العدد 4298 - الجمعة 13 يونيو 2014م الموافق 15 شعبان 1435هـ

اللبنانيون يتابعون مباريات كأس العالم في الشوارع والمقاهي .. وينتظرون فك أسر النقل المباشر المجاني

انتظر اللبنانيون كأس العالم لكرة القدم هذا العام وكلهم أمل أن تحملهم "الساحرة المستديرة" ولو لشهر بعيدا عن الازمات السياسية التي تعيشها البلاد، فإذا بهذه المناسبة تتحول ازمة جديدة جعلتهم اسرى وعود لم تتحقق حتى الآن بنقل المباريات عبر التلفزيون الرسمي.

ومع عدم قدرة غالبيتهم على دفع المبلغ المطلوب للشركة التي تحتكر حق بث البطولة، اضطرعشاق كرة القدم في لبنان الى اللجوء الى المقاهي او الارصفة المقابلة لها لمتابعة المباريات من بعيد على الشاشات العملاقة التي نصبت لهذه المناسبة.

أسف وزير الشباب والرياضة اللبناني عبد المطلب حناوي "لما يحصل" واشار الى ان المفاوضات بين الحكومة والشركة المعنية لنقل المباريات مجانا متوقفة لاسباب مالية، في حين اكد مصدر مطلع في تلفزيون لبنان الرسمي الخلاف المالي وابدى جهوزية التلفزيون على جميع الاصعدة لنقل الحدث فورا، لكنه لفت الى انه في حال "لم يبدأ تلفزيون لبنان ببث كأس العالم ابتداء من يوم الخميس المقبل فذلك يعني ان المفاوضات فشلت تماما".

وأشار حناوي في اتصال هاتفي مع "الاناضول" الى ان شركة "بي- إن" (beIN) القطرية (الجزيرة الرياضية سابقا) التي اشترت حقوق بث مباريات كأس العالم من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، رفضت الاستجابة لطلب الدولة القطرية بالسماح لتلفزيون لبنان الرسمي ببث المباريات لتعارض ذلك مع العقد الذي وقعته الشركة القطرية مع شركة "سما" اللبنانية ويعطيها الحقوق الحصرية لبث كأس العالم في لبنان.

وأضاف ان شركة "بي- إن" رفضت الموافقة على اعطاء تلفزيون لبنان الرسمي حق بث المباريات مجانا لسببين "الاول حتى لا تقع في الاحراج مع عدد من الدول العربية والثاني لما قد يترتب على "بي-ان" من بنود جزائية عليها بموجبها دفع تعويضات مالية ل"شركة سما".

وأوضح ان "التفاوض متوقف حاليا بين الحكومة وشركة سما" بعدما طالبت الاخيرة الحكومة اللبنانية بـ "دفع مبلغ 5 ملايين دولار اميركي لاعطاء حق البث لتلفزيون لبنان"، مضيفا ان الشركة لفتت الى انها اشترت حقوق البث من "بي-إن" بخمسة ملايين دولار ودفعت مليون دولار اضافية للتجهيزات الفنية والتقنية.

وكشف ان وزير الاتصالات بطرس حرب كان اطلع مجلس الوزراء على انه عرض على الشركة "جزءا كبيرا من مبلغ الملايين الخمسة لكن سما رفضت العرض وهنا توقفت المفاوضات وليس لي علم باي مفاوضات اخرى".

الا أن المصدر في تلفزيون لبنان قال لـ"لاناضول" ان التفاوض يتم على "مبلغ يتراوح بين 1.5 و2 مليون دولار تطالب "سما" الحكومة اللبنانية بدفعه".

وقال إن التلفزيون "تلقى آلاف الاتصالات للاستفسار وحتى الاتصالات لم تتوقف على تلفوناتنا الخاصة لكن الامر لم يعد يتعلق بنا".

وأبدى حناوي تعاطفا كبيرا مع اللبنانيين الذين ينتظرون المونديال بكل شوق، لكنه رأى ان امتناع الحكومة اللبنانية عن دفع مبلغ الخمسة ملايين دولار ربما يعود الى ان ذلك سيعرضها للانتقادات لكونها مطالبة ايضا بدفع مستحقات مالية واجتماعية أكثر الحاحا.

وقال بكل واقعية "ربما لم يبق امام اللبنانيين سوى الاعتماد على اساليب اخرى لتأمين حضور المباريات وهم يجيدون ذلك. ففي العديد من المناطق يقوم موزعو الستلايت (الكوابل) بتأمين بث المباريات من دون اي خوف من المحاسبة. ربما هذا غير قانوني لكنه شعبي".

