العدد 4326 - الجمعة 11 يوليو 2014م الموافق 13 رمضان 1435هـ

مثقفو «اللي تكسب بيه إلعب بيه»!

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

بعض المثقفين مثل بعض التجّار الذين يبحثون عن ترويج مشاريعهم من خلال الأخبار استغلالاً لبعض المنابر الإعلامية في تمرير تلك المشروعات والسلع. لكنهم في الأنشطة التي تعود بالفائدة على الطرفين يحدث فض الارتباط بشكل آلي. عين بعض أولئك التجّار على منابر إعلامية أقل صداعاً؛ بل تخلو من الصداع من جهة، وترتبط بمراكز قوى تجنّبهم مطبات الفرز الطائفي والاتهام بالاصطفاف، وتتيح لهم هامشاً من المنافسة وإن لم تكن شريفة! بعض المثقفين لهم سلعهم أيضاً، وهم بتلك الممارسات المتطابقة في التعامل مع بعض المنابر الإعلامية وبدوافع استغلال وتمرير وترويج سلعهم؛ أياً كان نوعها؛ الفاخر والردئ منها، يتورطون في ذلك، وفي ما يعتقدون أنه حدث ينجزونه ويتجاوز كونه سلعة يولّون وجوههم شطْر منابر يرون فيها سلامتهم واصطناع وسطية وانفتاح على منابر تظل محل تحفّظ من قبل كثيرين؛ وخصوصاً بالنظر إلى تعاطيها مع الحال العامة التي يمر بها البلد، والأدوار التي لعبتها وتلعبها في تأبيد حال الفرز الطائفي والاصطفاف مع كل ممارسات القمع والتنكيل والتضييق على الأرزاق، والتشهير. مثل أولئك المثقفين يمارسون لعبة تبديل الأدوار في ترويج سلعهم التي ينجزون. في البسيط من ترويج السلعة لشرائح كبيرة ينتمون إليها لا يجدون ضيراْ في ذلك؛ ليس إيماناً بأهمية ذلك المنبر؛ وليس وعياَ عميقاً يتبدّى بالنأي بأنفسهم عن الاصطفاف الطائفي وتوريط سلعتهم الثقافية بتلك الممارسة. المسألة دون ذلك بكثير. فقط هو الاستغلال والتجيير في ما يرون أنه ليس شأناً كبيراً قد يعرضهم للمساءلة أو حتى مجرد العتب في حمّى الاصطفاف المشهود.

أولئك، حتى بعد أن يتم التعاطي مع نتاجهم بشكل مهني وبعيد عن النيات المسبقة والجاهزة؛ يعمدون إلى ترويج في مرحلة ثانية بدرجة أقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمدونات والمجموعات على شبكات المحادثة، ويكاد لا يذكر مثل ذلك الترويج؛ فيما يتم التعاطي مع جهات يلتمسون صورة اعتدالهم ووسطيتهم بارتباطهم بها، في صورة فاحشة في تداول النتاج الذي يتم تمريره لها، ومثل تلك العلاقة لا تخلو هي الأخرى من روح الاستغلال والتجيير المضاعف، ولا يهم مثل تلك الجهات مآلات وقيمة مثل تلك العلاقة مادامت ستحقق لها صورة زائفة بانفتاح زائف معافى من التمييز والاصطفاف!

مهنياً، يمكن التعاطي مع حالات قريبة من تلك؛ قد تكون أقل درجة في استغلالها؛ وبمعنى أدق لا قصدية في ممارساتها وتعاطيها وعلاقتها مع أي منبر من المنابر الإعلامية؛ في استمراء الاستغلال؛ مادامت في حدود تمرير وترويج نتاج إبداعي أو إضاءته؛ وخصوصاً إذا كانت علاقات تلك الشريحة من المثقفين على مسافة واحدة مع المنابر جميعها، وتعمل - في نهاية أمرها - من أجل إحداث حالة من الحراك والتنشيط والمواكبة ومد جسور بينها وبين الذين يتلقون ذلك النتاج؛ بعيداً عن الحالات المرَضية سالفة الذكر.

ما يُؤسف له أن بعض المثقفين هنا تورّطوا في تلك المساحة، وصاروا جزءاً من لعبة السياسة و «اللعب بما تكسب به». ذلك واقع ليست مجبرة المنابر الثقافية التي تحترم أداءها ودورها أن تسايره وتتواطئ معه!

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 4326 - الجمعة 11 يوليو 2014م الموافق 13 رمضان 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً