيوت والمدارس والجامعات».

وأشار قباني في ورقته بعنوان «خطاب الكراهية وأثره على أتباع الحضارات» يوم أمس الثلثاء (6 مايو/ ايار 2014) ضمن جلسات اليوم الثاني لحوار الحضارات إلى أن «ذلك يتبعه تنشئة على مشاعر الأخلاق والقيم السامية التي تبعث على المحبة والتعاون وخدمة الآخر، والإفصاح بالتعامل معه عن القيم السامية التي يحملها، وإرادة الخير التي تحمله على ذلك، ليقدم الإنسان صورةً صحيحةً للآخر عن القيم التي يحملها ويتعامل بها، لا التعامل مع الآخر بالجشع والأنانية والشح والجفاء والفظاظة والغش والكذب والمكر والخديعة والحقد والكراهية».

وتابع المفتي «تعاليم الله للإنسان في القرآن الكريم، لا كراهية بل تعاون على البر والتقوى، وتنافسٌ في التسابق إلى الخلق الأفضل مع الآخر، وعدم الحقد والغيبة والنميمة والإيذاء والبهتان والافتراء على الآخر وإلصاق التهم بالآخر كذباً».

واعتبر قباني أن «المشترك بين الكتب والرسالات كلها بعد الإيمان واليقين بالله، هو سيادة الحق والعدل ومكارم الأخلاق بين الناس على الأرض، على اختلافهم وتنوعهم في كل عصر وزمن»، وتابع «يجب ألا نخلط بين حظر خطاب الكراهية والصدع بالحق والمطالبة به والعمل على استرجاعه واستعادته، وردع الظالم عن ظلمه».

وواصل المفتي قباني ان «خطاب الآخر للآخر هومن لوازم حرية التعبير، ولذلك يثور الجدل دائماً بين حدود حرية التعبير ومنع خطاب الكراهية الذي يعتبر في نظر البعض حدا من حرية التعبير، بينما السماح بخطاب الكراهية يشكل خرقاً لحقوق الإنسان الآخر واعتداءً على كرامته»، واستكمل «لذلك فإن التمييز الدقيق ما بين حرية التعبير وما هو ممنوعٌ من خطاب الكراهية ليس بالأمر السهل في نظر المنظرين في هذا المجال، ولم يتمكن القانون الدولي ولا المحاكم المختلفة، من تقديم إجابة محددة بشأن كيفية تحقيق التوازن بين حرية التعبير وحماية حقوق الإنسان الاخر من التعدي».

وأضاف المفتي ان «خطاب الكراهية المنتشر في العالم وفي وسائل الإعلام، ليس مقتصراً على الجاري بين مذاهب المسلمين، بل هو منتشرٌ على مساحة العالم في الصراعات السياسية والدينية والاجتماعية والفلسفية الاقتصادية الداخلية والخارجية بين هذا الفريق وذاك، وبين الدول»، لافتا إلى ان «خطاب الكراهية يستخدم من قبل المترشحين في الانتخابات في توجيه الناخبين والتشهير بالتمرشح الآخر أيضاً، ولقد تم تحديد معايير دولية لخطاب الكراهية، ولكن بعض المعايير لاتزال موضع جدل، ويتسم خطاب الكراهية عادةً بالتقليل من الطرف الآخر، وغالباً ما تعتمد لغة خطاب الكراهية على التشويه والتعبيرات غير اللائقة، وتميل إلى الشقاق والنزاع على حساب الاتفاق، وإلى القسوة والخشونة على حساب اللين، وهي لغة صدامية لا تهدف إلى التوفيق أو التوافق، بل إلى الانتصار ولو على حساب الاعتبارات الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية».

وشدد قباني على أن «أخطر ما في خطاب الكراهية هو الحض على العنف، لما له من تأثير مدمر على المجتمع، وزعزعة أمنه وسلامته واستقراره، ويبقى تعريف التحريض أو خطاب الكراهية بشكل دقيق علمياً هو أمر عقيم عند المنظرين الذين يذهبون إلى أبعد الحدود في إطلاق حرية التعبير»، وتابع «حتى أصبح اليوم هناك ما يسمى بصناعة الكراهية في الحرب الباردة بين الجماعات، وبين الدول، وتدخل فيها الحرب الكلامية، والافتراء على التاريخ أوتزييفه أو تشويهه بين الجماعات المختلفة، وما ان تدخل الكراهية في مجتمع حتى تمزقه إرباً إرباً، وخاصةً حروب الكراهية التي ترتكب باسم الدين، ولايزال الخبراء تتنازعهم حرية التعبير والحد من خطاب الكراهية، لوضع المعايير التي تساعدهم على الحد من خطاب الكراهية، دون المس بحرية التعبير».