حاولت "الأناضول" الاتصال بشركة "beIN" لكن الخطوط الهاتفية المتاحة على الموقع الرسمي للشركة بقيت مشغولة.

مع أن مجموعة beIN الاعلامية، حددت على موقعها الرسمي من ان احد اهدافها "دعم وتعزيز ونشر وتنمية الوعي بأهمية الرياضة والأنشطة الرياضية في حياة الافراد والشعوب"، الا ان احد الموزعين المعتمدين من "بي –ان" في لبنان، اوضح في اتصال مع "الاناضول" ان "الشركة لم تخصص باقة خاصة بكأس العالم وبسعر خاص" لكي تكون بمتناول الجميع كما جرت العادة في السابق.

وأوضح الموزع الذي طلب عدم ذكر اسمه، "ذلك يعني انه على كل شخص دفع ما لا يقل عن 250 دولار اميركي تشمل مستقبل بث (receiver) وبطاقة اشتراك لثلاثة اشهر في beIN لحضور كأس العالم".

ولفت الى ان اللبنانيين ممن يملكون صحون استقبال خاصة ومستقبل بث خاص "عليهم شراء مستقبل beIN حصرا كي يستطيعوا تشغيل البطاقة وحضور المباريات".

"حصرا" هي الكلمة التي باتت تؤرق بال اللبنانيين، خصوصا بعد قرار قضائي صدر عن قاضي الأمور المستعجلة في بيروت نديم زوين يثبت حقوق شركة سما باعادة بث مباريات كأس العالم 2014 ، ومنع بث المباريات على اي قنوات اجنبية اخرى الا بموجب ترخيص من الشركة .

وحذر القرار بـ "اطفاء (بث) المحطة (التي تخرق القرار) وختمها بالشمع الاحمر وتغريم صاحبها مبلغ 25 مليون ليرة لبنانية".

من جانبهم، قال بعض اللبنانيين ممن يشتركون في خدمة "الكابل" مقابل نحو 18 دولارا أمريكيا شهريا ان اصحاب الاشتراكات اضافوا مبلغا اضافيا هذا الشهر تراوح بين 4 و10 دولارات مقابل بث مباريات كأس العالم.

لكن بالرغم من ذلك، اتجه العديد من المولعين بمشاهدة المباريات الى المقاهي ذلك أن البث عبر الكابلات يعاني من رداءة الصورة احيانا ومن انقطاع البث احيانا اخرى.

وقال احد مشجعي الفريق الاسباني انه يتابع المباريات في المقهى للالتقاء بالاصحاب، والسبب الاهم ان "في البيت هناك خطر أن ينقطع بث المباريات فجأة كما حصل سابقا ولذك افضل ان آتي الى المقهى لكي اضمن حضور المباراة من دون تقطع".

من جهته، فضل احدهم مشاهدة المباريات في المنزل على الرغم من ان "الصورة غير نقية والبث متقطع" وذلك بسبب ضعف امكانياته المادية.

احد مشجعي المنتخب الالماني يفضل حضور المباريات في المقاهي لان "الجو يكون اكثر حماسة بوجود الاصدقاء"، من دون ان يخفي ان "تشفير القنوات جعل من الصعب مشاهدة مباريات كاس العالم في المنزل".

ولفت الى انه ولتجنب كلفة مشاهدة جميع المباريات في المقاهي فعادة يتابع كل شخص "مباريات الفريق الذي يهمه" وهذا اقل كلفة في ظل الازمة الاقتصادية الحالية.

احد المتابعين لمبارات اسبانيا وهولندا في احد مقاهي بيروت رأى ان المقاهي الشعبية هي الحل الافضل كون اسعارها مقبولة وبالتالي مع ارتفاع كلفة الاشتراك لحضور كاس العالم في المنزل فان "ما ننفقه في المقهى هنا يبقى اقل مما كنا سندفعه من اشتراكات لحضور كاس العالم في البيت".

لكن بعيدا عن تعقيدات البث والمال والقانون، يصر البعض على الانغماس في كأس العالم ونسيان كل امر آخر.

وقالت احدى الفتيات، "اهلي من تركيا وولدت وعشت في المانيا واشجع المنتخب الالماني واتمنى ان يفوز بكأس العالم"، بينما لفت احد النازحين السوريين في لبنان وهو من مشجعي البرازيل انه على "الرغم من ان مشاكل سوريا تؤثر فينا كثيرا لكن ماذا نفعل؟ لا يمكن عدم مشاهدة مباريات كأس العالم لننسى السياسة قليلا".

وفي النهاية، يأتي المونديال كل أربع سنوات "لينسينا الهم والسياسة،" كما قال مشجع للمنتخب الهولندي.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً