العدد 4310 - الأربعاء 25 يونيو 2014م الموافق 27 شعبان 1435هـ

وزير الداخلية: إذا طغى الرأي المتشدد في الحوار... قد تكون هناك خسائر ومواقف غير متوقعة

قال وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة إنه إذا طغى الرأي المتشدد في الحوار فنحتاج لمزيد من الوقت، وقد تكون هناك خسائر ومواقف غير متوقعة.

وأوضح الوزير "وفي حالة تقدم الرأي المعتدل حصلنا على توافق وطني واستكملنا المسيرة. والبحرين بحمد لله وبفضل قيادتها الحكيمة وإرادة شعبها الأصيل ماضية في طريقها نحو المستقبل".

وأضاف "إنْ كنا نتوخى النجاح فأنه يجب أن نبتعد عن الديمقراطية الطائفية وأن تكون ديمقراطيتنا وطنية ومن خلال ما يتم التوصل إليه من توافق وطنـي تحت قبة البرلمان ولا شك فإن تحقيق التوافق الوطني هو  لتحاشي الاصطفاف الطائفي وأن يكون التعاطي مع القضايا المطروحة منطلقاً من حس وطنـي، وإن التطبيقات الديمقراطية يجب أن تكون واقعية تخدم المصلحة الوطنية العليا".

ودعا الوزير الجميع للمشاركة الفاعلة في الانتخابات البرلمانية والبلدية المقبلة قائلاً "البحرين مقبلة على مرحلة هامة جداً يجري فيها الحديث عن أجواء الانتخابات البرلمانية والبلدية، وهنا نأمل من الجميع المشاركة الفاعلة فيها".

جاء ذلك خلال لقاءه صباح اليوم الخميس (26 يونيو/ حزيران 2014) بحضور مستشار جلالة الملك لشئون الشباب والرياضة صالح عيسى بن هندي ، و وزير الدولة للشئون الداخلية اللواء عادل خليفة الفاضل و رئيس الأمن العام اللواء طارق حسن الحسن ومحافظي المحافظات الخمس، مع نخبة من أصحاب الفضيلة علماء الدين وأعضاء من مجلسي الشورى والنواب وغرفة تجارة وصناعة البحرين ورؤساء تحرير الصحف وممثلين للمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بالإضافة إلى عدد من أصحاب المجالس والوجهاء ورؤساء المراكز والجمعيات الشبابية.

وقال الوزير "أنتهز هذه المناسبة الطيبة لأتوجه بالشكر إلى مجلسي النواب والشورى على تمرير قانوني المرور والدفاع المدني لما لهما من علاقة بحياة الناس وسلامتهم، وسوف تقوم وزارة الداخلية بالتعريف بقانون المرور وتطبيقه، وبما ينعكس بشكل واضح على انضباط الناس والتعاون من أجل سلامتهم وتكريس الثقافة والعادات المرورية الصحيحة".

وبين الوزير "إذا كانت المرحلة السابقة تطلبت جهداً أمنياً لاحتواء الموقف فأن رؤيتنا في المرحلة القادمة هي التركيز على استخدام وسائل التـأثير السلمية لتحقيق الأمن وتثبيته من خلال برامج سياسية وشبابية وإعلامية واجتماعية يشارك فيها الجميع من أجل الوطن واحترام وحدته وثوابته، لأن في ذلك حماية لمصالحنا الوطنية في الحاضر والمستقبل".

وأضاف "أود أن أذكر بأن المرحلة القادمة تتطلب منا التحرك في اتجاه واحد، إن تفرقنا أو اختلفنا. إن هذا يعتمد إلى حد كبيـر على ما نعكسه من انطباع للعالم. لقد كان التباين واضحاً في بعض الأمور على سبيل المثال؛ بينكم من خاطبنا عن هيبة الدولة والإجراءات اللينة وصوت آخر يقول بأن هناك استخداماً مفرطاً للقوة".

وتابع "لقد كانت مهمتنا وطنية تخدمكم جميعاً وتحميكم جميعاً ، مهمتنا هي حفظ أمن البحرين، والمرحلة القادمة تتطلب تقارباً وإخلاصاً وطنياً يحرص على سلامة البحرين وعروبتها".

وقال وزير الداخلية إنه سبق وأن تعالت الأصوات الطائفية وانتشرت مشاعر لا تخدم الوطنية، مضيفاً أنه من المؤسف أن "نسمع من البعض من يتحدث عن التفرقة بين طائفة وأخرى، وهذا أمر في غاية الخطورة، فدستورنا وقوانيننا لا تميز بين أبناء الوطن الواحد".

وأكد وزير الداخلية على ضرورة أن يكون شعار البحرين أولاً برنامج عمل وطني يعزز المناعة الوطنية ضد أسباب الاختلاف، مضيفاً " فلدينا والحمد لله ثوابت وطنية واضحة أجمعنا عليها وعادات كريمة وتقاليد أصيلة اتسم فيها المجتمع البحريني، وهي تمثل أسس حميدة في التعايش السلمي".