وأفاد المفتي أن «خطاب الكراهية يشمل كل أنواع التحريض على العنف، والتشهير المسيء لسمعة الآخرين والافتراء عليهم، وإلصاق التهم بهم كذباً، ونسبتها إليهم وهم منها براء، والعبارات البذيئة بحقهم، والشتائم والقذف، والعبارات النابية والقبيحة التي تنتقص من قيمة الآخرين، والتخوين وترويج الأكاذيب، وكلها من مفردات الكراهية، ويجب أن نعلم أن خطاب الكراهية هو المنبع الأول للإرهاب وللحروب في العالم»، وقال ان «حرية الفرد في الإسلام تنتهي مع بداية حرية الآخر، وهذا يعني أن حرية الفرد تتوقف عند حد التعسف في ممارستها بما يؤدي إلى الإساءة للآخر، ولذلك فإن الحرية المسئولة عن أفعالها في الإسلام هي التي يجب أن تكون المعيار الأساس في مدى حرية التعبير».

وخاطب المفتي قباني المسلمين: نقول لكل واحد مسلماً أو غير مسلم، فرداً كان أو جماعةً أو شعباً أو أمةً أو دولة: كن كما تشاء وتختار، صاحب رأي ولو مخالف في الدين والسياسة والاجتماع، ولكن لماذا تكره الآخر إذا كان رأيه مخالفا لك؟ لماذا؟ ناقش، جادل، عارض، انقض الرأي الآخر بالدليل، ولكن كما علمك الله في القرآن الكريم «بالتي هي أحسن»، مؤكدا أن «العلاج الناجع لإلغاء «خطاب الكراهية» ونشر «ثقافة المحبة» هو في الإسلام وفي القرآن، وفي سنة النبي محمد (ص)، وقد لخصه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه لما قال: «كونوا دعاةً للإسلام وأنتم صامتون، ولما قالوا له: وكيف ذلك يا أمير المؤمنين؟ قال: «بأخلاقكم».

مفتي لبنان: خطاب الكراهية يشمل كل أنواع التحريض على العنف - تصوير عقيل الفردان
مفتي لبنان: خطاب الكراهية يشمل كل أنواع التحريض على العنف - تصوير عقيل الفردان

العدد 4260 - الثلثاء 06 مايو 2014م الموافق 07 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 1:25 م

      نطالب باالعدالة ووطن للجميع

      لنكن صريحين وبلا مجاملة الشعب مكونين شيعة وسنة ولكن لماذا كل الحضور اما من علماء أخوتنا السنة والمسيح واليهود وما دري شنو ولكن أين علماء الشيعة !!!!!

    • زائر 8 | 5:05 ص

      العنصرية والاقصاء والتهميش موجود على مستوى عالية جدا في البحرين والمستهدفون هم المواطنيين من طائفة معينة

      العنصرية والاقصاء والتهميش موجود على مستوى عالية جدا في البحرين والمستهدفون هم المواطنيين من الطائفة المغضوب عليها

    • زائر 7 | 3:41 ص

      احذر النفاق يا مفتي

      يا مفتي قبل لا تتشدرق بالحوار و غيرها في هالمؤتمر الصوري لمحاولة طمس الحقائق على العالم الخارجي روح واجه الطائفية فبلدك تالي تكلم عن الحوار و غيرها
      بالفعل هذا المؤتمر كشر عن انياب الكثيرين و اسقط اقنعتهم
      من يجب ان يكونوا مع الشعوب اصبحوا يلمعون للسلطان و حاشيته
      المفتي قباني ، شيخ الازهر ، مفتي القدس و الكثيرين مع الاسف عمائم ..

    • زائر 6 | 2:42 ص

      يابلد حوار الحضارات لماذا لم توافقون على سن قانون يجرم التمييز؟!

      يابلد حوار الحضارات لماذا لم توافقون على سن قانون يجرم التمييز؟! ايعقل بلد يدعي التسامح وووووو ولم تسن فيه قوانين تحمي الطوائف والمذاهب والاديان؟!

    • زائر 9 زائر 6 | 5:31 ص

      fady

      محد سئل منكم كم تكلفة هذا المؤتمر ...ارحمو العقول وراعو حقوق المواطنين ملايين تصرف على شركات العلاقات العامه التجميل الخارجي والبهرجه الاعلاميه فقط-لاتحل ازمة بلد - في بلد الجائعين وبلد قطع الكهرباء على الفقراء والمحتاجين

    • زائر 5 | 1:52 ص

      يقولون

      يقولون ياغريب كن اديب قولوا كلمة حق او اسكتوا شعب البحرين ليس ارهابيا الارهابيون هم الظلمة الي ظلمو الشعب المشتكى لله

    • زائر 4 | 1:19 ص

      قباني: مصطلح الحوار أكثره دعائي

      صدقت لانه للاعلام فقط

    • زائر 3 | 12:54 ص

      سعا ساعيا غيض بن مره بعدمأ....

      اصبح الحق باطل والباطل حق.فسلام الله على من دفن في النجف ودفن الحق معه

    • زائر 2 | 10:59 م

      حوار !!

      لماذا لم نرى عالم دين شيعي في الحوار؟ (أجنبي).

    • زائر 1 | 10:52 م

      الكراهية ياقباني

      هل تعلم إن وسائل إعلام البحرين من صحف وتلفزيون نشرت الكراهية
      من تخوين وتنجيس وروافض وأبناء متعة في حق طائفة تمثل أكثر من نصف المجتمع والتمييز
      قائم على قدم وساق لحد الآن ماعليك إلا تقوم بزيارة الوفاق ولا تخاف من
      سلطة.

اقرأ ايضاً