وأوضح وزير الداخلية إنهم سوف يتعاملون مع التقرير الأميركي حول برامج مبادرة الشرق الأوسط  (MEPI)بكل جدية للوقوف على أبعاد تلك المفاهيم والأهداف التي ترمي إليها، موضحاً إن ما طالعتنا به وسائل الإعلام مؤخراً من معلومات هامة تم الكشف عنها حول برامج تغييـر الأنظمة في المنطقة، فإن هذا الأمر سوف لن يربكنا من جديد".

وقال الوزير إنه "من منطلق الشراكة الأمنية  المجتمعية ارتأيت في هذا الظرف الدقيق، أن أتحدث معكم في الشئون الأمنية، والتي هي بطبيعة الحال تعنينا جميعاً"، مضيفاً "إننا اليوم على بُعد أكثـر من ثلاث سنوات من فبـراير 2011 والصورة العامة للموقف أصبحت أكثـر وضوحاً عن تلك التي رسمتها بعض وسائل  الإعلام والمنظمات الحقوقية حينذاك، وكما تعلمون أيها الإخوة فإن الصورة الإعلامية لا تحتاج إلى وقت طويل لرسمها، ولكن تصحيحها يحتاج إلى وقت أطول بكثيـر، وأن أهم الأمور التي تساعد في إظهار الحقيقية هو الثبات على الحق، والتمسك بالقانون".

وأوضح "فقد مرت علينا أيام مؤلمة لم نتمناها للبحرين ولا لأي بلد، فلقد عاش المواطنون الآمنون حالة من الذهول والخوف وخيبة أمل نحو بعض المواقف، ولا أريد أن أخوض في  تلك المرحلة التي عشنا تفاصيلها، فإننا في مرحلة تضميد الجراح وليس فتحها من جديد ولكنني أشكر المولى عز وجل كل يوم أنْ لنا قائداً وطنياً كبيــر المقام، ثبت على الحق وثبتّ الموقف، وجنبنا بحكمته من الدخول في صراع أهلي لا تحمد عقباه، فشكراً لكم سيدي حضرة صاحب الجلالة وحفظكم الباري سنداً وذخراً لهذا الوطن، والشكر موصول للمواطنين الأعزاء ولكل من ساهم في حفظ الأمن في الداخل والخارج من الدول الشقيقة ، فإنه  لو فلت منا زمام الأمور لا قدر الله لكنا اليوم في وضع مختلف كلياً. والأمثلة مع الأسف ليست ببعيدة ومن سيكون الملام على هذا الأمر؟ وهذه التطورات الخطيـرة تحدث إما بأسباب فقدان القيادة أو انعدام السيطرة على الموقف، ولا أحد ممكن أن يتكهن ويقدر حدودها ومدى حجم ضررها على المجتمع".

وبين "لقد تبع مرحلة الضبط والسيطرة الأولى مرحلة دقيقة تداخل في تطبيقها الكثير من التقديرات الميدانية والقانونية والسياسية والاجتماعية والتـي تم اتخاذها  في تلك الفتـرة لمواصلة احتواء الموقف وإفشال محاولات التصعيد، ولم يكن عملنا في هذه المرحلة ردود فعل، وإنما اعتمد على رؤيا واضحة المعالم والأهداف تتمثل في التواجد والصمود والسيطرة على المواقف واستخدام القوة بالقدر المناسب لحفظ الأمن، وتجنب محاولات الاستدراج الخطيرة".

وأضاف "بالرغم من هذا الوضوح في ضرورة التمسك بالقانون؛ فإننا نرى بعض الجماعات والأفراد لم تستوعب هذا الوضع الحضاري ومازالت تعتقد بأنها يمكن أن تنظم نفسها، وتمارس نشاطها خارج كيان الدولة وهذا أمرٌ مخالف للقانون وغير ممكن في ظل حضور الدولة المدنية وفي هذه الحالة سوف يتم معالجة الأمر بطبيعة الحال بالقانون".

وتابع "مازلنا نتذكر التجربة التي عشناها جميعاً، وكيف تحولت الفوضى إلى عنف وتخريب وتطورت إلى تفجيـر وقتل لتشكل حالة إرهاب، والنتيجة والمحصلة الوطنية كانت سلبية، ولنا أن نتساءل أين أوصلتنا هذه البذرة السيئة ؟ وماذا جنينا من حصادها ؟ وليقيم كل من اقتنع بهذه الفكرة الهدامة ماذا ربح؟ وماذا خسر؟ أترك إلى كل شخص الإجابة على ذلك بينه وبين نفسه في مصارحة مع الذات، وأنا أعرف كما تعرفون أن كلام مجاملة الشارع قد يكلف صاحبه ثمناً كان في غنى عنه، لأنه في ليس مقتنعاً به أصلاً". 

وقال "أود أن أؤكد لكم أيها الإخوة بأن إحساسنا المشترك نحو أبناء الوطن يدفعني للقول بأن البحرين خسرت كل قطرة دم أُريقت في تلك الأحداث، ونحن اليوم ننظر بثقة إلى المستقبل، فعجلة الموقف تحركت وقطعت مراحل من الإنجاز، بالرغم من وجود من ظل يتحرك في دائرة التطرف وإنه من المهم أن تكبر الدولة على الحدث حتى تستمر حركة الحياة ويجب أن لا تتوقف مسيرة النهوض بسبب من أختار لنفسه أن يتأخر، ولكن سوف تكون هناك أبواب مفتوحة لمن أراد أن يتبع".

وتابع "لا يخفى عليكم ما نشاهده ونسمعه من نشوب أحداث ونزاعات إقليمية ودولية مؤسفة، فقد كنا بالأمس القريب ننظر إلى ما يحدث في سوريا وقد حذرنا من أثر ذلك على أمننا الوطني، واليوم نرى بكل أسف قتالاً طائفياً في العراق بين أشقاء عرب ومسلمين، إنها العروبة  تنتحر لأسباب طائفية، وقد نتج عن ذلك هنا اختلاف في وجهات النظر حول ما يجري ونحن نراقب الأمور ونقف بحزم ولن نسمح بتفشي هذا الخطر الطائفي الذي يهدد سلامة الناس ويهدد وحدتنا وثوابتنا الوطنية، ونحن والحمد لله قد اجتزنا تحديات خطيـرة  سابقة بفضل تمسكنا بمبادئنا الوطنية".

وقال "أنا  أعلم أنكم تفرحون بأن الوطن قد تعافى والحمد لله، وأن عجلة النمو قد تحركت حيث تشير الإحصاءات والبيانات إلى ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي من (9,871) بليون في عام 2012 إلى (10,207) بليون، وزيادة معدل النمو الاقتصادي بنسبة 5,4 % بعد أن كانت 2,7%,  كما بلغ عدد الزائرين لمملكة البحرين عام 2012م (8151890) زائر ،في حين كان عدد الزائرين في عام 2010م (5563336) زائر، وفي عام 2013م بلغ عدد الزائرين (8132543) زائر وهذا يدل على استقرار المملكة وازدهارها".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 5:43 م

      منطق يناقض الواقع.

      أصبح من الصعب التضليل على الناس في هذا الزمن فالواقع يحكي عن أمور تختلف تماماً عن ما قاله وزير الداخلية.

    • زائر 13 | 2:02 م

      مواطن

      لا تريد ديمقراطية طائفية حسب تعبيرك تقدر تقول من يمارس الطائفية والتمييز البغيض في كل مفاصل الدولة

    • زائر 11 | 10:36 ص

      خطاب جميل

      خطاب جميل ولكن الواقع ان وزارتكم لا توظف وتهمش الطائفة الاكبر في البحرين

    • زائر 10 | 9:55 ص

      ستكثر هذه اللهجة

      نعم ستكثر حتى العشية الثانية للانتخابات القادمة لدغدغة مشاعر الشعب المكلوم من أجل أن يشارك فيها وحاشى الشعب أن يكون ساذجا ليشارك ولم يرد له اعتباره ويرى مطالبه المحقة تمشي على الأرض

    • زائر 7 | 8:55 ص

      ذر الرماد في العيون

      كل من حضر خطابك ياوزير الداخلية يعلم بحاولتك قلب الحقائق وتزييف الواقع .. من في هذا البلد لايعلم أو يعرف من أين تنبع الطائفية ؟؟

    • زائر 9 زائر 7 | 9:44 ص

      ولد الرفاع

      طائفية موجود في العراق قتل بين السنة والشيعة داعش صار بينهم

    • زائر 6 | 8:53 ص

      فدستورنا وقوانيننا لا تميز بين أبناء الوطن الواحد!!!

      لايوجد دستور في العالم يميز بين أبناء الوطن الواحد ولكن هذا الدستور فعلى الأرض الموضوع مختلف!!!! جميع المنظمات الدولية ومتى أصدقاء البحرين ينصحونكم بالتخلي عن التمييز الممنهج ضد الشيعة وإلا لن يكون هناك استقرار مستدام.

    • زائر 3 | 8:19 ص

      ياعيني على البراءة

      بريئ مسكين كل قوانينه لايوجد فيها لا تمييز ولا طائفية ووزارته التوظيف فيها على الكفاءة وليس على الطائفة ودرجة الولاء...اذا لم تستح فافعل ماشئت ...

    • زائر 1 | 8:02 ص

      كلام جميل

      كلام جميل بس الواقع غير كلام الجرايد والدليل التوظف مابقول في كل وزارة الدوله بس وزاره الداخليه ممكن يعطينه سعادة الوزير كم العدد

    • زائر 5 زائر 1 | 8:41 ص

      تبي العدد؟

      انت اول شي عطني العدد في وزارة الكهرباء ووزارة الصحة ووزارة الاشغال ووزارة البلديات ووزارة التنمية والبا وبابكو وجي بي اي سي وبعدييين تعال تحجه عن وزارة الداخلية

    • زائر 8 زائر 1 | 9:09 ص

      ولد الرفاع

      مادام الكلام جميل الواقع ليش غير

اقرأ ايضاً